'موقعة البيرنابيو'.. إخراج ايطالي ألماني بعيون فلسطينية.. لمن الحسم

تتجه أنظار عشاق كرة القدم في العالم عامة، وفي فلسطين خاصة غدا السبت، صوب العاصمة الاسبانية مدريد وتحديدا إلى إستاد 'سانتياغو بيرنابيو' معقل ريال مدريد، لمتابعة اللقاء النهائي لدوري أبطال أوروبا الذي يجمع بين فريقي انتر ميلان الايطالي وبايرن ميونخ الألماني.

ويشهد نهائي هذا العام لقاء مرتقبا بين عملاقين كبيرين لهما باع طويل في الكرة الأوروبية، وستكون المفارقة في هذا النهائي أنه يجمع بين المعلم والتلميذ، حيث أن مدرب بايرن ميونخ الهولندي لويس فان غال عندما كان مديرا فنيا لبرشلونة الاسباني كان مدرب انتر الحالي البرتغالي جوزيه مورينيهو مساعدا له، ولكن هل يشهد نهائي هذا العام تفوق التلميذ مورينيهو على معلمه فان غال ؟

وينقسم الشارع الفلسطيني في التشجيع، ففي جولة لي في مقاهي مدينة جنين التي يبدو أنها تحضرت جيدا للنهائي المثير، يوضح صاحب أحد المقاهي في المدينة انه استعد جيدا للقاء المنتظر أن تزدحم خلاله المقاهي بعشاق المستديرة، بالرغم من أن أغلب المشجعين كانوا يأملون في وصول برشلونة وريال مدريد الاسبانيان للنهائي لما لهما من مشجعين.

وأوضح أن أغلب رواد المقهى من الشباب، الذين يجتمعون في اللقاءات الكروية الكبرى، متوقعا أن يكون اللقاء قويا وممتعا لفريقين استحقا الوصول للنهائي.

وانقسمت آراء المشجعين بين الانتر أو البايرن، ويوضح الطالب في الجامعة الأميركية بالمدينة أحمد عاطف أنه يميل إلى تشجيع البايرن ليس حبا فيه بل كرها بالمتعجرف مورينهو على حد قوله الذي أخرج فريقه المفضل برشلونة من الدور نصف النهائي، آملا أن يحالف الحظ البايرن لنيل اللقب.

ويشير زميله بشار إلى أنه سيشجع الانتر الذي أخرج العديد من الفرق القوية في البطولة، من خلاله أدائه المتوازن في أغلب مبارياته، موضحا أن حبه للانتر ارتبط بمدربه مورينهو الذي تمنى أن يدرب خلال الموسم القادم فريقه المفضل ريال مدريد.

ويقول رئيس تحرير القسم الرياضي في جريدة الحياة الجديدة برام الله بسام أبو عرة، إن لقاء الغد سيكون كبيرا وممتعا، لأنه يجمع بين مدرستين كرويتين مختلفتين في الأداء، ومدربان يعتمدان على كوكبة من النجوم التي ستلعب في كأس العالم، مشيرا إلى أنه من عشاق الكرة الايطالية وسيشجع في لقاء الغد الانتر الذي يستحق اللقب حسب رأيه.

ويتشابه الفريقان كثيرا هذا الموسم من حيث عدد الألقاب، وتوج البايرن بلقب الدوري وكأس ألمانيا، كما هو حال الانتر الذي توج بلقب الدوري الايطالي للمرة الخامسة على التوالي، كما توج بكأس ايطاليا، ولقب الغد لأي منهما سيجعله يحرز ثلاثية تاريخية لم سبق أن أحرزها في تاريخه.

وكلاهما توج سابقا بلقب البطولة، ويتفوق بايرن على الانتر بعدد الألقاب وسبق له أن توج بالبطولة 4 مرات كان آخرها العام 2001، أما الانتر فتوج بلقبان من قبل، ويغيب اللقب الأوروبي عن خزائنه منذ أكثر من أربعة عقود، وتحديدا كان آخر الألقاب التي أحرزها في البطولة قبل 45 عاما وتحديدا العام 1965.

