الوثائق الامريكيه المسربة من موقع ويكليكس حول حرب العراق وأفغانستان/علي ابوحبله

الوثائق الامريكيه المسربة من موقع ويكليكس حول حرب العراق وأفغانستان/علي ابوحبله

الوثائق الامريكيه المسربة من موقع ويكليكس الأمريكي حول حرب العراق وأفغانستان
...وانعكاساتها على الصراع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي

الحرب الامريكيه على العراق وأفغانستان كانت ضمن استراتجيه لليمين الأمريكي المتصهين لإحداث تغيرات في الشرق الأوسط لصالح المشروع الأمريكي المسمى بالشرق الأوسط الجديد ، وقد استطاعت الاداره الامريكيه بقيادة جورج بوش الابن من تطويع انظمه عربيه لتسهيل مهمتها في العراق بحيث صنفت دول المنطقة بين دول الاعتدال وهي الدول المؤيدة للمشروع الأمريكي ودول الممانعة المتعارضة بسياستها ومصالحها مع أمريكا ، حيث الصراع الأمريكي المحتدم مع أنظمة الممانعة من اجل تمرير المشروع الأمريكي ، وبعد غزو العراق واحتلاله من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ارتكبت مجازر فظيعة ، وفرز عرقي وطائفي ، وحرب ضروس ضد المقاومة العراقية وضد قيادات وضباط وأفراد حزب البعث العراقي ، وعملت أمريكا على تدعيم المؤيدين لها من العراقيين الذين ارتكبوا المجازر وأشعلوا الحرب الطائفية التي لم تكن ضمن أجندة العراق قبل الغزو الأمريكي للعراق مع ما رافق الاحتلال الأمريكي للعراق من تدمير لكل البني التحتية والاقتصادية ، واغتيال للعلماء العراقيين ، لقد تمكنت إيران والتي كانت تتبنى قوى عراقيه مقاومه من ما سمي بقوات بدر بقيادة الحكيم ومن قيادات التيار الصدري ومن إنشاء قوى مقاومه عراقيه للاحتلال الأمريكي من اجل استغلال الوضع المضطرب بفعل الاحتلال وتحييره لصالح السياسة الايرانيه ، في حين غفل العرب من دول الاعتدال عن تدعيم وجودهم ونفوذهم في العراق بحيث أصبحت الساحة العراقية مكشوفة للإيرانيين ، وحين وجدت أمريكا نفسها في مأزق أمام اشتداد المقاومة العراقية عمدت إلى محاولة عزل سوريا ومحاصرتها اقتصاديا في محاوله لفك ارتباطها بإيران وبنفس الوقت كانت تفاوض الإيرانيين من اجل تمكين القوات الامريكيه من بسط سيطرتها ونفوذها على العراق ، وقد عمدت قوات الاحتلال الأمريكي بالتعاون مع القيادات العراقية بدءا من حكومة الجعفري وإياد علاوي وانتهاء بالمالكي لممارسة سياسة القتل والفرز المذهبي وممارسة أبشع وسائل التعذيب ضد العراقيين ، وما قوات الصحوة التي انشاتها القوات الامريكيه إلا جزء من مسلسل الرعب والموت الذي يشهده العراق ، لقد اصطدم المشروع الأمريكي بالكثير من المعوقات والكثير من الصعوبات وتمثل ذلك فشل الاداره الامريكيه بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث فشلت خارطة الطريق بتحقيق ما كانت إدارة بوش تسعى لتحقيقه من رؤى إقامة الدولتين لتعيشان جنبا إلى جنب إسرائيل وفلسطين وفشل مؤتمر انابوليس بتحقيق غاياته وأهدافه ، وفشلت أمريكا بلبنان من خلال ما سمي بالفوضى الخلاقة التي كانت كوندليزا رايس تسعى لإحداثها في المنطقة حيث فشلت إدارة بوش بلبنان من تحقيق أهدافها وغاياتها بدءا من مقتل الحريري واغتياله وصدور قرار مجلس الأمن القاضي بتشكيل المحكمة الدولية حيث فشلت المحكمة بإلصاق التهمه بسوريا ولم تتمكن قوى الرابع عشر من آذار بتحقيق أهداف وغايات المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد فكانت حرب 2006 بهدف القضاء على المقاومة اللبنانية ممثله بحزب الله وفشلت