دعيق: نعمل على استخدام المياه المعالجة في الزراعة

أكد وزير الزراعة إسماعيل دعيق، أهمية المياه ودورها في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وقال 'إن أهمية الزراعة لا يمكن حسابها بالأرقام لأن الأهمية الاجتماعية والسياسية من الصعب تقييمها وحسابها'.

وأضاف، خلال ورشة عمل بعنوان 'دور سلطة المياه ووزارة الزراعة في تخفيف الآثار السلبية لشح المياه على التجمعات الفلسطينية'، نظمت برام الله اليوم الثلاثاء بحضور ممثلين عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) أن إمكانية التوسع في الزراعة كبيرة، وأن هناك مناطق واسعة يمكن التوسع بها مثل منطقة جنين، ولكن المعيق هو المياه، ولذلك تعمل الوزارة بالتعاون مع سلطة المياه على توفير المياه العذبة للمواطنين والمعالجة لاستخدامها في الزراعة'.

وبين دعيق أن الوزارة ستعمل على استخدام المياه العادمة التي يتم معالجتها في محطة 'عيمق حيفر' التي بنيت بأموال الدعم المقدمة للشعب الفلسطيني، ويقوم الإسرائيليون باقتطاع مبالغ من هذا الدعم لتغطية نفقات الصيانة والتشغيل ولا يسمحوا بإيصال المياه المعالجة إلى الفلسطينيين لاستخدامها.

وأشار إلى أن الوزارة، قامت بزرع 2.2 مليون شجرة، وسيتم التركيز على زراعة أشجار اللوز والنخيل؛ لأنها تشكل مصدر دخل جيد للمزارعين كما تمثل حماية للأرض في نفس الوقت، موضحا أنه حسب ما جاء في تقرير البنك الدولي الذي صدر عام 2009 فإن زيادة كمية المياه المخصصة للزراعة بـ100 مليون متر مكعب يمكن من زيادة مساهمة الزراعة في الدخل الإجمالي بمعدل 10% ويتم توفير 110 ألف فرصة عمل.

بدوره، بين رئيس سلطة المياه شداد العتيلي، أن هذه الورش تأتي في إطار مناقشة مواضيع حيوية تتعلق بالأمن الغذائي والمرتبط بالمياه بشكل وثيق، سيما في وقت الأزمات، 'والتي من خلالها نؤكد على العمل بالشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة'.

وتطرق العتيلي إلى أعمال المستوطنين على الأرض، وقال 'من المخجل رؤية أشجار الزيتون تحرق في مناطق مختلفة من الضفة نتيجة ممارسات المستوطنين اليومية التي اعتادوا عليها'.

وأشار إلى أن سلطة المياه وضعت أولوية لتوفير مياه للشرب لتسهيل حياة المواطنين وتمكنهم من الحياة على الأرض، وأن هناك حاجة ضرورية لتوفير المياه للزراعة والصناعة، وكذلك تأمين مياه للأغوار كونها تعتبر سلة غذائية للمواطنين.

ونوه إلى بناء محطات معالجة المياه العادمة، والعراقيل التي وضعتها إسرائيل بوجه تنفيذها، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة أعدت مشروعا حول إعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة، معربا عن أمله أن يتقبل المزارع فكرة استخدامها في ري الأشجار اللوزيات والنخيل'.

كما أعرب عن أمله بالانتهاء من العمل بمشروع سد العوجا السنة المقبلة، مما يساهم في تخفيف الضغط على المزارعين، مشددا على ضرورة إعادة هيكلة قطاع المياه من أجل تنظيم العمل ما بين الجهات المختلفة.

وأشار إلى أنه في منطقة الخليل كان من المفترض تنفيذ 5 أبار، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوقفت العمل بها بحجة أنها منطقة تدريب للطيران!.

من جانبها، أوضحت الممثلة الخاصة لليونيسيف في الأرض الفلسطينية، جين غوف، 'أن مشكلة شح المياه تعاني منها معظم بلدان العالم؛ لعدم استخدام المياه بطرق سليمة ولأسباب سياسية منها وقلة المياه بالدرجة الأولى'.

وبينت غوف أن موضوع اليوم يأتي في إطار كيفية التعامل من أجل التقليل من آثار شح المياه، وخاصة في السنوات الماضية، مشيرة إلى أن هناك 43 ألف مواطن في الضفة يعانون من شح المياه، كما إن جودة المياه المتوفرة منخفضة وتباع بأسعار عالية.

وقالت 'اليوم نجتمع لإيجاد حلول لهؤلاء الأشخاص من أجل حصولهم على المياه بجود جيدة وأسعار منخفضة وبشكل مستمر إلى حين الوصول إلى حل سياسي نهائي'.

ونوهت إلى أن إعطاء هؤلاء الأشخاص المياه من منطلق إعطائهم الحياة وهو حق لهم، ويجب النظر إلى تأمين المصلحة للجميع ووضعها في إطار إقليمي، وقالت 'يجب أن يفهم الإسرائيليون ضرورة عدم تسيس موضوع المياه'.

وشددت على عدم هدر المياه وبناء نظم معالجة للمياه العادمة والمحافظة عليها، لافتة إلى أن هناك أربع استراتجيات يجب العمل بها تتمثل في: حصول 43 ألف مواطن على المياه نظيفة كل الوقت وبسعر رخيص، وأن يكون عمل المؤسسات الدولية في تأمين المياه مربوطا مع خطة السلطة الوطنية طويلة الأمد وكذلك إيجاد نظم الحصول على مياه بشكل المطلوب.