أجواء الحرب الباردة في المخيمات الفلسطينية

الأجواء الملتهبة داخل المخيمات الفلسطينية بلبنان، لم تهدأ بعد، رغم ما بدا أنه محاولات تهدئة بين الفصائل الفلسطينية، في هذه المخيمات، التي تعيش تحت بركان من 'الديناميت'، قابل للانفجار في أية لحظة، ولا ينقصه سوى ضغطة زناد.

فخلال الأيام القليلة الماضية، انفجر الهدوء الهش داخل هذه الفصائل، بالتزامن مع الجدل الدائر في الساحة اللبنانية حول سلاح المخيمات، فقد جاء حادث تبادل إطلاق النار بين حركة فتح، وإحدى الجماعات الأصولية بالمخيم، ليكشف حجم الخطر الذي يحيط بهذه المخيمات، وما يهددها من أعمال عنف، ربما يكون القاسم المشترك فيها، هو 'أسلمة' هذه المخيمات، التي غزتها قوى التطرف، وسيطرت عليها، وهو ما يعيد إلى الأذهان، أحداث مخيم النهر البارد.

كان اندلاع المعركة الأخيرة بين فتح وعصبة الإسلام، قد فتحت مخاوف 'مرعبة' بالنسبة لجميع الأطراف داخل هذه المخيمات، وداخل المجتمع اللبناني نفسه، وتجاوزت هذه المخاوف الحدود الإقليمية للبنان، لتنال اهتمام البعثات الدبلوماسية الغربية، التي أولت اهتماما بالغا لأوضاع المخيمات الفلسطينية في الأونة الأخيرة، على المستويين الأمني والعسكري، مع تضخم الجماعات الأصولية المتشددة، المرتبطة بالقاعدة، والتي يتجاوز خطرها في نظر الغرب والقوى الإقليمية الأخرى، خطر حركة حماس، أو حتى حزب الله، فكلاهما له حسابات إقليمية ودولية دقيقة، تفرض عليهما الالتزام بقواعد محددة، لا يمكن خرقها، بعكس الجماعات الأصولية الجديدة، التي لا تشكل خطرا على حركة فتح العلمانية فحسب، وأنما على الحركات الإسلامية الأخرى، مثل حماس والجهاد، وهو ما ظهر بوضوح في الخلاف بين حماس والجماعة السلفية الجهادية، بعد إعلان الأخيرة عن إقامة إمارة إسلامية في رفح، في أول تمرد من نوعه بين تيارين إسلاميين في قطاع غزة.

لقد أعربت المصادر السياسية اللبنانية، المتابعة لملف المخيمات اللبنانية، عن مخاوفها من معاودة تركيز التقارير الغربية على الأوضاع داخل المخيمات، وسط الحديث عن وصول أسلحة جديدة بين أيدي المقاتلين الفلسطينيين في المخيمات، لاسيما مخيم 'عين الحلوة'، بالإضافة للتشكيلات التي تنظمها الجماعات الفلسطسينية لقيادييها المحليين في المخيمات، خاصة المتعلقة بحركة فتح.