إسرائيل بذلك ولحقت بجيشها هزيمة معنوية ، بحيث لم تتمكن أمريكا من بسط نفوذها وسيطرتها على لبنان ونجحت سوريا في الإبقاء على هيمنتها ونجح الوفاق اللبناني بنجاح التقارب السوري السعودي ولأسباب عديدة ستظهر أسبابها ونتائجها فيما بعد ، وفشلت حرب إسرائيل على غزه للقضاء على حكم حماس ، وتسلمت إدارة اوباما الحكم حيث حاولت الاداره الظهور بمظهر يختلف عن حكم إدارة بوش الابن بتباين واضح بين الديمقراطيين والجمهوريين ولكن عجزت إدارة اوباما ولغاية الآن من تحقيق برنامجها السياسي المتمثل بالانسحاب من العراق وتمكين العراقيين من حكم أنفسهم وعجز العراقيون ولغاية الآن من تشكيل حكومة عراقيه حيث الصراع بين قائمة المالكي وقائمة علاوي والصراع الإقليمي له دوره ومكانته في الموضوع المالكي مدعوم من إيران وعلاوي مدعوم من دول الجوار المعتدل وأمريكا لا ترغب بإغضاب إيران لكون إيران تمسك بمفاتيح لعبة الصراع بحكم النفوذ الإيراني وتحكمه بقوى سياسيه وأخرى مسلحه في العراق وتمكنت إيران من التمسك بمشروعها النووي والتمدد خارجا فكانت زيارة نجاد للبنان حيث أخذت الزيارة بعدا إقليميا وبعدا توافقيا بحكم ما الوفاق السوري السعودي ليمهد لوفاق سعودي إيراني الأمر الذي اغضب الاداره الامريكيه التي أوفدت مساعد وزيرة الخارجية الامريكيه فيلثمان لزيارة السعودية ولبنان والإعلان عن التمسك الأمريكي بالمحكمة الجنائية الدولية بخصوص مقتل الحريري واجتمع في لبنان مع الرئيس ميشيل سليمان وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووزعيم حزب الكتائب أمين جميل في محاوله للتأثير على هذه الأطراف بخصوص قضية شهود الزور والمحكمة الدولية ، فيما تواجه المسيرة السلمية والمحادثات المباشرة تعثرا لا بل انتكاسه بحكم تعنت نتنياهو ورفضه لوقف الاستيطان مما يشكل انتكاسه للسياسة الامريكيه في المنطقة على ضوء الإخفاق في أفغانستان حيث الخسائر البشرية بالقوات الامريكيه والمتحالفة معها ،بحكم الصراع وبسياسة الإخفاق للسياسة الامريكيه وباحتدام التنافس على انتخابات التجديد للكونغرس والنواب الأمريكي كان تسريب الوثائق من موقع ويكليكس الأمريكي عن أسرار حرب أفغانستان والعراق والتي انفردت الجزيرة بنشر تلك الوثائق واستضافت المحللين والكتاب والسياسيين للتعليق عليها والسؤال لمصلحة من وبهذا التوقيت نشر تلك الوثائق والتي وبدون موافقة وزارة الخارجية الامريكيه لما كانت قد نشرت تلك الوثائق ؟؟؟؟؟ لان هناك مصلحه امريكيه لنشرها ....... إدارة اوباما عاجزة عن تحقيق أية أهداف أو اختراقات في سياستها الخارجية وهي بهذا تحاول أن تستفيد من نشر الوثائق وتحاول القفز على ما أصبحت تسميه معيقات أو تعثر في سياستها الخارجية حيث ترى بنشر الوثائق ما قد يحقق لأمريكا مكاسب منها إدانة الجمهوريين بسياستهم الخارجية وانعكاس السياسة في تلك الحقبة على المصالح الامريكيه ، إذ للمتتبع للسياسة الامريكيه الخارجية بعد نجاح اوباما بالانتخابات الامريكيه أن تلك السياسة لم تحقق أية نجاحات تذكر وان المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد تعترضه عقبات كثيرة وان محاولات اوباما لإعادة الجسور مع العديد من الدول العربية والاسلاميه لم تحقق غاياتها وأهدافها لتحسين صورة الولايات المتحدة الامريكيه ، وكان لا بد من أحداث تنعكس بمردودها الايجابي لصالح أمريكا ودول الاعتدال العربي بعدما وجدت أمريكا أن هناك دول مقربه لأمريكا وهي الآن تعمل بتقارب مع دول الممانعة