مسابقات شركة جوال من ابتزاز واضح للمواطن الى تستر فاضح

تواصل شركة الاتصالات الفلسطينية للمحمول ( جوال ) باختراع أساليب ووسائل متعددة لزيادة أرباحها ، واستثمار انفرادها في خدمة الاتصالات المحمول في قطاع غزة خاصة ، إذ أن الشركة مازالت الوحيدة التي تقدم خدمات المحمول ، دون منافس ولا منازع .

وما يستفز المواطن من شركة جوال هذه الاياl ، بعد أن تعايش مع سوء الخدمة ، وترهلها ،في قطاع غزة ، هي الرسائل القصيرة المتعددة التي تصل اليه ، وتغريه بدخول مسابقات عديدة ، منها السحب على سيارة أخر موديل ، أو الحصول على خدمات إضافية ، والمشكلة فيما يصل للمواطن غموض ما عليه دفعه مقابل هذه الخدمات ، فالشركة تكتفي بإرسال رقم معين لإرسال رسالة قصيرة الى رقمه ، فإذا ما أرسل المواطن رسالته ، خصم من رصيده مبلغ وقدره عادة لا يقل عن دولار أمريكي 3.68شيكل ، وأذا ما شعر بتورطه بأول خطوة يتابع مع الرسائل التي تصل إليه تباعا وكل رسالة يرد عليها برسالة تخصم منه الشركة ذات المبلغ ، ليخرج في نهاية التراسل خاسراً مبلغاً وقدره .

المواطن باغلب الاحيان لم يقدر خسارته وتعامل مع رسائل جوال وكأنها مجانية وخدماتية بحتة ، ليشعر بعد تجربته الأولى أنه وقع في مكيدة ذكية للغاية سحبت منه مبلغاً وقدره .

إطلع (أمد) في أحد مراكز خدمات جوال بمدينة غزة على ملاسنة بين مواطن جاء يوصل إدانته ويبدي غضبه من أسلوب الشركة بإيصال خدماتها مدفوعة الأجر والمسابقات التي لا تكل ولا تمل، وبين موظف الشركة ، الذي حاول أن يقنع المواطن بأنه هو الذي تعجل وأخطأ وكان عليه أن يتصل بالرقم المجاني (111) ولهذا الرقم المجاني في شركة جوال قصة طويلة فيها العجب سردها لـ (أمد) العديد من المواطنين :

رجب عبد العظيم موظف في شركة خاصة لتحليل المياه يقف أمام موظف شركة جوال واستفساره عن سبب إخفاء الشركة برسائلها تكاليف خدماتها وخطوات التعامل مع المسابقات وتكلفة كل رسالة ترد على رسائل جوال فيقول لموظف الشركة الذي بدأ توتره واضحاً أمام المراجعين :' إرسالكم رسائل لتقديم خدمات ومسابقات وعدم توضيح تكلفة الرد عليها أو شرح طريقة التعامل معها ، هي ابتزاز واضح تعتمدون على عدم معرفة صاحب الجوال بما تخفونه له ، وكأنكم تصطادونه ، صيداً مغرياً ، وأنتم تدركون أن نسبة عالية من حملة الجوالات اليوم هم من الأطفال والصبية والنساء والبنات والمراهقين وقليل منهم من يتحذر من رسائلكم ، فلماذا لا تعدون برامج توضيحية لما ستقومون به من حملات وخدمات ومسابقات تكون رسائلها مجانية بالبداية ، فبدلا من ارسال رسالة مفادها ( اتصل على الرقم ..... لتدخل السحب على سيارة أخر موديل ) زيدوا في الشرح وقولوا له أذا ما قمت بالرد فإنك ستدفع مبلغ وقدره ... ، وستصلك بعدها رسائل عديدة إن لم تكن إجاباتك صحيحة وكل رسالة سترد عليها ستدفع مقابلها مبلغ وقدره ... ، اذا فعلتم ذلك عندئذ سيتحمل صاحب الجوال نتيجة تصرفه ، وإلا فأنتم تعتمدون على جهله بما تخفونه له ، وهذه عملية نصب بذكاء ، يجعل من صاحب الجوال مجرد ضحية وقع في مصيدة الابتزاز '.

