غزة:بابور الكاز على أجندة الـمؤسسات الداعمة لفقراء المناطق الحدودية

'بابور كاز لكل بيت'، آخر صيحات الدعم والـمساندة لسكان قطاع غزة الذين يعانون الحصار ونقص الغاز الـمنزلي والقطع الـمتكرر والطويل للتيار الكهربائي.



وقد لفت 'بابور الكاز' انتباه الفنان الـمسرحي إسلام أيوب كإحدى أقدم وسائل التسخين وطهي الطعام سواء باستخدام الكاز الأبيض أو الـمازوت، الذي يعود إلى دائرة الضوء في القرن الحادي والعشرين، بينما تنشغل الجمعيات والـمؤسسات الـمانحة بالتفكير به كوسيلة لـمساندة الغزيين في التغلب على الحصار.



ويستهجن أيوب تراجع وسائل الضغط والـمناصرة لإنهاء الحصار إلى درجة أنها تبحث عن وسائل الـمساندة والـمساعدة لأبناء القطاع، خاصة الأكثر معاناة منهم، مؤكداً أن الفكرة والعمل الإنساني لدعم الـمحاصرين أمر مشكور جداً، لكنه محزن أكثر لأنه يعكس استسلام الجميع لقرار بحصار نحو مليوني فلسطيني.



وقال أيوب متهكماً: غنيت وشاركت في مسرحيات سابقة خلال العام الـماضي لـ 'بابور الكاز'، وجعلت منه سوبرمان الحصار، وكنت أشعر حينها بحالة من السخرية والتهكم مما وصلنا إليه، ومن صمت الرأي العام العالـمي.



وأكد الشاب الساخط على الحصار والانقسام أن 'البابور' أصبح رمزاً للفقر والحصار، وبات أنيس كل بيت، حتى أنه رافق الـمسرحيين وغيرهم من الفنانين في لوحاتهم وكلـماتهم الناقمة على الحصار الإسرائيلي الـمتواصل منذ أربعة أعوام.



وكانت الـمبادرة الـمحلية 'متطوعون من أجل الخدمة الإنسانية والـمجتمعية' شرعت بتنفيذ حملة 'بابور كاز لكل بيت' في الـمنطقة الحدودية الـمهمشة شمال وشرق بيت حانون ومنطقة السموني شرق غزة، بدعم من جمعية 'عطاء غزة'.



وأوضحت رجاء أبو غزالة، رئيسة جمعية 'عطاء'، أن الجمعية بالتعاون مع الـمبادرة الـمحلية قامت بالتواصل مع الجمعيات والـمؤسسات العاملة في غزة من أجل نقل صورة الـمعاناة اليومية للسكان في الـمناطق الحدودية، لافتةً إلى أن 'البابور' جاء لـمساعدة هؤلاء السكان بهدف تعزيز صمودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والتغلب على الظروف الـمعيشية القاهرة.



وأوضحت أن الحملة تستمر ثلاثة أيام، يقوم خلالها فريق الـمتطوعين بتنظيم زيارات للعائلات في أماكن سكنها وتقديم 'بابور' كهدية للعائلة، آملة أن تساعد الحملة في تخفيف الـمعاناة اليومية لتلك العائلات، في ظل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، ونقص غاز الطهي.



وبدأت الحملة بسكان منطقة السموني والسكان الـماكثين في الـمنطقة الحدودية 'أبو صفية' إلى الجنوب الشرقي من بيت حانون، وستنتهي حدودياً بالسكان الـماكثين بالقرب من معبر بيت حانون 'ايرز' شمال بيت حانون، وسيستفيد منها كل بيت في الـمنطقة الحدودية، وبعض الأسر الفقيرة في الـمناطق الـمهمشة كعزبة بيت حانون.



وأوضح الـمواطن طارق السموني (32 عاماً) الأب لأسرة مكونة من خمسة أشخاص، استشهد ثلاثة منهم خلال الحرب على غزة، أن الحملة على بساطة مساعدتها تعبر عن الحالة العامة للسكان في غزة، وتأتي في ظل نقص واضح للغاز الطبيعي وقطع التيار الكهربائي.



وأكد أن 'البابور' بات تقليداً وعرفاً في ظل الحصار، ويأتي احتياجه من فترة لأخرى كضرورة عملية، متمنياً تقديم الـمزيد من أشكال الدعم الـمختلفة للسكان الذين يعانون من فترة لأخرى ظروفاً حياتية ومعيشية قاسية وسط إطباق الحصار عليهم.



الـمواطن 'أبو أحمد' من سكان الـمناطق الحدودية شرق بيت حانون، دعا الجمعيات الخيرية في غزة إلى العمل على توفير مقومات الصمود للسكان والـمزارعين في الـمناطق الحدودية، مشيراً إلى أنهم يقاومون الـمناطق العازلة والجدار من خلال إصرارهم على الزراعة والعمل في أراضيهم رغم الـموت والخطر الـمحدقين بهم.



وأوضح أن بعد مناطق سكناهم عن شركات بيع الغاز الـمنزلي وأزمة الغاز وظروف حياتهم القاسية جعلتهم أشد حاجة لهذه الـمساعدات، ويحتاجون 'البابور' بشكل دائم، منوهاً إلى أنه لا ينظر إلى حجم الـمساعدة بقدر ما ينظر إلى قيمتها ومعناها في ظل الحاجة إليها.



الجمعية التي رعت الحملة جهزت 500 'بابور' لتوزيعها، وذكرت آنها تأتي بتمويل من الأشقاء الـمصريين والفلسطينيين في مصر، وتبلغ كلفة 'البابور' الواحد نحو 40 شيكلا، وتم اختيار سكان الـمناطق الحدودية للاستفادة منها بسبب تضررهم وبناء على طلبهم.