تحدوا الصعاب لتحقيق هدفهم بكسر الحصار

أعرب عدد من المتضامنين العرب المشاركين في قافلة شريان الحياة "5" عن استعدادهم "اللا متناهي" لبذل الغالي والرخيص من أجل الوصول إلى قطاع غزة، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ أربعة أعوام وإيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية.

وأكدوا في أحاديث لـ"فلسطين"، استعدادهم للبقاء في مخيم "العائدين" للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية -الذي تجمع فيه أعضاء القافلة- لعدة أشهر، ولكنهم لن يتنازلوا عن هدفهم وغايتهم في إيصال المساعدات للمحاصرين في القطاع، وإبراز معاناتهم للعالم بأسره.

وتتواجد قافلة شريان الحياة "5" في مخيم "العائدين" للاجئين الفلسطينيين باللاذقية، حيث أقيم على جانبه معسكر كشفي يتواجد فيه أعضاء القافلة، الذين ينظمون العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية بهدف تبادل وتعريف المتضامنين بعادات وتقاليد بلدانهم.

معنويات عالية
وأكد أحد أعضاء الوفد الأردني المهندس بشير الزميلي، أن معنويات كافة أفراد الوفد الأردني المرافق لقافلة شريان الحياة "5" عالية جدًا، مبينًا أن الوفد الأردني موجود حاليًا في اللاذقية وينتظر تحرك القافلة للتوجه إلى قطاع غزة.

وأوضح الزميلي في حديث لـ"فلسطين أون لاين"، أن كافة أعضاء الوفد الأردني يريدون الوصول إلى غزة والجميع مصمم على المضي في مشوارهم للنهاية، وتحقيق هدف القافلة الذي خرج من أجله مئات المتضامنين والمتمثل في كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشار إلى تجهيز القافلة الأردنية حتى بلغت 40 حافلة محملة بالمساعدات الطبية والإنسانية، لافتًا النظر إلى انضمام 13 حافلة من الخليج، ليصبح عدد الحافلات المشاركة عن وفد المشرق العربي 53 حافلة وحوالي 140 متضامناً.

وقال: "إن أفراد القافلة مستاؤون من مواقف الحكومات العربية تجاه قطاع غزة، لأنه قطاع محرر ولكنه محاصر (..) على الجوار العربي أن يتضامن معه وفقاً للقانون الدولي والإنساني والديني والشرعي وأن يسانده لا أن يحاصره"، متمنيًا أن يتغير الموقف الرسمي المصري.

أضاف الزميلي: "إن أعضاء القافلة متفانون في العمل من أجل قطاع غزة، ولديهم تصميم على الوصول ولكن بطريقة مشروعة دون أي إجراء غير قانوني"، شاكرًا السلطات السورية التي سهلت مهمة القافلة من خلال فتح الحدود واستقبال القافلة وتجهيز مخيم لإقامة المتضامنين.

وتُسَير قافلة شريان الحياة "5"، 140 حافلة مليئة بالمساعدات الطبية والإنسانية، بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني، وتضم وفدًا أوروبيًا بقيادة النائب البريطاني جورج غالاوي، وآخر جزائري، إضافة إلى وفدٍ من المشرق العربي مكون من أهل الخليج والأردن.

"كعشق ليلى"
أما الصحفي جمال إدريس من الوفد الجزائري، قال: "نعيش على لذة وشوق وعشق يتجاوز العشق الذي أحس به قيس ذات مرة نحو ليلي، فليلانا هناك في غزة ننتظرها بكل شوق وعشق وهيام، وهذه الكلمات لا تعبر عن اللحظة التي ستطأ فيها أقدامنا أرض غزة".

وأشار إلى أنه يحمل رسالة من الشعب الجزائري وحكومته المؤيدة والداعمة لمواقف الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الجزائر وفرت أجواء مريحة لتنظيم حملة شعبية لدعم القضية الفلسطينية وتجهيز وفد من أجل لانضمام إلى قافلة شريان الحياة "5".

