فياض يعرب عن أمله بانتهاء إضراب العاملين في وكالة الغوث

أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن السلطة الوطنية، ستكون دائماً إلى جانب مواطنيها، وتعمل على تلبيه كافة الاحتياجات الضرورية والخدمات الأساسية التي توفر لهم القدرة على الصمود والثبات على أرضهم، وأشار إلى أن السلطة الوطنية ماضية في استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين، ورفع كفاءتها لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، والتي تشكل رافعة أساسية للتعجيل في إنهاء الاحتلال.

جاء ذلك لدى افتتاح رئيس الوزراء بعد ظهر اليوم، مجمع الخدمات التابع للجنة الشعبية لمخيم نور شمس، في محافظة طولكرم، وذلك بحضور محافظ طولكرم العميد طلال دويكات، ورئيس البلدية إياد الجلاد ورئيس جامعة حضوري الدكتور داوود الزعتري، وقائد المنطقة، ومدراء الأجهزة الأمنية وحشد جماهيري من أبناء ووجهاء المخيم .

وقال فياض في حفل الافتتاح 'أحييكم على روح الصمود والثبات والتحدي التي تعبرون عنها يومياً من خلال الإصرار على البقاء، وأحيي لجنة الخدمات الشعبية في مخيم نور شمس، كما أحيي اللجان الشعبية في كافة المخيمات على الدور الهام والحيوي الذي يقومون به في تقديم الخدمات للمواطنين، وخاصة في هذه الظروف الصعبة'، وأضاف 'أهلنا في المخيمات عنوان اهتمام دائم من قبل السلطة الوطنية، إلى أن تنجز أهداف مشروعنا الوطني كافة، فحقوق الشعب الفلسطيني مُتمسكٌ بها، ومشروعنا الوطني سيصل بإذن الله إلى نهايته بما يكفل لشعبنا الحق في أن يعيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له، فهذه الدولة ستقوم بإرادتكم وبعزيمتكم وبهمتكم وبإصراركم'، وتابع فياض 'لا نغفل تلك المناطق المسماه (ج)، ولا نعترف بها، ولا نتعرف على الأبجدية عندما يتعلق الأمر بحقوقنا، فهذه المناطق ليست أراض متنازع عليها، بل هي أراض ستقوم عليها دولة فلسطين، في الأغوار وفي قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية'.

كما أكد رئيس الوزراء إلى أن منطقة الأحراش والتي تقع في المناطق المسماه (ج)، والواقعة بالقرب من مخيم نور شمس لن تكون إلا متنزه وطني لأهل المنطقة.

في حديثه للصحفيين قال رئيس الوزراء هذه المشاريع هي جزء من الهدف الأساس للسلطة الوطنية لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وأيضاً انجاز ما هو مطلوب من بنية تحتية، وقال ' إن الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية باتجاه بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية تشكل جوهر خطة عمل الحكومة للمرحلة القادمة في كافة مجالات الحكم والإدارة، وبما يضمن الالتفاف الشعبي حول هذه الخطة وانخراط جميع مكونات شعبنا في عملية بناء مؤسسات دولة فلسطين'، وأضاف 'هناك شعوراَ عاماَ بأننا جميعاً وككل وطني مصممون على تحقيق أهدافنا الوطنية والمتمثلة في حق تقرير المصير وحق العودة وحق إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وأن كل هذا لن يتحقق إلا بعودة الوحدة بين شطري الوطن وتوحيد مؤسساته لتكون مؤسسات قوية وقادرة على تلبية احتياجات المواطنين'.

