منظمة التحرير: لا اعتراف بدولة يهودية

* عبد ربه يتراجع وحماس تدعو لتجريده من أي منصب وفتح تؤكد أن شروط نتنياهو دليل على إفلاسه السياسي

نفى ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما نقلته صحيفة "هآرتس" على لسانه أن المنظمة مستعدة للاعتراف بإسرائيل على أي شكل تريده مقابل خريطة أمريكية لدولة فلسطينية في حدود العام 1967 تشمل القدس. وكان عبد ربه قد تلقى صفعة قوية من شدة الانتقادات الواسعة من فصائل فلسطينية التي طالب بعضها بمحاكمته، كما طالب النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة بإقالته، مؤكدا أنه ليس من حق عبد ربه أن يبيع حقوق فلسطينيي الداخل ويتنازل عن حقوق اللاجئين.

وكانت واشنطن قد رحبت بالاقتراح الفلسطيني المضاد لعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أنه "نوع الحوار"القادر على تسوية الخلاف حول الاستيطان اليهودي وطلب الفلسطينيون من الإدارة الأمريكية ومن (إسرائيل) تزويدهم بخريطة للدولة اليهودية ردا على طلب واشنطن صياغة مقترح مضاد لعرض نتنياهو تجميد مؤقت للاستيطان مقابل الاعتراف بـ(إسرائيل) "دولة للشعب اليهودي".

إلى ذلك قال أحمد عساف المتحدث باسم حركة "فتح"، إن شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتجددة تعبر عن حالة "الافلاس السياسي" التي وصلت إليها الحكومة الإسرائيلية بسبب مواقفها الرافضة للسلام، ومن جهة أخرى هي تعبير عن وضوح وثبات الموقف الفلسطيني الذي عبر عنه الرئيس محمود عباس، الأمر الذي أدى إلى إجماع دولي "غير مسبوق" ضد هذه السياسة الإسرائيلية وأدانة لكل أشكال الاستيطان والاحتلال.

وأوضح عساف في بيان وصل "معا" نسخة عنه، إن "التخبط" الإسرائيلي ضد الانسان والأرض أو من خلال مشاريع القوانين "العنصرية" على الكنيست التي كان آخرها قانون "المواطنة" وقانون الاستفتاء أو شروط نتياهو المرفوضة بالاعتراف "بيهودية دولة إسرائيل" لن تدفعنا إلى اليأس أو الذهاب إلى خيارات نتنياهو لأن إسرائيل اختبرت إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، التي لن تهزها لا شروط نتياهو ولا إرهاب جنوده، حسب تعبيره.

وأكد على موقف "فتح" المتمسك بكل الثوابت الفلسطينية والهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وعلى نفس الصعيد، دعت الحكومة المقالة منظمة التحرير الفلسطينية إلى طرد ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، من أي منصب يتحدث فيه باسم الشعب الفلسطيني أو أي من مؤسساته القيادية قائلة إنه لا يمثل أي فصيل وطني في ساحة العمل الوطني.

ونددت المقالة على لسان ناطقها طاهر النونو في تصريح وزع على وسائل الإعلام بالتصريحات التي أعلنها عبد ربه الأربعاء الفائت، حول الاعتراف بدولة الاحتلال كما يريد مقابل دولة فلسطينية على حدود أراضي فلسطين المحتلة العام 1967.

وقالت إن هذه التصريحات تخالف الثوابت الوطنية الفلسطينية وتتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني وتتنافى مع الإجماع الوطني وتعطي تنازلات خطيرة لصالح الاحتلال.

وأكدت الحكومة المقالة أن هذه التصريحات غير ملزمة لإحد وتشكل "طعنة" في ظهر كل لاجئ فلسطيني وكل مواطن، "لأنها تعطي حقا للاحتلال في أرضنا ووطنا وتحرم اللاجئين من حق العودة وتحرم المواطنين الفلسطينيين من حق الإقامة في أرضهم وممتلكاتهم التي عضوا عليها بالنواجذ منذ العام 1948"، كما أوضح النونو.

واعتبرت أن هذا الموقف الذي أعلنه عبد ربه يشير إلى منهجية التفكير لدى قيادة منظمة التحرير المستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.

من جهة أخرى قال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه أن الأمريكيين أكدوا للفلسطينيين في أحاديث خاصة أن البناء الإسرائيلي لن يجري خلال هذه المحاولة الأخيرة لإنهاء الصراع الدائر منذ عقود.

ولم يكشف المسؤولون الأمريكيون عن تفاصيل المفاوضات القصيرة الأجل لكن دبلوماسيين أكدوا أن واشنطن عرضت مجموعة من الحوافز بما في ذلك أفكار أمنية لإقناع الإسرائيليين بتجميد الاستيطان مجرد شهرين فقط.

وصرح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه يدرس العرض لكن أشارت تقارير إلى أنه يريد المزيد.

ويقول فلسطينيون بدلا من أن يكافئ الرئيس الأمريكي باراك أوباما إسرائيل عليه أن يمارس المزيد من الضغوط عليها حتى توقف البناء في المستوطنات اليهودية في أرض احتلتها في حرب العام 1967 وحذروا من أن البناء الاستيطاني يقضي على فرصهم في إقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء.

وقالت حنان عشراوي السياسية المتمرسة وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية "مرة أخرى يعدون إسرائيل بكل شيء مقابل خطوة متناهية الصغر لتقليص بعض انتهاكاتها".

وأضافت "أنهم يدمرون أكثر القيادات الفلسطينية اعتدالا من أجل انقاذ حكومة (إسرائيلية) هي الأكثر تطرفا وتشددا ويمينة".

» جبهة التحرير الفلسطينية تثمن اعتراف جمهورية الإكوادور بدولة فلسطين
» د. زكريا : منظمة التحرير الفلسطينية متمسكة بالثوابت الفلسطينية ولا اعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية
» اعتراف جديد من بلد اميركي لاتيني "بدولة فلسطين"
» فتح: اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين انتصار لرموز شعبنا الثقافية والتاريخية في القدس
» الرئيس عباس يثمن اعتراف البرازيل بدولة فلسطينية في حدود 67