مناقشة رسالة دكتوراة لطبيب فلسطيني في باريس

ناقش الدكتور مصطفى غانم، يوم الاثنين الموافق الأول من الشهر الجاري، أطروحة الدكتوراه في موضوع (الأسس الوراثية لمرض الخرف المبكر).

بدأ الدكتور غانم محاضرته بمقدمةٍ عامةٍ عن مرض الخرف المبكر، موضحاً أنه يصيب الرجال والنساء بشكل متساوٍ في الأعمار بين (45) و (65) سنة، بظهور تدريجي لاضطرابات سلوكية ولغوية، وفقدان للوظائف العقلية العليا، كالتخطيط والتفكير.

ثم ناقش نتائج الأطروحة المتعلقة بالطفرات الوراثية، التي وجدها في أربع جينات مسببةٍ للمرض في خمسمائة عائلةٍ فرنسيةٍ مصابة، موضحاً أن وراثة المرض في ثلث العائلات كانت سائدة، أي أن إصابة أحد الوالدين فقط تكفي لنقل المرض للأبناء.

ثم وضح أن هناك علاقة بين الطفرات في بعض الجينات وعمر بداية المرض، مبينناً أن المرض بدأ في معظم العائلات الفرنسية المصابة في الخمسينيات من العمر.

وأخيراً، وضح الدكتور غانم أن الطفرات الجينية في تلك الأربع جينات، لا تفسر سوى (30%) من المرض في العائلات المصابة، التي تمت دراستها. وأن هناك العديد من الجينات المسببة التي يجري البحث عنها.

لجنة المناقشة المكونة من البروفيسور (أليكسي بريس) والبروفيسور (شارل دوكارتس) من مستشفى (السالبترير) في باريس والبروفيسور (دومينيك كومبيان) من جامعة (روان) الفرنسية والبروفيسورة (فلورنس باسكير) من جامعة (ليل) الفرنسية أكدوا على أهمية تلك النتائج، ومساهمتها في فهم المرض ثم وجهوا عدة أسئلة للدكتور وقد أجاب عليها بشكل واضح ومحدد.

وفي النهاية قررت اللجنة - وبالإجماع - التوصية بمنح الدكتور مصطفى غانم شهادة (الدكتوراة) مع مرتبة (الشرف) من جامعة (بيير و ماري كوري) في باريس وهي الجامعة الأولى في فرنسا في مجال البحث العلمي و الطب، وإحدى أعرق الجامعات على مستوى العالم. وقد أقيم بهذه المناسبة حفلٌ ضم زملاء الدكتور غانم في الجامعة.

يذكر أن الدكتور مصطفى غانم، البالغ من العمر( 28 ) عاما، من سكان بلدة دير الغصون شمال طولكرم، كان من العشرة الأوائل في الثانوية العامة على مستوى الضفة الغربية لعام (1999)، و قد درس الطب العام في جامعة القدس في أبو ديس، ثم بُعث في منحةٍ من الحكومة الفرنسية لدراسة علم الوراثة في باريس، جدير بالذكر أن الدكتور غانم متعاقدٌ مع كلية الطب للعمل في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.