كورال لبناني ـ فلسطيني لترميم ما هشّمته حرب «البارد»

لم تكن الشابة الفلسطينية ياسمين على علاقة جيدة بأترابها اللبنانيين المقيمين في محيط مخيم نهر البارد حيث تعيش. ولم تكن والدة الشاب اللبناني وليد تسمح له بزيارة صديقه في المخيّم بعد أحداث نهر البارد الأخيرة. كذلك الأمر مع الشابة الفلسطينية سميحة وعدد من الشباب والشابات الفلسطينيين واللبنانيين الذين عاشوا علاقة متوتّرة بسبب الظروف التي فرضتها حرب البارد على المنطقة.
وأريد لهؤلاء الشباب أن يكونوا اليوم نموذجاً لتخطي الخلافات التي تولدها السياسية والحروب، وأن يزيلوا الحواجز النفسية بين «البارد» ومحيطه من خلال مشروع «الكورال اللبناني الفلسطيني» الذي أُطلق رسمياً مساء الجمعة الماضي على مسرح بيروت في عين المريسة، منشداً 15 أغنية من التراث الفلسطيني واللبناني والعراقي.
ويأتي النشاط ضمن مشروع «النهوض المبكر في البلدات المحيطة لمخيم نهر البارد» الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان بتمويل من الحكومة الإيطالية. وللمناسبة، وقف أمس الأول حوالى ثلاثين شاباً وشابة لبنانيين وفلسطينيين على مسرح بيروت، وغنّوا مواويل فلسطينية وأغاني لزكي ناصيف وأخرى من التراث العراقي تحت إشراف المايسترو باركيف تسلاكيان الذي بدأ الإعداد للمشروع قبل عام.
وحضر الحفل مدير برنامج الأمم المتحدة في لبنان سيف الدين أبارو، ومدير مكتب التعاون الايطالي في لبنان فابيو ميلوني وشخصيات فلسطينية ولبنانية.
وعند السابعة مساء، اعتلى أعضاء الكورال المسرح وهم يرتدون اللباس الموحّد باللونين الأسود والأبيض. لم ترافقهم فرقة موسيقية للغناء على إيقاع آلاتها، بل قذفت حناجرهم الكلمات تلقائياً ليحيوا التراث الفلسطيني واللبناني والعراقي على مدى ساعة من الوقت.
ويؤكد تسلاكيان على أن المشروع يهدف الى «حلّ الخلافات بين الفلسطينيين وبين اللبنانيين، فجاءت فكرة إنشاء الكورال للحفاظ على التراث العربي ونشره»، متوقعاً «مستقبلاً ناجحاً للكورال بسبب موهبة بعض أفراده والتي قد تؤهلهم الوصول الى العالمية». ويشير الى أن «الكورال سيشارك في مباريات عالمية في فرنسا في أيار المقبل».
بدورها، تشير مديرة مشروع النهوض المبكر في البلدات المحيطة لنهر البارد ربى عرجي الهاشم الى أن «المشروع يؤكد على توطيد العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين بعد معركة البارد للتعايش مع بعضهم». وتشرح أن أعضاء الكورال كانوا يخضعون لتمرينات مرة في أسبوع في بلدية دير عمار».
أما أبارو فيشيد بأداء أعضاء الكورال، مؤكداً على أنهم «رسل للحوار الفلسطيني واللبناني». كما يلفت ميلوني الى أن «الكورال هو المثال الأفضل للمشروع الذي أطلقه برنامج الامم المتحدة من أجل تعزيز الثقة بين اللبنانيين والفلسطينيين».

» اجتماع فلسطيني لبناني مشترك لبحث اعادة اعمار نهر البارد
» لقاء لبناني - فلسطيني موسع في مجدليون
» زفاف جماعي لبناني ـ فلسطيني في صيدا
» لقاء تضامني لبناني فلسطيني مع سوريا
» صيدا تزف 154 عريسا وعروسا في أكبر عرس جماعي لبناني ـ فلسطيني "