تواصلت اليوم ولليوم الثاني على التوالي أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية, بورقة فلسطينية قدمتها رنا الخطيب بعنوان المرأة والبعد الصحي للتنمية المستدامة, قدمتها في الجلسة المخصصة للبعد الصحي للمرأة العربية, ضمن أشغال المؤتمر.
وقالت الخطيب: إن هناك ما يثير التفكير النقدي والتساؤل عن الآليات التي يمكن تطبيقها في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدة أهمية إيجاد إطار فكري نظري يربط المتغيرات بطريقة خاصة لتوضيح العلاقة ما بين صحة المرأة والتنمية, وكذلك التطرق لبعض المؤشرات بطريقة متكاملة في محاولة تفسير وفهم الوضع العام قبل البدء بطرح السياسات العامة من أجل العمل بها, مما يحتم على المختصين (علماء الاجتماع , والصحة, والنفس, والبيئة, والاقتصاد)، فهم الإطار النظري للتنمية اعتمادا على الظروف المحلية ومثيلتها القادمة من الغرب.
واستطردت: إن تطور المفهوم اعتمادا على الواقع العربي لن يتم دون دراسات معمقة لفهم تكوين وتطور وتنمية المجتمع مع الأخذ بالاعتبار التباين في ظروف العيش بين بلد وآخر, وتأثير الحروب على التنمية كما في بلدنا فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال وغيرها ومحاولة جسر الهوة بين البلدان الفقيرة والغنية, وخاصة في مجالات الاقتصاد والثقافة والواقع الاجتماعي, وبدون ذلك لن نتمكن من تطوير مفهوم التنمية وتحسين وضع المرأة بشكل عام والصحي بشكل خاص فهي الأكثر تأثرا نظرا للتهميش والتقاليد المنحازة.
وشددت في الختام على خصوصية الوضع الفلسطيني نظرا للاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدور شعبنا, وما له من تأثير كبير على الواقع الصحي بشكل عام وعلى وضع المرأة الفلسطينية بشكل خاص؛ فانتشار الحواجز العسكرية الإسرائيلية المقطعة لأوصال الوطن الواحد قد تقتل مريضة بالذبحة الصدرية عليها أو قد تضع حاملا مولود هناك, وهي بلا شك تزيد من تعقيد الوضع الصحي للأصحاء أيضا نظرا لطول ساعات الانتظار عليها, إضافة إلى أن الاحتلال يبطئ كثيرا في إدخال المواد الصحية اللازمة لعلاج المرضى, مشيرة إلى ما تعانيه المرأة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة في هذا المجال نظرا للحصار المفروض على القطاع.
وكانت الجلسة المخصصة للبيئة والتنمية المستدامة بمتحدثيها قد أسهبت المشاركات بالنقاش، وخاصة ممثلة الأردن في وضع الجميع بصورة الانتهاكات الإسرائيلية المدمرة للبيئة في الأراضي المحتلة من قطع أشجار وتدميرها وخاصة شجرة الزيتون المباركة, وهدم المنازل الفلسطينية وبناء الأسوار وتهويد القدس والأرض الفلسطينية وبناء الوحدات الاستيطانية وتقليص مساحة الأراضي الخضراء, ودفن النفايات والمواد المشعة في تلك الأراضي, إضافة إلى سرقة المياه من نهري الأردن واليرموك وتأثير كل ذلك على الوضع البيئي في فلسطين.