التهبت أكف مئات الحاضرات بالتصفيق مع انتهاء عرض الفيلم الأول من اليوم السينمائي الثاني الذي نظمه مركز شؤون المرأة في محافظة الوسطى بقطاع غزة، اليوم الأحد, عرض خلاله ثمانية أفلام تسجيلية من إنتاج مركز شؤون المرأة.
ويأتي هذا اليوم السينمائي في إطار عروض أفلام مهرجان 'بعيون النساء', الذي عُقد نهاية العام الماضي, ومن ثم نقل إلى كافة مناطق قطاع غزة الخمس ضمن أيام سينمائية خاصة لكل منطقة.
وقالت آمال صيام, المدير التنفيذي لمركز شؤون المرأة, أن هذا اليوم السينمائي يأتي في إطار الأيام السينمائية التي ينظمها مركز شؤون المرأة, ممثلاً بقسم الفيديو في جميع مناطق قطاع غزة, بهدف تسهيل وصول النساء إلى العروض السينمائية, حيث أن المركز يسعى ليس فقط إلى تنفيذ نشاطات وفعاليات ويدعو النساء إليها, بل توصيل الخدمة لهن في أماكن سكناهن.
وأوضحت صيام أن اليوم السينمائي 'يعرض أفلاماً وثائقية تناقش كافة القضايا المعاصرة, من وجهة نظرنا كنساء, مشيرةً إلى أن هذه الأفلام الوثائقية هي أداة حقيقية لعرض واقع المرأة الفلسطينية على حاله الواقعي, والضغط على صناع القرار من أجل الانتباه إلى المعاناة التي تعيشها النساء الفلسطينيات, خاصة في قطاع غزة.
وتابعت أن الموضوعات التي تعالجها الأفلام متنوعة, حيث تتنوع ما بين قصص نجاح, وعرض لمعاناة النساء بمختلف أسبابها وأشكالها وتداعياتها.
وأعربت صيام عن فخرها بأن هذه الأفلام هي من إنتاج مخرجات غزيات, تدربن في مركز شؤون المرأة, وأنتجن أفلامهن الخاصة.
وتطرقت إلى أن اهتمام مركز شؤون المرأة, بإنتاج الفيديو ليس جديداً, فمنذ نشأته عام 1991 عمل على الاهتمام بالنساء الراغبات في خوض تجربة صناعة السينما.
بدورها، قالت منسقة الفيديو بمركز شؤون المرأة, اعتماد وشح, أن هذا اليوم السينمائي هو العرض الثاني لأفلام عرضت في مهرجان 'بعيون النساء', بعد العرض الأول الذي تم تنظيمه بمدينة خان يونس في إبريل من العام الحالي.
وأضافت أن اليوم السينمائي تم تنظيمه بالتنسيق مع المؤسسات القاعدية الشريكة للمركز العاملة في مناطق المغازي-النصيرات، الزوايدة، ودير البلح, والتي تنشط في هذه المناطق.
وشرحت بان النساء يفتقدن السينما التي تتحدث عن واقعهن الإنساني والاجتماعي, وتبرز نجاحاتهن تماماً كما تصف معاناتهن, وتعرض قضاياهن بطريقة غير نمطية, بعيداً عن السينما الوافدة التي تشاهدها النساء عبر التلفزيون والتي تعبر عن واقع غير واقعنا.
وأضافت وشح أن النساء الفلسطينيات حرمن من مشاهدة سينما تدور حول الواقع الفلسطيني, بالتالي كن يتعطشن لمثل هذا اليوم, فالعمل المرئي يصل إلى قلب الجمهور بطريقة أسهل وأسرع.
وحول مستقبل المخرجات، أوضحت أن هناك اتجاه من بعضهن لإنتاج أفلام خاصة بهن, من بينها أربع أفلام درامية, مؤكدة أن المخرجات استطعن كسر الحواجز المؤدية إلى إعاقة إبداعهن, مضيفة أنه سيتم تنظيم يوم سينمائي آخر خلال الأيام المقبلة في شمال قطاع غزة.
وعن رأي المشاركات، أوضحت رغدة الشريف أن الأفلام كانت من واقع حياتنا وناقشت قضايا تهم النساء, مضيفة ان الجديد فيها هو عرض نماذج لنساء ناجحات تحدين واقعهن الصعب, وهذا مختلف عما نراه على الفضائيات التي تقدم المرأة بشكل غير ايجابي.
وأضافت الشريف وهي أم لثمانية أطفال:'لأول مرة أحضر عرض سينمائي, نظراً لعدم وجود قاعة عرض سينما في المنطقة الوسطى, وهذا جعلني أشعر بأنه من الممتع والمفيد لنا كنساء أن يكون لدينا دار عرض في المنطقة ويكون لدينا أفلام تتحدث عنا كنساء'.
وأوضحت أن المهرجان أظهر أن النساء يستطعن تجاوز العقبات التي توجههن وينجحن, كما أن نجاح المخرجات في إنتاج أفلام بهذه الجودة يشجع غيرهن على خوض مجالات لم تكن النساء تطرقها من قبل.
من جانبها، أوضحت نعيمة أبو شمالة أن الأفلام كانت في غاية الجودة, وأثارت فضول وانتباه النساء الحاضرات, بل وبعض اللواتي كن يجلسن بجواري اعتبرن النماذج الناجحة للنساء التي تحكي الأفلام قصصهن, قدوة لكل النساء, يجب أن تسعى كل امرأة كي تكون ناجحة مثلها, فكثير من النساء ناجحات ولكن الإعلام يغيب نجاحهن لصالح الصورة غير الجيدة.