شتاء غزاوى ساخن .. وحماس عرجاء ؟ الصحفي : داود داود

شتاء غزاوى ساخن .. وحماس عرجاء ؟

[u]

[b]الصحفي : داود داود
شغلت قضية المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس الشارع الفلسطينى ،وأصبحت القضية التى تتداول بين العامة والمثقفين والسياسيين ،وحتى فى داخل صفوف الحركتين.
هل هى مصالحة حقيقية ؟! أم أنها مجرد مصالحة إعلامية،يظهر أبطالها كنجوم ساطعة بين الفينة والأخرى عبر وسائل الإعلام؟!،أسئلة كثيرة وكبيرة تطرح ولم يجد من يشفى غليل من يعانون ويلات الأنقسام بين شطرى الوطن.
ما فتح شهية الكتابة حول هذا الموضوع،هو اللقاء الذى جمعنى بالزميل ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا والخبير فى الشؤون الإسرائيلية، فى إحدى الفنادق المطلة على نهر النيل بالقاهرة،وبحضور الزميل د.محمود خلوف الكاتب والباحث الفلسطينى،الذى أزاح فى حديثه الضباب الذى كان يلتف الموقف العام من القضايا المطروحة،وتبادلنا أطراف الحديث حول المصالحة الفلسطينية،فلا أخفِ على القارىء الكريم سراً والبوح أن ما هو قادم صعب جدا على وضعنا الفلسطينى الداخلى،فبعيداً عن العاطفة والشعارات الرنانة التى هلكت ظهر شعبنا وأوصلته الى ما هو عليه الآن،فإن الثمن الذى سيُدفع كبير جداً على كافة المستويات.

سؤال حيرنى كثيراً هل سيأتى اليوم الذى يبكى فيه ابناء حركة حماس على كل ما أقترفوه بحق أخوانهم فى حركة فتح بقطاع غزة،وهل سيندمون على اليوم الذى اقتحموا به منزل الرئيس 'أبومازن' الذى يُعد المضلة السيادية للشعب الفلسطينى ؟!
ليس من باب الشعوذه والتنجيم وكلام الحوارى،ولكن من باب المنطق والعقل،والتحليل السياسى الناضج ،نستطيع التأكيد بأن إسرائيل ترى فى الوضع القائم حالياً من إنقسام لشطرى الوطن هو مكسب لها، ولكن هذا المكسب يكون كالتالى،اسرائيل لا تريد سلطة فلسطينية قوية فى الضفة الغربية تقوم بواجباتها تجاه شعبها،وأنما ستعمل بكل الوسائل والسبل على إضعافها بالاستيطان تارة وبالحواجز تارة أخرى وزيادة الخناق والتضييق على الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعدم السماح لها بالقيام بمهامها، وعلى الجانب الآخر من الوطن تثبيت سيطرة حركة حماس على قطاع غزة ولكن وهى عرجاء،أى فقط مجرد مسيطرة ولا تسمح للسلطة الشرعية بالعودة اليها،ويكون دورها المحافظة على الهدوء المنشود حالياً على الجبهة الجنوبية للمستوطنات الاسرائيلية وذلك بمنع اطلاق الصواريخ مقابل إطالة أمد وجود حماس فى عسكرتها على غزة.

أنا لستُ خبيراً أمنياً أو عسكرياً ،ولكن ربما يكون شتاء غزاوى ساخن هذه المرة،ليس على غرار الحرب التى شُنت فى نهاية 2008وبداية 2009،ولكن ضربة قاسمة لبعض الأماكن التى تعتبر ركيزة أساسية فى غزة، وتجعل حركة حماس تحبو مثل الطفل الصغير،مع منع قيام اى عنصر من حركة فتح بالتحرك خوفاً من إعادة السيطرة الفتحاوية على القطاع ،وفى الضفة الغربية ستكرس إسرائيل من سياسة الأجتياحات ومداهمة المقرات الأمنية الفلسطينية بحجة أعتقال مطلوبين لها،مع إحراج السلطة أمام شعبها من خلال الإغتيالات الميدانية.

فى هذه الحالة حماس سجلت على نفسها خطأ تاريخى بحق القضية الفلسطينية،بسبب مواقفها المتعنته ،والتصريحات التى تخرج على لسان قادتها بين الفينة والأخرى،فحماية الشعب الفلسطينى ومصلحته فوق كل الأجندات الخارجية سواء كانت الايرانية او السورية،والاسراع فى الاتفاق على كل القضايا الخلافية قبل فوات الأوان هو الأفضل والأجدر ،فنقطة دم فلسطينية أغلى من دمشق وظهران وباقى الأجندات الأخرى،وتوفير مقومات الصمود والحماية لشعبنا فى غزة والمحافظة على الإنسان لم يأتى من خلال قوافل مسيسه من هنا او هناك،وليست بالشعارات وحرب الفضائيات الإعلامية التى يختفى خلفها من يعد السموم للأنتقام من حاضر ووجود الفلسطينى،وانما فليتفضل العرب بدون اسثناء بالتقدم لتحرير فلسطين من البحر الى النهر، وليس إغراقنا بالفبركات والألسنة الطويلة، فكفى وعدم المزايدة على شعب أعزل قدم على مدار تاريخه آلاف الشهداء والأسرى ،والجرحى،واليتامى، والأرامل،فالرحمة والرأفة بشعبنا وتدعيم صموده على أرضه يتمثل بقيام حماس بالرجوع الى حضن الشرعية الفلسطينية،والا فإنه وبعد فوات الأوان لم ينفع الندم والترجى

» لماذا المصالحة مع حماس؟/محمد داود
» فوز الصحفي ناصر الشيوخي بجائزة النادي الصحفي الأميركي
» شتاء على عجل
» المفاوضات المباشرة: حدث ساخن في مخيم «بارد»
» مجزرة مارون الراس: مواقف مندّدة ومخاوف من «صيف ساخن»