ويمتلك الفريقان العديد من مفاتيح اللعب لحسم اللقب لصالحه، فالبايرن'البافاري' سيعتمد في لقاء الغد على نفس التشكيلة التي خاضت لقاءاته خلال الموسم مع بعض الغيابات، وفي خط الهجوم هناك الكرواتي ايفيكا اوليتش الذي سجل هذا الموسم بالبطولة 7 أهداف، وبجواره الواعد الألماني توماس مولر، دون أن ننسى الهولندي الطائر أرين روبين الذي كان له الفضل الكبير في تأهل البايرن للدور النهائي الذي سيعود مرة أخرى لمعقل ناديه السابق ريال مدريد، وماريو غوميز، لكنه سيفتقد إلى مهاجمه الفرنسي بلال ريبيري الموقوف أوروبيا لطرده في الدوري نصف النهائي أمام ليون الفرنسي وحرمانه من اللعب لثلاثة مباريات أوروبية.

وفي خط الوسط هناك المهاري التركي حميد التينتوب، والهولندي القدير مارك فان بوميل، ونجم وسط المنتخب الألماني باستيان شفايتشتايجر، وفي الدفاع هناك الظهير الأيمن فيليب لام، والأرجنتيني مارتن ديميكليس، والبلجيكي دانيل فان بوتين، وعلى الحارس العجوز هانس يورغ بوت.

وكان مشوار الفريق بالبطولة صعبا، وحسم تأهله بالدور الأول من خلال الجولة الأخيرة على حساب يوفنتوس الايطالي بفوزه الكبير عليه في أرض الأخير برباعية، وفي الدور الثاني تجاوز فيورنتينا الايطالي بفضل تسجيله أهداف أكثر خارج ملعبه، وقلب في الدور ربع النهائي كل التوقعات وأقصى مانشستر يونايتد الانجليزي، وجاء تأهله للنهائي سهلا بفوز ذهابا وإيابا على ليون الفرنسي.

وبالنسبة لانتر ميلان'، فهو لا يقل شأنا عن بايرن ويمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين، ويعتمد في خط الهجوم على النجم الأرجنتيني دييغو ميلتو المستدعى مؤخرا لقائمة الأرجنتين المشاركة بكأس العالم، ويسانده الكاميروني صامويل ايتو العائد إلى ريال مدريد مجددا النادي الذي اكتشفه، وهناك 'المشاكس' الغاني الأصل الايطالي الجنسية ماريو بالوتيلي، والقادم خلال فترة الشتاء المقدوني غوراني بانديف.

ولا يقل خط وسطه براعة، فهناك الهولندي ويسلي شنايدر صانع العاب الفريق، والأرجنتيني استبيان كامبياسو، والاثنان كانا من نجوم ريال مدريد في الماضي، والصربي ديان ستانكوفيثش، إلى جانب البرازيلي تياغو موتا، ودفاعه مكون من الرباعي المخيف قائد الفريق الأرجنتيني المخضرم خافيير زانيتي الذي يلعب بالانتر منذ 14 عاما، والأرجنتيني والتر صامويل، ولاعب البايرن السابق البرازيلي لوسيو، ومواطنه مايكون الذي يعد من أفصل مدافعي العالم، وفي حراسة المرمى هناك العملاق البرازيلي خوليو سيزار.

وعانى الانتر كثيرا خلال الدور الأول للبطولة، وتأهل بصعوبة للدور الثاني كثاني للمجموعة بعد فوزه بمباراته الأخيرة الحاسمة على روبين كازان الروسي، وأقص في الدور الثاني النادي اللندني العريق تشيلسي بفوزه عليه في الذهاب والإياب، وفي ربع النهائي جاء تأهله سهلا على حساب سيسكاموسكو، وأقصى في نصف النهائي حامل لقب الموسم الماضي برشلونة الاسباني.