حيث التقارب السعودي السوري والتوافق في العديد من المواضيع بين سوريا وإيران ونجاح تشكيل المحور السوري الإيراني التركي والذي في محصلته على حساب الهيمنة الامريكيه ، ويأتي نشر الوثائق السرية للحرب الامريكيه على العراق وأفغانستان في وقت تستعد فيه إدارة اوباما لقياس نجاحها من خلال الانتخابات للكونغرس ومجلس النواب حيث التنافس على أشده بين الجمهوريين والديمقراطيين حيث المؤشرات جميعها تشير لإمكانية تقدم الجمهوريين على الديمقراطيين ، وعليه فان هناك انعكاس ومدلولات لنشر هذه الوثائق وهي تشير الآن إلى أن السياسة الامريكيه في العراق كانت خاطئة وان هناك مجازر ارتكبت وتم السكوت عليها من قبل المالكي وأعوانه وان لإيران دور كبير في هذه السياسة الأمر الذي يعني بإعطاء الغطاء لإدارة اوباما في تفاهماتها السرية مع إيران لتمكين القوات الامريكيه من الخروج من العراق ولإعطاء ضوء اخضر لزرع الفتنه بين السنة والشيعة وإعطاء الغطاء للقوى المؤيدة لأمريكا باستمرار صراعها مع قوى الممانعة في سبيل تحسين الوضع الأمريكي وهذا ما عبرت عنه زيارة فيلثمان للبنان إنها السياسة التي تمارسها إدارة اوباما في باكستان حيث تدعم الحكومة المركزية لمحاربة طالبان باكستان والحكومة الامريكيه تفاوض طالبان أفغانستان إنها لعبة الصراع التي تحاول إدارة اوباما إدارتها بطريقه مغايره للجمهوريين صراع أدواته قوى إقليميه محليه بعيدا عن مشاركه امريكيه بقواتها وإنما بأدواتها وهذا ما اخذ يتكشف للعديد من القوى في المنطقة وما أخذت تتنبه إليه هذه القوى وهو الذي أدى لهذا التقارب والتوافق على العديد من القضايا الخلافية بين دول المنطقة وما نشهده اليوم من تقارب وتوافق سوري سعودي وسعودي إيراني إنما يصب في قناة تجنب المنطقة للصراع وباليقين أن تلك الوثائق ستنعكس بمردودها السلبي على قوات الاحتلال وستزيد من شعلة المقاومة في العراق وسينعكس ذلك بالعديد من التوافق بين العديد من المحاور بحيث ستكون من نتائج هذا الصراع الإقليمي والمحوري بنجاح التقريب بين الفلسطينيين وبقرب إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة حيث نتائج زيارة الرئيس محمود عباس للرياض ستنعكس إيجابا في التقريب بين الرئيس محمود عباس والرئيس السوري بشار الأسد بعد الخلاف الذي نشب في قمة سرت ، نعم المنطقة برمتها تتغير والصراعات المحورية والتكتلات جميعها تتحرك من خلال كثبان رمليه ربما يكون بمقدورها أن تؤدي إلى اكتشاف الحقيقة وما تم إثارته من زوبعة لهذه الوثائق أن ينعكس بمردوده السلبي على أمريكا وحلفائها في المنطقة وفي العراق بالذات ولربما هذا ما سينعكس بمردوده عن ما يتحقق من نتائج على ما يجري على الساحة اللبنانية حيث التوافق الإقليمي أو لا توافق والذي من شانه إحداث إرباك في كل معادلات الصراع التي ستنعكس على كل دول المنطقة بايجابياتها أو بسلبياتها حيث سيكون الخاسر المحور الأمريكي الإسرائيلي بسبب التعنت الإسرائيلي وإمعانه في سياسة الاستيطان والتهويد للأراضي العربية ورفضه للاذعان لشروط السلام والمبادرة العربية للسلام لصالح محور الممانعة ومحور الاعتدال من خلال سياسة التقارب والتوافق مع دول الجوار

» ظهور أمراض غامضة بقواعد أمريكية فى العراق وأفغانستان
» ماهية أهداف قناة الجزيرة/علي ابوحبله
» عريقات يدعو لزيارة موقع 'الوثائق المزورة' لكي يعرفوا حجم التحريف
» كشف المستور في العراق الوثائق السرية
» 25 مليون لغم في 4500 موقع ملوث بعموم العراق