وأضاف إدريس لـ"فلسطين": "إن الإنسان في قافلة شريان الحياة "5" يتطهر من خطيئته ويستعيد عافيته ويلتقي هابيل بقابيل، فالقافلة فيها كل الأجناس والأعراق، مما شكل صورة جميلة في هذا الزمن الذي أدار فيها البشر ظهورهم للحالات الإنسانية".

وأكد أن تنظيم القافلة لم يكن الهدف منه تقديم المساعدات لأهالي قطاع غزة، لأنهم فقراء بل لأنهم شعب يبحث عن الحرية وكسر الحصار المفروض عليه.

ويضم الوفد الجزائري 120 مشاركاً بين برلمانيين ومنظمات ومؤسسات خيرية، ويسير ما يزيد عن 40 قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية، نقلت جوًا من الجزائر إلى القاهرة، وبعد ذلك إلى دمشق.

أما المتضامنة عبير الجمال إحدى الفتيات التسع المشاركات في القافلة الأردنية؛ بدأت حديثها لـ"فلسطين"، قائلةً: "أمي، أختي، ابنتي جميعهم في غزة، أرجو أن تسامحني ابنتي لأني تأخرت عليها ولم أحضر لأشارك في فك حصارها قبل ذلك".

وأضافت: "مهما عملت لن أكفي عمل الأم الصابرة والمرأة الفلسطينية في غزة، ولو خيروني بين الجلوس هنا لأشهر في انتظار فتح معبر رفح لدخول غزة، وبين العودة إلى بيتي معززة مكرمة, فسأختار الانتظار في هذا المخيم على أمل الوصول في يوم من الأيام لغزة".

وأعربت عن سعادتها من المشاركة النسوية الملفتة في قافلة شريان الحياة "5"، مشيرةً إلى قرارها بتنظيم لجنة عربية لدعم وكسر الحصار عن غزة، من الأخوات العربيات المشاركات في القافلة، نظرًا للاهتمام النسوي بقضية كسر الحصار.

الموقف المصري
واستغربت موقف السلطات المصرية الذي لم يعلق حتى الآن سواء بالقبول أو الرفض لدخول القافلة، لافتةً النظر إلى عدم ارتياح وقلق أعضاء القافلة من الموقف المصري.

وبنفس المشاعر والشوق إلى غزة؛ قالت ممثلة تجمع المرأة اللبنانية المشارك في قافلة شريان الحياة "5" سوزان نحلة: "حلم حياة جميع المشاركين في الوفد اللبناني الوصول إلى غزة، ونحن لا نصدق متى نصل إلى هناك ويتحقق حلمنا بكسر الحصار".

وأوضحت نحلة لـ"فلسطين"، أن الوفد اللبناني يحمل 5 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي تنوعت ما بين حليب الأطفال والحقائب المدرسية والمساعدات الطبية، مبينةً أن الوفد ضم 3 سيدات و7 رجال.

وقالت: "إن أعضاء القافلة ما زالوا يتعاملون مع الموقف المصري بإيجابية، ولكن إذا استمر هذا الوضع، فسنبدأ بتصعيد الموقف، من خلال تنظيم اعتصامات وتظاهرات في كل البلدان العربية أمام السفارات المصرية، وتقديم مذكرات اعتراض وغيرها من هذه الأمور".

وأضافت المتضامنة اللبنانية: "لن نتحرك باتجاه تصعيد الموقف إلا بعد إعطاء رد سلبي من السلطات المصرية، تجاه قافلة شريان الحياة "5"، وسنبقى على أمل أن تتعاون السلطات المصرية وتساعدنا في فك الحصار عن قطاع غزة".

» صبيح لـ'وفا': زيارة موسى لغزة تعني التزام العرب بكسر الحصار بالفعل التاريخ : 13/6/2010 الوقت : 12:16
» 200 مسلم تحدوا الحظر وصلّوا «الجمعة» في باريس
» ابو الحاج: لن يكون ثمن سنوات اعتقالهم اقل من تحقيق هدفهم النضالي
» فتاة تتخطى الصعاب لتكون سائقة سيارة اسعاف بجمعية الهلال الأحمر
» الخليل: الاحتلال يعتقل تلميذا ويتسبب بكسر ساق آخر