الحريري يجتمع مع مبارك والحكومة تتسلم تقرير شهود الزور

يجتمع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاثنين مع الرئيس المصري حسني مبارك في إطار زيارة إلى مصر لبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فضلا عن العلاقات الثنائية.
وذكر مصدر سياسي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المحادثات ستتناول تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية في ضوء حرص مصر على وحدة الصف اللبناني والحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي.
وكانت مصر قد أعربت قبل أقل من ثلاثة أسابيع عن القلق جراء تطورات الأحداث في لبنان وأهابت بجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين أن يوحدوا صفوفهم أن يديروا أي خلافات بشكل سلمي وداخل المؤسسات والأطر الدستورية الصحيحة وتحت سقف القانون.
وكانت أخر زيارة لرئيس الوزراء اللبناني إلى مصر قد جرت في التاسع من يونيو الماضي فيما كان أخر لقاء بين الحريري والرئيس مبارك قد جرى في فرنسا خلال زيارة الرئيس المصري إلى باريس في الخامس من يوليو الماضي.
وعلى الصعيد اللبناني، تسلم أعضاء الحكومة اللبنانية في تطور بارز تقرير وزير العدل إبراهيم نجار حول ملف (شهود الزور) في معرض التحقيق بجريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى، ليتسنى لهم الاطلاع عليه قبيل مناقشته في جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها بعد غد الثلاثاء.
ويتضمن التقرير أجوبة عن عدد كبير من التساؤلات التي تزامنت مع كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت واتهم فيها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بحماية (شهود الزور)، كما يرد على رغبة رئيس مجلس النواب نبيه برى في وضع ملف هؤلاء الشهود لدى المجلس العدلي الذي يعتبر أعلى هيئة قضائية لبنانية وبمثابة مجلس قضائي لأمن الدولة.
ويحدد تقرير وزير العدل المبادئ التي جرى أخذها في الاعتبار وهى مبدأ فصل السلطات لاسيما الفصل بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، ومبدأ استقلال القضاء المنصوص عليه في الدستور وفى القانون واحترام الاتفاقيات الدولية لاسيما الاتفاق المعقود بين لبنان والأمم المتحدة حول تشكيل محكمة خاصة بلبنان ومبدأ سرية التحقيق.
واعتبر التقرير أن الملاحقة بجرم شهادة الزور يمكن أن تبدأ فورا وأن يتم تدوين تقديمها رسميا على أن يقوم القضاء بمهمته بكل استقلال وحياد إلا أن إثارة مسألة شهود الزور وتحريك الادعاء والملاحقة أمام القضاء اللبناني بشأنها لا يعيق أو يؤجل أعمال المحكمة الخاصة بلبنان طالما أن المحكمة اعتبرت أن مسألة ملاحقة موضوع إفادات شهود الزور لم تعد من صلاحياتها.
ونفى التقرير صلاحية المجلس العدلي في المبدأ للنظر في الموضوع ولا يعود لمجلس الوزراء إحالة القضية عليه لأن القانون حدد الحالات التي يختص بها المجلس العدلي والتي لا تنطبق في موضوع (شهود الزور).
وذكرت صحيفة (النهار) أن وزير العدل إبراهيم نجار أرسل صورة عن تقريره إلى رئيس مجلس النواب نبيه برى وجرى بينهما على الأثر اتصال هاتفي تناولا فيه مضمون التقرير.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير العدل يميل إلى تعاطى القضاء العادي المختص مع شهود الزور بينما يعتقد برى من وجهة نظره القانونية أن يوضع ملف هؤلاء لدى المجلس العدلي بسبب الخطورة التي تضمنتها الأقوال التي أدلوا بها.

وشدد برى في حديث لصحيفة (النهار) أن هدفه كشف كل ما قام به شهود الزور لأن الإبطاء حيال التعاطي مع هذا الموضوع أدى إلى تهديد البلاد بالخراب. بالمقابل نقلت صحيفة (المستقبل) عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وصفه دراسة وزير العدل إبراهيم نجار لملف شهود الزور بأنها نظرية ونطاقها محدود بمسألة تحديد صلاحية النظر بما سمى بملف شهود الزور بين لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني.
واستبعد جعجع لجوء قوى المعارضة (8 آذار) إلى الشارع مجددا، معتبرا أن حزب الله أجرى حساباته وتبين له أن تحريك الأرض هذه المرة لن يكون لصالحه ولن يمنحه أي نتيجة بل ستكون نتائجه عكسية.
وأشار إلى معطيات جدية بأن الدولة لن تسمح هذه المرة للبنانيين المسلحين بأن ينقضوا على اللبنانيين العزل، معربا عن ثقته بأن المرحلة المقبلة لن تخرج عن إطار الضغط السياسي، لافتا في المقابل إلى أنه لم يكون تصورا واضحا لما ستؤول إليه الأمور في حال فشل هذا الضغط فى تحقيق غاياته لان الفريق الآخر لم يتخذ خيارا واضحا بعد ولا يزال في طور تدارس خياراته.
من جهتها اعتبرت صحيفة (الديار) أن زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان فرضت ما يشبه الهدنة بين الفرقاء على الساحة الداخلية حيث تجرى من جهة اتصالات على أعلى المستويات يقوم بها الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه برى لتمرير جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل بشكل هادئ بالرغم من إعلان وزراء حركة آمل الانسحاب من الجلسة إذا لم يطرح ملف شهود الزور ومن جهة أخرى كان لافتا دعوة عضو تكتل لبنان أولا النائب عقاب صقر الرئيس نجاد إلى لقاء قيادات 14 آذار مجتمعة إذا سمح له برنامج الزيارة بذلك من أجل إجراء نقاش مباشر وصريح لتبادل وجهات النظر.
وذكرت الصحيفة أن اتصالات بعيدة عن الأضواء تجرى في لبنان على المستوى الرفيع لاحتواء التوتر وهناك اتجاها لتكليف الجيش بعملية ضبط الأمن ومنع أي محاولة للتعدي على الاستقرار العام في البلاد.
وكشفت الصحيفة عن اشتباكات فردية حدثت في بعض الأحياء في العاصمة وفى قرى البقاع والشمال أدت إلى توتير الأجواء محذرة من أن هذا الأمر قد يؤدى إلى فلتان أمنى لا يمكن السيطرة عليه في حال تطور أكثر.
وعلى صعيد زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان المرتقبة يوم الأربعاء المقبل فإن التحضيرات تتواصل وتجرى الاستعدادات الميدانية في الجنوب وتترافق مع إجراءات أمنية حول النقاط التي سيسلكها موكبه وسط تعتيم إعلامي على التدابير الأمنية التي يقوم بها حزب الله بالتنسيق مع السفارة الإيرانية في بيروت وتحت إشراف ضباط إيرانيين يطلعون على أدق التفاصيل.
وقالت إن الجيش اللبناني والقوى الأمنية هي التي ستتولى تأمين الحماية للرئيس نجاد جولته في الجنوب يوم الخميس المقبل بحيث ستنتشر قوى الجيش على كل الطرقات المؤدية إلى القرى التي سيزورها خصوصا خلال الاحتفال في بنت جبيل، فيما صدر بيان عن قوات الطوارئ الدولية يفيد أن لا علاقة لها بمنطقة جنوب الليطاني، والأمر محصور بالجيش اللبناني معتبرا أن زيارة نجاد شأن لبناني ولا علاقة لليونيفيل به.

» حزب الله يرفض تحويل ملف شهود الزور في قضية الحريري إلي ملف سياسي
» تقرير وزير العدل اللبناني عن «شهود الزور» يقابل برفض المعارضة
» تقرير وزير العدل اللبناني عن «شهود الزور» يقابل برفض المعارضة
» نصر الله يتهم المحكمة الدولية بحماية شهود الزور في قضية الحريري
» جميل السيد: سنحاسب شهود الزور بقضية الحريري في الشارع اذا منعنا القانون من ذلك