اطفال غزة يدعون لنبذ العنف ويحلمون بالوحدة من خلال رسوماتهم

خاص / اسلام الاسطل / 'ابويا ضربني وامي كمان ،وحارس المدرسة ، والمعلمة ، يعني الكل بيلطش فينا ' 'امراض .. سخونة .. فش كرت تأمين .. ابويا معوش مصاري وما بيشتغل يعني بالعربي الصحة تعبانة ' ' بيحكولي كبرت مش لازم العب شافولي شغل في سوق الخضرة وبساعد ابويا في الانفاق .. يعني كبرت قبل الاوان ' هذه جمل قصيرة ومختصرة لأطفال ما زالوا يحلمون بواقع أفضل ، عبروا بهذه الكلمات عن واقع أقل ما يمكن ان يقال عنه أنه مرير في ظل الفقر والحصار ، والحرب والانقسام وما ترك من آثار على كل شرائح المجتمع الغزي وتحديدا الاطفال .
في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بغزة اقاموا معرضهم الذي ينقل احلامهم ويعبر عن معاناتهم عبر رسوماتهم التي جاءت جمعيها في اطار رفض العنف والبحث عن الامان والاستقرار في ظل عدم الاستقرار السياسي ضمن اختتام مبادرة 'حقنا في الحماية ' التي تأتي ضمن مشروع بناء القدرات والترويج والدفاع عن حقوق الاطفال في قطاع غزة المنفذ من خلال مؤسسة ciss الايطالية وبالتعاون مع منتدى شارك الشبابي وبرنامج غزة للصحة النفسية وبتمويل من التعاون الايطالي وقال المنسق الميداني لمنطقة شرق غزة مرعي بشير( لأمد ) هذا المشروع استهدف 520 طفل وطفلة من سن 8 سنوات لسن 17 سنة في المناطق التي تعرضت للحرب بشكل مباشر وهي منطقة الزيتون والسلاطين وعزبة عبد ربه ويقدم المشروع بحسب بشير جملة من الانشطة الخاصة بالدعم النفسي والاجتماعي والتوعية بحقوق الاطفل وكيفية الدفاع والترويج عن هذه الحقوق ، ومن ثم اطلاق مبادرات من اختيار الاطفال تهدف الى نشر معاناة واحلام الاطفال
تقول الطفلة مرام طافش 9 سنوات من منطقة الزيتون شرق غزة كنت اشعر بالخوف دائما بعد الحرب ولكن من خلال اهتمام مؤسسة شارك بنا ودمجنا في مشاريع بناء القدارت والترويج والدفاع عن حقوق الاطفال بديت احكي واعبر عن كل شي داخلي ، واللي ما بنقدر نحكيه بنرسمه ، وتضيف مرام ' رسمت عن الحرب والعنف ورسمت انو بدنا نعيش بسلام بيكفي حرب '
وفي جانب اخر كانت تقف الطفلة نسايم سميح امام احدى الرسومات التي يظهر فيها لأب يضرب ابنه وتقول ( لأمد ) انا تعلمت انه مهم انه نحترم بعض وما حدا يضرب اللي اضعف منه انا رسمت عن العنف لانه الكل بيعنفنا المدرسين والاهل ووجهت نسايم رسالة عبر( أمد )للاهل والمجتمع ان يتعاملو معنا كأطفال وان لا يستخدموا الضرب والاهانة في معاملاتهم .

وقالت سلسبيل عمار طالبة في الصف الثامن ' انا منضمة للمشروع من 6 شهور وخلال هذه الفترة كنا نحكي ونلعب بالاضافة لجلسات تفريغ للخوف الذي اصبنا به بسبب الحرب واضافت ' انا اليوم تغيرت وصرت بعبر عن كل شي جواتي وطردت الخوف الذي كان يسيطر علي بعد الحرب ' ولا تنسى سلسبيل انها شاهدت خلال الحرب مشهدا لم ولن تنساه وهو اعدام احد العملاء على يد عناصر من حماس وتضيف كذلك قنابل الفوسفور كنا نراها حولنا وبيتنا تعرض للقصف وهربنا بالشوارع كنت دايما احلم بالحرب وأشارت الى احدى الرسومات التي تظهر قذائف وصواريخ واطفال وقالت رسمت هذه الصورة لما عايشناه في الحرب الاسرائيلية على القطاع وما واجهناه من استهداف من قبل اسرائيل



وعبرت سميرة خليفة 12سنة عن سعادتها من هذا المشروع وتقول ' استطاعوا ان يخرجونا من حالة الحزن وادخلو الفرحة لقلوبنا خلونا نفرح ونغني وباتمنى انه يتجدد المشروع لانه كتير فرق معنا

وأضافت 'انا رسمت عن الحرب والعنف رسمت بيتنا اللي هدموه اليهود رسمت قذائف الفوسفور '

ودعا الاطفال من خلال معرضهم ورسوماتهم المختلفة حركتي فتح وحماس الى التوحد وانهاء الانقسام من اجل مستقبل فلسطين واطفالها

ازهار طافش والدة احد الاطفال المشاركين في المشروع تقول لقد غير هذا المشروع الكثير في اطفالنا لقد كان ابني يضرب اخوته وكان عنده مشكلة خوف وتبول لا ارادي كل هذه المشاكل بدأت بعد الحرب ولكنه اليوم بعد ست شهور من الانضمام للمركز تغيرت شخصيته تماما اصبح مطيع وهادي ويمضي وقته في الرسم وتمنت طافش ان تستمر هذه المشاريع التي تنمي قدرات الاطفال وتطور معارفهم بحقوقهم وتعمل على تنمية مواهبهم وتفريغ الكبت النفسي بداخلهم .
احلام بسيطة لاطفال غزة الذين يعانون من نقص في كل شي فلا ملاهي او متنزهات ولا مكاتب عامة او اماكن ترفيهية متاحة ، ناهيك عن حصار وفقر وانقسام ، وتهديدات اسرائيلية مستمرة بالحرب والعدوان يسرقون لحظات يحلمون ويرسمون ، يدعون للوحدة ، للحب ، لنبذ العنف ، فهل يمكن ان تتحقق احلامهم ام انها ستبقى مجرد أحلام ؟؟