الشيخ أحمد ابو رواغ وهو خريج شريعة وأصول دين يقول لـ (أمد) :' إذا ما وصلني عن طريقة تعامل شركة جوال مع زبائنها وعدم بيان مفصل لما سيدفعه الزبون ومعرفته المسبقة لدخول أي عملية سحب او خدمة إضافية ، واذا تعمدت الشركة إخفاء تكاليف هذه الرسائل واعتمادها على جهالة الزبون فهي من البيوع الفاسدة في الإسلام ولا تصح وتعتبر عملية نصب بكل المقاييس ، فالبيوع لها مجالس يقصدها الشارع بوضوح ورضا وقبول قبل إتمام أي عملية بيع ، فإذا فقد شرط من شروط المجلس أصبح البيع باطلا ، واما مسابقات السحب على سيارات وغيرها فهذا امر أخر ينظر الشرع فيه من جوانب ومنها ما هو أشبه بالميسر ، لذا أنصح المواطنين تحري الحلال قبل أن يجدوا أنفسهم متورطين في حرام وخسارة يندمون عليها ، والله أعلى وأعلم '.

تعتمد شركة الاتصالات الفلسطينية ( جوال ) على زبائنها في قطاع غزة والضفة ، ومن يحمل أرقاما صادرة عن شركتها وهو خارج الاراضي الفلسطينية من خلال خدمة التجوال ، واعتمادها هذا يخضع لخطط وأفكار تتجه بمجملها الى زيادة أرباح الشركة ، بغض النظر عن دراسة الوضع الاقتصادي والواقع الذي يعيشه المواطن الفلسطيني في ظروف دقيقة للغاية لا يتحمل أعباء اضافية ترهق كاهله .

إتصل (أمد) على الرقم المجاني (111) ليصل بعد عدة محاولات الى موظفة شركة جوال ليحصل منها على أجوبة لإستفسارات المواطنين الذين أبدوا غضبهم عن طريقة الشركة ورسائلها القصيرة ذات التكلفة الباهظة ، لترد من سمت نفسها ( ليلى):' الشركة تقدم خدمات عديدة بعضها مجانية ، اما برامج المسابقات والخدمات الاضافية وتكاليف فهذه خدمات نقدمها للراغبين ولا تجبر الشركة أي مشترك فيها بضرورة التعامل معها ، واذا ما جهل عليه أمر فعليه الاتصال بالرقم المجاني ( 111) وسنقوم بتوضيح كل ما يريده قبل أن يخسر أغورة واحدة ، فالشركة تعمل من أجل راحة مشتركيها بكل ما تستطيع ، اما أن الشركة تقوم بعمليات نصب ذكية كما يشيع البعض فهذا كلام غير دقيق ، ومراكزنا مفتوحة في كل المدن والاتصال بنا أسهل مما يتخيل المرء '.

بخصوص الرقم المجاني ( 111) وبسبب الضغط الهائل عليه وكثافة مشتركي شركة جوال فقد تحتاج أي عملية اتصال الى وقت لا يقل عن نصف ساعة وقد تحتاج الى أكثر من ذلك مما يسبب للمتصل الملل والضجر فتعف نفسك عن المحاولة مجدداً ...!!!

شركة الاتصالات الفلسطينية ( جوال ) لها مكانتها بلا ريب في أراضي محاصرة وتعاني من الاحتلال ، ولا ناكر لدورها في أوقات الشدة والمصائب ، ولكن خدمتها الأصل في قطاع غزة خاصة وهي الاتصال مازالت غير قادرة على تقديمها بالشكل الافضل فرسائل ( خطأ بالاتصال – الشبكة مشغولة – خارج التغطية – وغيرها ) مازالت السائدة ليدفع ثمن أي محاولة اتصال المشترك ويقوم بعدها غاضباً غير مسرور !!!.

قليل من الأمانة نحافظ فيها على متانة العلاقة ما بين المواطن الذي يعاني الويلات في أرض الحصار وسطوة الاحتلال ، وبين الشركات الوطنية التي تسهل حياته بشكل أو آخر .