'الضمان الصحي' خطوة لتخفيف معاناة الفلسطينيين في لبنان

'الضمان الصحي' خطوة لتخفيف معاناة الفلسطينيين في لبنان
كثيرة هي أشكال المعاناة التي تؤرق حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لكن أسوأ تلك المعاناة تتمثل في تدهور الأوضاع التعليمية والصحية التي ظهرت بصماتها واضحة من خلال تدني المستوى التعليمي نتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الفلسطينيون.
تلك الظروف والأوضاع القاسية انعكست سلبا على الأوضاع الصحية، فبات أهل المريض يدقون الأبواب ويلجؤون إلى المؤسسات والجمعيات الخيرية وإلى منظمة التحرير الفلسطينية الأونروا وغيرها من المؤسسات لطلب المساعدة، ولا يتلقون إلا القليل القليل.
وأمام هذا الواقع الصحي المؤلم، رحب أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان باهتمامات الرئيس محمود عباس وحرصه على تحسين الوضع الصحي للاجئين، والقرارات والخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية لرعاية الوضع الصحي للاجئين في لبنان تحسساً منها بالمسؤولية تجاه قضايا شعبنا.
وأوضح مسؤول الشؤون الإدارية في مؤسسة الضمان الاجتماعي غسان عبد الغني أن من أبرز هذه الخطوات تشكيل لجنة الطبابة والتأمين الصحي بعنوان 'لجنة الضمان الصحي الفلسطيني'، للتخفيف من أعباء تكاليف العلاج الباهظة في لبنان.
وأشار إلى أن المساعدات التي تقدمها هذه اللجان تشمل شريحة المتفرغين وتستفيد هذه الفئة من العمليات الإستشفائية وغيرها بنسبة 100% أي ما قيمته خمسة آلاف دولار بعد المساعدة التي تقدمها الأونروا، إضافة إلى صرف الأدوية بنسبة 85%.
ولفت إلى أن المساعدات تطال أيضا شريحة المدنيين وأسر الشهداء، والحالات الإنسانية والحوادث، والأمراض المزمنة كالسرطان، والكلى، والثلاسيميا، والقلب مع ضمان العلاج والأدوية الدائمة لهذه الحالات بنسبة عالية وخاصة أمراض السرطان وزراعة الكلى.
ونوه إلى أن تأمين الأدوية وخاصة لمرضى السرطان تستنزف جزءا مهما من موازنة الضمان الصحي حيث تعمل لجنة الضمان على تغطيته من خلال حثّ القيادة الفلسطينية على زيادة الموازنة وبعض الإجراءات والمتابعة مع الرئيس محمود عباس وإدارة الصندوق القومي.
وبيّن عبد الغني أن 'الضمان الصحي' تعاقد مع عدة مراكز صحية تسهيلاً للمعاملات في المناطق اللبنانية وعدم إرهاق المرضى وتحميلهم عبء المواصلات، ففي بيروت تعاقد الضمان مع مستشفيات: الرسول الأعظم، والساحل، وحيفا، ورفيق الحريري الحكومي، ومختبرات سان جورج ومؤسسة الحريري.
وأشار إلى أنه تعاقد كذلك في صيدا مع مستشفيات: لبيب أبو ظهر، ودلاعة، وحمود، والراعي، والهلال الأحمر، والنداء الإنساني، والأقصى، إضافة إلى بعض المختبرات والمراكز الصحية، وفي صور تعاقد مع مستشفيات: حيرام، وجبل عامل، وبلسم التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، واللبناني الإيطالي، وفي الشمال مستشفى مظلوم، والنيني، ومستشفى صفد.
وأشار إلى أن هيكلية الضمان الصحي تتألف من ثلاثة مراكز فرعية موزعة على المناطق اللبنانية، صيدا، وصور، والشمال، إضافة إلى المركز الرئيسي في بيروت.
وأوضح أن لجنة الضمان الصحي المركزية في لبنان تضم في عضويتها كلا من: الدكتور محمد داوود رئيس مؤسسة الضمان الصحي، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح اشرف دبّور (مسؤول الشؤون الإنسانية)، ومسؤول الشؤون الإدارية غسان عبد الغني.
وأكد عبد الغني أن الخطوة الجريئة التي اتخذها الرئيس محمود عباس لمعالجة هذا الوضع المأساوي خفّفت الكثير من هذه المعاناة، إلا أن الأعباء والمهام الكبيرة التي أثقلت كاهل هذه اللجنة باتت لا تتناسب طرداً مع المبالغ المرصودة لها، خاصة في غياب المؤسسات الصحية الفلسطينية وإلغاء دورها الإنساني.
وثمن تجاوب الرئيس عباس واللجنة المالية وقيادة الساحة مع لجنة الضمان بتغطية مصاريف بعض العمليات العلاجية التي تحتاج إلى مبالغ مالية تفوق السقف المحدّد للجنة الضمان الصحي.