كما ندد فياض بممارسات المستوطنين الإرهابية، والتصعيد العدواني الخطير الذي لم يسبق له مثيل، وخاصة استهداف شجرة الزيتون، وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تصرفات وأعمال المستوطنين الإرهابية، وطالبها بلجم هذه الأعمال العدوانية، والتي لا تخدم العملية السياسية نهائياً، وقال: 'في ظل التعنت إسرائيل ورفضها الالتزام بتنفيذ متطلبات عملية السلام، وفي مقدمتها الوقف الشامل والتام للأنشطة الاستيطانية، بات من الملح أن يتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته المباشرة لوضع العملية السياسية على مسارٍ يمكنها من تحقيق النتائج المرجوة منها، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية'، واعتبر فياض أن المهمة المباشرة لضمان ذلك يتطلب إلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وبخصوص إضراب العاملين في وكالة الغوث الدولية أعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن ينتهي هذا الإضراب بأسرع وقت، وشدد على أهمية الجلوس على الطاولة والحوار، وضرورة تقديم الخدمات الضرورية لكافة مواطنينا في المخيمات، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم، والوفاء بالتزاماته تجاه وكالة الغوث الدولية بما يمكنها من القيام بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وفي مخيم طولكرم افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، مجمع الخدمات للمخيم، وتفقد مركز الشباب الاجتماعي، ومقر اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين، وذلك بحضور فيصل سلامة رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم، وإبراهيم النمر عضو اللجنة، وحشد واسع المواطنين، وفعاليات المخيم ومؤسساته.

وأكد فياض خلال حفل الافتتاح على اهتمام السلطة الوطنية في تنمية مختلف المناطق، وبما يعزز صمود المواطنين وقدرتهم على الثبات على أرضهم، وقال 'بالرغم من كل ما مر به أبناء شعبنا وعلى مدار السنوات الماضية منذ النكبة، مروراً بسنوات الاحتلال، وما رافقها من معاناة وتضحيات كبيرة قدمها شعبنا، إلا أن صموده الأسطوري هو الذي يحفزنا دوماً على الاستمرار في عملية البناء والنهوض، والتمكين الذاتي، واستكمال بناء مؤسساتنا الوطنية، حتى تكون قادرة على تقديم أفضل الخدمات التي يستحقها مواطنينا، وصولاً الى بناء دولة فلسطين المستقلة في قطاع غزة، والضفة الغربية وفي القلب منها القدس الشرقية على كامل حدود عام 1967'.

وشدد رئيس الوزراء على أن هذه الانجازات تشكل أساس توجهات السلطة الوطنية في عملية بناء مؤسسات الدولة والتي تستند إلى برنامج عمل الحكومة كما حددتها وثيقة 'فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة'، والوثيقة المنبثقة منها 'موعد مع الحرية'، وأوضح أن ذلك يستند إلى محورين أساسيين، الأول، يتمثل في بلورة كافة الاحتياجات كما يراها المواطنون ووفق الأولويات التي يحددونها، والتي هي مستمدة من الواقع المحلي، ومنسجمة مع الجهد الوطني العام، والمحور الثاني، يتمثل في تعزيز قوة دفع المسيرة التنموية، وتعزيز البعد الديمقراطي في اتخاذ القرارات، والتي تشكل أساس الدولة التي نسعى لها كدولة عصرية وديمقراطية، وقال 'السلطة الوطنية ستكون دوماً إلى جانبكم لتنفيذ كافة هذه المشاريع الحيوية التي تحددون أولوياتها'.

وحيا رئيس الوزراء صمود أهالي المخيم، وجهود اللجنة الشعبية، على ما تقوم به على متابعة تقديم للخدمات الأساسية والضرورية لأهالي المخيم، وشدد على أن السلطة الوطنية تبذل جهودا مضاعفة لتطوير الخدمات ومستوى معيشة سكان المخيم بما يتلاءم وحقهم الطبيعي العيش الكريم، دون أن يعني ذلك إعفاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) من مسؤولياتها السياسية والقانونية لرعاية اللاجئين من أبناء شعبنا، ودعا إلى الاستمرار نهج البناء وتوفير كل ما يلزم كي ينعم أهالي المخيم بظروف أفضل، وشدد على ضرورة تنمية وإشاعة روح التطوع والعمل الجماعي، واستنهاض كل الطاقات لبناء المؤسسات.

وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق قد قرأ الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة أمام نصب شهداء المخيم.

واختتم فياض جولته بمحافظة طولكرم بزيارة إلى بلدة دير الغصون تفقد خلالها الأراضي الكائنة قرب بوابة الكرك المقامة على جدار الفصل العنصري، واستمع إلى معاناة السكان هناك الناجمة عن ممارسات الاحتلال والتقى عدداً من مزارعي الزيتون كما تفقد معصرة الزيتون القديمة في بلدة دير الغصون، والتقى المزارعين والعاملين فيها وتمنى لهم موسما وفيرا ومباركا.