الشهيد القائد الوطني الكبير الرفيق / محمد المسلمي "أبو نضال"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية وإلى أحرار العالم، المناضل والقائد الوطني الكبير محمد المسلمي "أبو نضال" الذي استشهد في دولة الإمارات العربية عن عمرٍ يناهز ثمانية وستين عاماً بعد أن صارع مرضاً عضال.
ثمانية وستون عاماً قضاها شهيدنا القائد، كانت تشكل واحدة من أنصع صفحات التاريخ الفلسطيني المعاصر، فلقد عاصر أبو نضال النكبة وكان لا يزال فتيا، ولكنه سرعان ما لبّى نداء الثورة والمقاومة، فكان أحد مؤسسي حركة القوميين العرب وأحد أبرز قيادييها في قطاع غزة، وتابع شهيدنا البطل نضاله مؤسساً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن مواقع القيادة الأولى حيث كان عضواً في لجنتها المركزية ومكتبها السياسي ومسؤولاً عن فرع الأرض المحتلة.
شهيدنا القائد أبو نضال، كان قد شغل مواقع عديدة في منظمة التحرير الفلسطينية، فهو عضو في المجلس الوطني والمجلس المركزي، وعمل في الأطر الموحدة وفي مقدمتها اللجنة الوطنية العليا لشؤون الوطن المحتل والتي كان يرأسها الشهيد القائد / خليل الوزير "أبو جهاد".
لقد آمن شهيدنا البطل بحق شعبنا في النضال بمختلف الوسائل والأشكال لانتزاع حقوقه الوطنية، وظل وفياً للأفكار الديمقراطية التقدمية، ومخلصاً في انتمائه للمشروع القومي العربي التحرري.
وشهيدنا أبو نضال الذي قاد تنظيم الجبهة الشعبية داخل الوطن آمن على الدوام بالجماهير ودورها، باعتبارها صاحبة القضية والقادرة على تحقيق الانتصارات، وكان سعيداً بعودته إلى أرض الوطن في تموز 1994، لكي يتابع نضاله بين صفوف رفاقه وأهله وشعبه.
التحق أبو نضال المسلمي بركب القادة الشهداء الكبار أبو علي مصطفى، غسان كنفاني، جيفارا غزة، وديع حداد، صالح دردونة، خليل الوزير، صلاح خلف، هايل عبد الحميد، عبد الكريم حمد، إسماعيل أبو شنب، خالد نزال، وفتحي الشقاقي، وعشرات القادة الذين قضوا على طريق الحرية والاستقلال.
لقد آمن شهيدنا القائد محمد المسلمي، كما كل القادة الكبار، بحق شعبه في الحياة والحرية والاستقلال وبحتمية النصر، ولذلك فلقد تميز بالصلابة والصبر والتفاؤل والمثابرة وبالالتزام والانضباط، وقدم مثالاً لأخلاقيات القادة الثوريين.
إن رحيل أبو نضال في هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي يمر بها شعبنا وتمر بها أمتنا العربية، يشكل خسارة كبيرة وفادحة، غير أن من يؤمن بالجماهير وقضاياها العادلة يدرك أن أثمان الحرية والاستقلال غالية ومكلفة، وشعبنا مستعد لأن يدفع ثمن حريته واستقلاله.
وفي الوقت الذي تودع فيه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحركة الوطنية الفلسطينية، واحداً من أبرز قيادييها، فإن الجبهة تعاهد الشهيد القائد محمد المسلمي وكل شهداء شعبنا، بأن تواصل النضال جنباً إلى جنب مع كافة القوى، وكل المناضلين، وبين صفوف الشعب، حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس.