منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
مرحبا بك في منتدى النضال الفلسطيني

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من الاخبار العربية والدولية ساعه بساعه, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
مرحبا بك في منتدى النضال الفلسطيني

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من الاخبار العربية والدولية ساعه بساعه, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبـــــــــــــــــــار فــلـسطــــــــــــــــين والنـــــــــــــــــــضال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(لا يهمني متى أو أين أموت,لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيين بكل ثقلهم فوق أجساد أطفال الفقراء والمعذبين, وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مجدلاني: الحل السياسي بسوريا سيعيد الاعتبار لاولوية القضية الفلسطينية
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالسبت 19 ديسمبر 2015, 3:02 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين قتل الشابين احمد جحاجحة وحكمت حمدان
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:19 pm من طرف montaser

»  جبهة النضال برفح تلتقي بقيادة حركة حماس بمناسبة ذكرى انطلاقتها
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:15 pm من طرف montaser

» وفد من النضال يهنيء الرفاق في الشعبية بذكرى الانطلاقة
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:40 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين اقتحام الاحتلال لمكاتب فصائل المنظمة بجنين
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:35 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تشارك الشعبية بذكرى انطلاقتها بمخيم جرمانا
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:25 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تهنئة الشعبية بمناسبة انطلاقتها في البارد
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015, 7:16 pm من طرف montaser

» د.مجدلاني يستقبل القنصل الايطالي لويجي ماتيرلو
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015, 2:38 pm من طرف montaser

» د.مجدلاني يلتقي السفير الصيني لدى فلسطين
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:31 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي في سورية تستقبل وفد اللجنة التحضيرية للمهندسين الفلسطينيين
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:26 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين الحكم الصادر بحق النائب جرار
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:23 pm من طرف montaser

» لنضال الشعبي تعقد اجتماعا لفرع المخيمات ولنضال الطلبة وتشارك بندوة حول “الهبة الجماهيرية
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالسبت 05 ديسمبر 2015, 2:37 pm من طرف montaser

» د. مجدلاني يلتقي رئيس ديوان وزير الخارجية البلجيكية
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالسبت 05 ديسمبر 2015, 7:46 am من طرف montaser

» د. مجدلاني يلتقي وفد قيادات شابه من الشرق الاوسط بحضور نواب في البرلمان الاوروبي في بروكسل
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالجمعة 04 ديسمبر 2015, 8:11 am من طرف montaser

» جبهة النضال الشعبي تنعي القائد الوطني الكبير عضو مكتبها السياسي اللواء خالد شعبان
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالجمعة 11 أبريل 2014, 6:24 pm من طرف montaser

» العطاونة يؤكد أهمية الالتزام بمبادئ الإجماع الوطني
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأربعاء 28 أغسطس 2013, 5:27 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال برفح ينظم دورة تدريبية بعنوان ( إعداد قيادة شابة )
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 08 أبريل 2013, 12:18 am من طرف محمد العرجا

» خلال اجتماعه الدوري : شباب النضال برفح يبحث استعداداته لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالجمعة 05 أبريل 2013, 11:54 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال في قطاع غزة ينعى شهيد الحركة الأسيرة اللواء\ ميسرة أبو حمدية
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأربعاء 03 أبريل 2013, 12:35 am من طرف محمد العرجا

»  شباب النضال بقطاع غزة يهنئ المرأة الفلسطينية بيوم المرأة العالمي
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:35 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي مخيم نور شمس :سياسة تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين تنذر بمخاطر
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:34 pm من طرف محمد العرجا

» د. مجدلاني يلتقي ممثل اليابان ويؤكد دولة فلسطين تسعى لسلام حقيقي وشامل في المنطقة
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:32 pm من طرف محمد العرجا

» وفد من النضال الشعبي يقدم العزاء بوفاة النقابي خالد عبد الغني
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:31 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يعقد اجتماعه الدوري لمناقشة القضايا الشبابية
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 12:11 am من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يدعو الشباب الفلسطيني لتحديث بياناتهم بالسجل الانتخابي
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 11 فبراير 2013, 12:07 am من طرف محمد العرجا

»  شباب النضال بقطاع غزة يدعو المجتمع الدولي إلى حماية أسرانا في سجون الاحتلال
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 11:41 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يهنئ موقع دنيا الوطن لحصوله على المركز الأول في فلسطين
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 11:39 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي برفح تعقد اجتماع موسع لقيادة الفرع و للهيئات التنظيمية والنقابية
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:50 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقس
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:49 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقس
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:47 pm من طرف محمد العرجا

انت الزائر

.: عدد زوار المنتدى :.


 

 «الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صقر البارد
مشرف
مشرف
صقر البارد


عدد المساهمات : 5915
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
العمر : 46
الموقع : صقر البارد

«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة Empty
مُساهمةموضوع: «الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة   «الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالجمعة 15 أكتوبر 2010, 8:37 pm

رشا عبدالله سلامة



ثمانية وعشرون عاماً مضت على وقوف الشاعر ، د. عز الدين المناصرة ، قبالة باخرة "شمس المتوسط" ، اليونانية: ليسلم بندقيته ، ويرحل عن بيروت ، حين أشار الضابط اللبناني ، إليه ، قائلا لرئيسه: "سيدي لقد اكتمل العدد".

في وقت خلا ، كان ـ فيه ـ المناصرة ، "الفلسطيني الأخير" ، من بين جموع الفدائيين المغادرين بيروت ، بات ، قبل أشهر ، "الفلسطيني الأول" ، في توثيق شامل لوجود الثورة الفلسطينية في لبنان ، بعد أن وُثقت المرحلة من قًبل لبنانيين وإسرائيليين وأجانب ، بحسب تنويه الناشر في دار "الأهلية" على غلاف الكتاب الخلفي.

عبر خمسمئة وتسع وعشرين صفحة ، من القطع الكبير ، يغطيها صورة قديمة للمناصرة ، وهو يرتدي الزي الفدائي الفلسطيني ، وعبر فصول ستة ، وثق الفدائي والشاعر والأكاديمي ، المتحدرة أصوله من قرية بني نعيم الخليلية ، لرحلة الكفاح المسلح الفلسطيني ، في لبنان ، وما تلاها من أحداث مرتبطة ، كالمجازر.

الفصلان: الأول ، والثاني ، غلبت عليهما الصبغة الأكاديمية والتوثيقية البحتة ، حين استعرض المناصرة ، بالتواريخ الدقيقة ، تآمر الطائفة المارونية ، مع فرنسا ، ضد عروبة لبنان ، بداية ، ثم مع رؤوس الكيان الصهيوني ، رافعين ، وإياهم ، شعار: "دولة يهودية في فلسطين ، ودولة مارونية في لبنان".

سعى المناصرة ، في هذين الفصلين ، إلى تأكيد عدم رغبة الثورة الفلسطينية ، حينها ، في زج نفسها في الصراع اللبناني الداخلي ، لولا أن الكتائب المارونية فرضت عليها ذلك ، حين دمرت مخيم تل الزعتر ، وجعلت من الفلسطينيين ـ في أكثر من مرة ـ كبش فداء ، للاستقواء أمام المجتمع اللبناني والدولي ، مستعيناً ـ إلى جانب الوثائق التاريخية ـ بشهادات مارونية تلت المجازر ضد الفلسطينيين ، بسنوات ، كاعترافات جوزيف أبو خليل.

نوّه المناصرة إلى مبدأ "الفَلَسْطَنَة" ، الذي تؤمن به الثورة الفلسطينية ، لا مبدأ الانتماء الديني ، مبرهناً على ذلك بالقيادات المسيحية للثورة ، كالراحل جورج حبش ، ونايف حواتمة ، وغيرهما كثير ، إلى جانب لفته الانتباه إلى مخيم ضبية المسيحي الفلسطيني ، الذي دمرته الكتائب المارونية ، وهجّرت أهله ، برغم ديانتهم.

كذلك ، سرد المناصرة ، ووثق ، في هذين الفصلين ، أحوال اللاجئين الفلسطينيين ، في لبنان ، منذ قدموا ، في عام 1948 ، معدداً ـ بالتفصيل ، وبالتواريخ ، والأرقام التجارية ـ بيوعات كثير من اللبنانيين أراض فلسطينية ، في الجليل ، وما تسبب به ذلك ، لاحقاً ، من تهجير آلاف من الفلسطينيين ، إلى جانب تعداده الشخصيات التي اشتهرت بها لبنان ، وحققت لها أمجاداً عالمية ، من ذوي الأصول الفلسطينية ، كالمطربة فيروز ، التي تعود أصول والدها إلى قرية فسوطة ، قضاء صفد.

"عشاق الرمل والمتاريس" ، كان فصل المناصرة الثالث ، حين نوّه لكون هذا الفصل صدر كتاباً منفصلاً ، سابقاً ، في عام 1976 ، ليكون الكتاب الأول ، الذي مُنًع من التوزيع ، في تاريخ الثورة الفلسطينية. يعلل المناصرة ذلك بما صارحه به الرئيس الراحل ، ياسر عرفات ، ذات مرة ، من كونه وصف "حرب السنتين" بالحرب القذرة ، وأن ذلك كان سيضعف معنويات المقاتلين ، في حينها.

من يقرأ الفصل ، يكاد يخمن أن السبب أمرّ آخرُ ، تماماً ، وهو الأسلوب الذي اعتمده المناصرة ، في عرض مذكراته ، وتفاصيل حياته ، ومن معه من رفاق وأشبال ، بكل ما في تلك التفاصيل من رائحة بارود ، ودم ، وألم ، حيناً ، وسخرية وصبيانية ، حيناً آخر ، ما يعد غريباً ومستهجناً في تناول الثورة الفلسطينية ، في ذلك الحين: إذ كان الأدب الفلسطيني ، والكتابة الفلسطينية ، عامة ، تجنح نحو اللهجة الشعاراتية ، والمعبقة ـ أحياناً ـ بحدة المحارب.

من يقرأ هذا الفصل ، ويقارنه بفصول الكتاب الأخرى ، يكتشف ، بوضوح ـ ولو لم ينوه المناصرة لذلك ـ أن "عشاق الرمل والمتاريس" قد كُتًبَ في مرحلة عمرية مبكرة للمناصرة. لم تكن المأساة ، بعد ، تغلغلت ، في نفسه ، إلى الحد الذي كتب فيه ، لاحقاً ، لا سيما توثيقه المجازر. لكل شيء معنى حميم وخاص ، حينها: حين كانت آمال الفلسطينيين ما تزال مرتبطة بالمقاومة ، والعمل الفدائي.

أحصى المناصرة ، في "عشاق الرمل والمتاريس" ، أسماء رفاقه الذين كانوا يتساقطون أمام عينيه ، الواحد تلو الآخر ، والذين كان يتحدث عن بطولتهم ، وآلامهم ، وطرائفهم و"تشبيحهم" ، كما يحب أن يصف بعضهم ، في مرات. تحدث عن زواج فدائيين وفدائيات ، خلف متاريسهم ، التي كانوا يرابطون خلفها.

"تحية الثورة وبعد".. عبارة روّست مراسلات الثورة ، التي عرضها المناصرة ، بين قادة الثورة الفدائيين ، على المتاريس ، وبين أشبال الثورة ، الذين تولى تنظيمهم وتدريبهم ، وأهاليهم.

يقول المناصرة ، في إحدى فقرات هذا الفصل: "تأكدت من انتظام الحراسة الليلية ، بإشراف عمنا أبو يوسف. وغادرت ، في العاشرة مساء. سهرت ، حتى الثانية عشرة ، في منزل عائلة صديقة ، ثم استأذنت للنوم في قاعدة فتح. وفي الطريق إليها ، رأيت ضوءاً من إحدى النوافذ ، وسمعت غناء حزيناً ، جذبني للوقوف. صعقت دهشة ، وخلخل هذا الغناء روحي ، ودمعت عيناي. كأن المرأة تغني لجسد شهيد أمامها. كاد قلبي يقفز لمشاهدة المنظر ، ولم يمنعني سوى احترام البيوت. نمت في القاعدة. حين سردت ما سمعت. قالوا لي: إنه غناء التعزية الجنوبي".

وفي مقطع آخر ، وصف الطفل الذي لقّب نفسه "أبو عمر" ، ولقّبه رفاقه "أمير الآر بي جي" ، فقتال عنه: "في السادسة عشرة من عمره ، يبتسم ، دائماً ، يضحك ، دائماً ، حتى في مواجهة الموت. قاتل في محور البريد ، في الشياح العظيمة ، فأصيب بجراح ظلت خضراء في صدره. لماذا في صدره؟ الآن فهمت ، وفهمت ، بعد استشهاده ، فقط ، أن أبا عمر يقاتل ، وجهاً لوجه ، إلى درجة أنه يخرق الانضباط العسكري ، بل العلم العسكري".

يكمل عنه ، في فقرة أخرى: "كان أبو عمر يضع يده على خاصرته ، ويضحك ، والدم ينساب من خاصرته ، وهو يضحك.. ببساطة يقول: لقد جرحت. استشهد أبو عمر ، بعد ساعات ، وهو في قمة حيويته ، كان يضحك وهو يتلوى ، من الألم ، ورغم أننا دفناه في مقبرة الشهداء ـ كما هي رغبته ـ إلا أن صورته ، في مخيلتي ، هي صورة الفتى الضاحك. ولم تتغير".

من يقرأ هذا الفصل ، بالتحديد ، يتمنَّ لو يستثمره أحد السينمائيين العرب: لشدة ما تصلح توليفته القتالية والوجدانية ، لعرض صورة الفدائي الفلسطيني ، تماماً ، كما كانت في الواقع ، بقوتها وضعفها: بإخفاقاتها ونجاحاتها.

من أكثر ما يلفت النظر ، في سردية المناصرة التفاصيل الفلسطينية ، على مستوى الفدائيين ، والقادة ، والعامة ، أيضاً ، هو تداخل الفصائل الفلسطينية إلى حد لم يحسم فيه البعض ، حتى اليوم ، لأي فصيل مقاوم كان ينتمي ، بالتحديد. كل الفصائل كانت تختلف ، في مرات ، بيد أنها كانت تتخندق ، معاً ، في حال مقاومة الكتائب ، أو الإسرائيليين ، أو الإثنين ، معاً ، أو في وجه السوريين الذين فتكوا بمخيم تل الزعتر. تظهر هذه الحقيقة ، مبطنة ، من خلال المواقف التي يستعرضها المناصرة ، في كل فصول كتابه ، وإن كان يشكو صعوبة أن تكون "فلسطينياً مستقلاً" ، كما حرص هو ، دوماً ، حين كان يصر على انتمائه إلى منظمة التحرير ، لا إلى فصيل بعينه ، وكذلك حين كان يصر على فصل الثقافة عن السياسة ، كما حدث ـ ذات مرة ـ حين علّق على توصية عرفات بنشر قصيدة رديئة ، لشخص ما ، بقوله: "الأخ أبو عمار ـ حفظه الله ـ القصيدة ليست شيكاً ، ليُصرف".

الفصل الرابع كان عن تل الزعتر ، الذي اقتبس له شهادات عدة ، يقف أمامها القارئ بفجيعة من يرى المأساة ذاتها تتكرر ، منذ النكبة ، مروراً بالمجازر ، وليس انتهاء بالمذابح التي تعرض لها قطاع غزة ، قبل مدة ، من بينها شهادة طفلة ناجية ، اسمها رندا الدوخي ، استشهدت عائلتها ، وقالت: "كنا نجد الماء ممتزجاً بالدم ، فنضطر لغليه ، من أجل أن نشرب. وكنا نشاهد القطط ، وهي تلتهم جثث الآدميين. كانت تلك القطط قد أصبحت سمينة ، وتحولت إلى مصدر خطر".

استطاع المناصرة تبديد أي لبس حول مجزرة مخيم تل الزعتر ، وما تلاها ، من تداعيات ، حول بلدة الدامور ، وحول المدرسة التي أمسك بإدارتها ، هناك ، بناء على طلب عرفات ، ليُدافع عما طالها من اتهامات ، من قًبل الكتائب والإسرائيليين والصحافة الأجنبية ، وفي مقدَّمَتها وصف روبرت فيسك بأنها كانت ثكنة عسكرية ومعسكر تدريب للأشبال.

وعلى وَفق منهجية المناصرة ، في تحري التسلسل الزمني للأحداث ، واعتماد أساليب ثلاثة ، في الكتاب ، هي: "أسلوب المذكرات الشخصية ، كشاعد عيان ، وأسلوب الباحث ، من خلال الكتب والوثائق ، إلى جانب محاولة الربط والتحليل ما أمكن ذلك" ـ كما أشار في مقدمة كتابه ـ فقد أدرج محاولة اغتياله ، في صوفيا ، من ضمن فصل تل الزعتر: إذ رحل إلى هناك لنيل درجة الدكتوراة ، بعد أن استقال من منصبه مديراً لمدرسة أطفال تل الزعتر ، في الدامور ، بعد اشتراط الأونروا اعتماد المدرسة أن يكون مديرها ضمن طاقمهم ، ويعود ، عقب ذلك ، ليكون شاهداً على حصار بيروت ، واجتياحها ، في عام ,1982

في فصل "حصار بيروت" ، سرد المناصرة ، بالتواريخ والحقائق ، دفاع الفلسطينيين المستميت ، عن بيروت ، مراراً ، ليتحدث عن جرائم الحرب الإسرائيلية ، في حصار بيروت واجتياحها ، وليستعرض إرهاصات خروج الفدائيين الفلسطينيين من بيروت.

يذكر شهادة لضابط إسرائيلي عن الأطفال الفلسطينيين ، إيان الاجتياح ، وبالتحديد ، في معركة الدامور ، التي استبسل الفدائيون دفاعاً ، عنها ، قائلاً: "يسرد الملازم أول ، أمير ، من سلاح الدروع ، في الجيش الإسرائيلي ، وقائع معركة الدامور من وجهة نظره (...) هناك أمر آخر أفقدني صوابي ، هو أنه كان ، في ساحة المعركة ، العديد من الأطفال يحملون أسلحة متوسطة ، وخفيفة ، ومدافع مضادة. وكانوا يتمتعون بشجاعة منقطعة النظير (...) لقد اضطررنا للتقهقهر ، أمام ضرباتهم الموجعة.. لقد وصل الأمر ، بهؤلاء الأطفل ، إلى حد تعقبنا ، ومطاردتنا (...) أطفال فلسطينيون صغار بتروا لي ساقي. إنني أفكر ، الآن ، بالعودة ، إلى هذه الحرب ، من أجل قتل كل طفل فلسطيني أجده في طريقي".

يعلن المناصرة استياءه من عدم تدارس منظمة التحرير الفلسطينية الأخطاء التي شابت حقبة العمل الفدائي ، في لبنان ، مستعرضاً تحليله لها في محاور عدة: أخطاء عشائرية ، وأخرى بيروقراطية وعسكرية ، وأخرى ترتبط بالفساد ، تماماً ، كما ينتقد ـ في فصل الكتاب الأخير ، عن مجزرة صبرا وشاتيلا ـ عدم صدور أي تقرير رسمي ، أو تشكيل أية لجنة تحقيق ، في المجزرة ، من قًبل منظمة التحرير الفلسطينية.

يستذكر المناصرة انتحاب امرأة فلسطينية ، حين كان الفدائيون يغادرون بيروت ، كانت تقول: "لمن تتركوننا؟ تتركوننا للذئب والغول؟" ، وأخرى كانت تندب: "تتركوننا لوحوش لا يرحمون؟". يقول: "لم أعرف ، بطبيعة الحال ، إن كن على قيد الحياة ، أم أكلتهن الوحوش ، في صبرا وشاتيلا ، ودفن في مكان مجهول. إنها مذبحة قتل الشهود ، فمعظمهن من منطقة قرى ، وبلدات ، ومدن ، شمال فلسطين".

يعدد المناصرة مجرمي صبرا وشاتيلا: وحدة المغاوير (الاستكشاف) الإسرائيلية: وحدات القوات اللبنانية الكتائبية (التي كان رئيسها ، بحسب ما يوثق المناصرة ، بشير الجميّل ، قد صرح ـ في حوار مع مجلة "نوفيل أوبسيرفاتور" ، الفرنسية ـ قائلا: "هنا ، في الشرق الأوسط ، أربعة بلدان: هي لبنان ، والأردن ، وسوريا ، وإسرائيل ، وهناك خمسة شعوب ، فالشعب الفلسطيني هو شعب زائد عن الحاجة): جيش لبنان الجنوبي (جماعة سعد حداد) ، لتكون الحصيلة ما يقارب الأربعة آلاف شهيدة وشهيد ، من العزّل الفلسطينيينن ، وبالتحديد ، الأطفال والنساء والشيوخ.

استعرض المناصرة شهادات الناجين ، التي تم جمعها ، بطرق عدة ، كما فنّد ـ بتركيز شديد ـ التحقيقات الإسرائيلية حيال المجزرة ، والأقوال المتناقضة للقتلة الكتائبيين ، وشهادات الصحافيين الأجانب ، ووزير الدفاع السوري ، مصطفى طلاس ، حتى إنّ ما وثقته بيان نويهض الحوت أخضعه للتدقيق: لكونها أصرت على ذكر مساحة أصغر لمخيم شاتيلا ، إلى جانب تأكيدها أن المذبحة دارت في أطراف شاتيلا ، لا في قلبه ، على عكس ما يدلي به الناجون ، من الضحايا ، إلى جانب تجاهلها دور وحدة المغاوير الإسرائيلية.

يكتسب كتاب "الثورة الفلسطينية في لبنان" فرادته الخاصة لكونه لا يتحامل على الثورة ، والعمل الفدائي ، كما باتت "الموضة" ، في الأعوام الأخيرة ، لدى الفدائيين الذين يسردون بعض وقائع تلك المرحلة ، بانتقائية لافتة ، وبتعامل أقرب ما يكون مع مذكرات المراهقة الطائشة ، تماماً ، كما لا يجنح نحو الشعاراتية ونصرة الأخ ، ظالماً أو مظلوماً ، ولا بمنطق فصائلي يؤمن أن تنظيماً ، بعينه ، يشكل الفرقة الناجية.. إلى جانب دقته الشديدة ، في توثيق المعلومات ، بالتواريخ ، والأرقام ، حدَّ تطرّقه لدخله ، محرراً في مطبوعات ثورية عدة ، ذاكراً الأرقام الخاصة به ، بالتفصيل.

كان هناك بعض التكرار في المعلومات ، والذي كان مبرراً في جل المواضع: بالنظر لاستعراض شهادات شخصيات عدة حول حدث بعينه ، إلى جانب تداخل الوقائع الفلسطينية ، وتكرر مأساويتها ، حدَّ أنّ الصحفي الأستراليَّ ، توني كليفتون ، الذي استعرض المناصرة شهادات عدة له ، في ثنايا الكتاب ، قال: "مشكلة الفلسطيني ، على ما يبدو... أنه فلسطيني،".



حضور الثقافة في الانتخابات البرلمانية



رمزي الغزوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
montaser
المديـــر
المديـــر
montaser


عدد المساهمات : 2538
تاريخ التسجيل : 26/11/2009
الموقع : الادارة

«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: «الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة   «الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة I_icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010, 7:27 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alnedal.rigala.net
 
«الثورة الفلسطينية في لبنان...»لعزالدين المناصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المخيمات الفلسطينية في لبنان نقطة سوداء في العلاقة الفلسطينية اللبنانية
» المخيمات الفلسطينية في لبنان تستعيد نبض الثورة : فلسطين عروس مهرها الدماء
»  ظهور انقسامات في لبنان على خلفية الثورة في سورية
» أسد الثورة الفلسطينية: سعد صايل
» الصحف الفلسطينية تناصر الثورة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني :: المنتدى العام :: خيمة المقالات-
انتقل الى: