الهباش والضميري وجمال نزال. لسان على الرف للمدفعيات الصامتة

الهباش والضميري وجمال نزال. لسان على الرف للمدفعيات الصامتة
في الإعلام تصول حماس وتجول وتشكل مصدرا أولا للأخبار. تهبش فتح من هنا, تخون السلطة من هناك تتوعد منظمة التحرير بالإحتساء على الريق. وفتح والسلطة ملتزمتان بخزعبلة أوهام التهدئة الإعلامية من طرف واحد دون شروط! وجدنا لدى حماس نوايا صادقة للحوار! هذه 'جملة الجمل' في العام 2010! عام نجاح فتح والسلطة في كل شيئ إلا ملف المصالحة. رفعت الإقلام وجفت الصحف وانعقدت الألسن في الحناجر لإتاحة المجال للصلح. وحماس تجلد. وتسلخ. وتجرد. وتركل. وتبصق. وتخلع. وتقدح. وتمشق. وتسفق سفقا.

في الأفلام تنزع قلوب المراهقين لممثل دور الشر إذا كان يتقن الجودو والكراتيه وتستهتر بالحق إذا كان ممثله متثاقلا ناعسا أو خاملا بليد. أكشن. كط !تسريح الخيول...في عام 1996 وضع على طاولة مدير التوجيه السياسي اللواء مازن عز الدين مذكرة على شكل ملف طويل بعنوان: 'هكذا ستنفذ حماس الإنقلاب المسلح ضد السلطة الفلسطينية'. التوقيع: محمد دحلان. كاتب السطور لم يطلع على الملف ولكن لديه تأكيد ممن درس التقرير بأن خطوات حماس الإنقلابية في 2006 كانت مطابقة لتصورات رئيس جهاز الأمن الوقائي في حينه. أول من فهمهم وأول من تصدى لهم وأذلهم وأول من استهدفوه. واليوم يحلو للبعض من اجل المصالحة تصعير الخد والإلتزام الطوعي بتهدئة إعلامية من طرف واحد مع حماس التي تنفرد بالتصريحات الصحافية حتى نيابة عن فتح نفسها. ويلاحظ ذلك من خلال تصريحات الزهار وأيمن طه وعزت الرشق لمعا أن أخبار المصالحة عند حماس فقط. ما لا يصدر عن حماس في موضوع المصالحة لا يعتبر خبرا! حماس تدون تنهدات وزفرات محاورها في الحوار وما يخرج عنهم من أصوات وتعممها على عناصرها. وفد فتح أقل عدة وعددا ويتكتم أفراده حتى على المفاصل الإستراتيجية لتطورات جلسات الحوار. فتح لا تعلم شيئا عما يجري. ولا الثوري هناك. شجرات فتح...

ولم يأخذ الإعلام فتح بجدية؟ فتح حلفت ألف يمين أن لن تذهب إلى دمشق.. وهي الآن ترتدي حذاء الركض لتسبق حماس إلى هناك. لفتح شجرات عوالي يحلو لها التربع على قممها المدببة تمارس اليوغا ومعها الكتب السماوية الثلاثة تحلف أغلظ الأيمان عليها ما تنزل إلا أن تطلع الشمس من الغرب فتراها نزلت قبل النطق بالعظيم أو سحسلت بزغاريد! لدى حماس نصف ورقة. تحقق بها مكاسب أكثر من فتح التي تملك كل الأوراق تقريبا. حماس في غزة مفلسة ساقطة تائهة بلا حلفاء محليين ولا رؤية للإنفلات. فتح تتمتع بعلاقات دولية ولديها سلطة تصرف على غزة من الإبرة حتى الواقي وتكاليف التحبيل الصناعي. ولكن حماس بنصف ورقة منقوعة وماؤها مشروب تدوخ فتح وتزحلقها إلى دمشق وهي تحلف متزلجة إلا تروح؟ ماذا تسقينا حماس حتى نسير وراءها كمن أخذ عقله الضبع فسار خلفه ينادي 'يابا استناني'!المزاج العام بفتح مناهض لفكرة المصالحة مصطبغ بلون دماء 800 فلسطيني بريئ ممن حرقت حماس قلوب الأحياء من آبائهم والميتين نابشة قبور بعضهم باترة أعضاء أخرين مكسرة جماجمهم طحنتها طحين. لا غفران في قلب فتح. والجلوس في وزارة مع قاتل أخيك يدير برنامج عمل أسبوعك القادم أقل إكراما لك من العمل في ...!نحن نصالح وهم 'يترسنون'...نسب لما وتسي تونغ قوله من أراد السلام فليستعد للحرب. شعار حماس: من اراد المصالحة فليجهز للإنقلاب! صحتان على قلب الشاطر. يعد لعشائه قبل أن نفكر بالفطور. مش هيك الصح؟؟حماس المحاورة تخزن الآر بي جيه لضرب التحية المناسبة لمسؤلي فتح الكرام عندما يمرون بمواكبهم معطرين آمنين. الآر بي جيه تفعل بالسيارة المصفحة ما تفعله قنبلة ذرية صغيرة بنعجة خفيفة ترضع صغيرها البكر الخفيف. أو ما تفعله نفخة تنين جموح بورقة سيجارة تاهت. فتح تلقي التحية وتقول: 'السلام.' حماس تقول: فتحي أنت خائن خسيس. فتح ترد بقوة: سامحكم الله. أنا محرم ملتزم بتهدئة إعلامية من طرف واحد سعيا للأجر والثواب. وإن أردتم فخذوها كلها هانئين. نحن موعدنا الجنة بالدنيا زاهدين. ساعون للوحدة مع الفاشي من أجل مستقبل أولادنا وبناتنا قانتين. لا مانع لدينا من تزويجهن بالدحاميس مبروك. المهم هو وحدة الوطن والمصالحة من الإنقلابيين. زغاريد.مطالب حماس في موضوع المصالحة:أستلام وزاراتاستلام مواقع قيادية في الأمن (مما يعني القدرة على السيطرة على رقع جغرافية معينة).إدخال عناصرها في الإجهزة الأمنيةإعادة فتح جمعياتهم في الضفةإعادة تفعيل التشريعي مما يعني منحها 76 ميكروفون عملاق إضافي والإستمتاع بخفة دم عزيز دويك الذي يحب صوته ولحيته كثيرا.وقف الإعتقالات والسماح بمهرجانات حماس في الضفة.كيف نجحت المؤسسة الأمنية بطي صفحة حماس؟طردها من الوزاراتتنظيف الأمن من دنس مجرميهاإغلاق جمعياتهمإحتواء ثقلهم الجماهيري من خلال منع المظاهراتتفكيك الخلايا الأمنية من خلال الإعتقالات (المحظورة في الورقة المصرية).كيف ستنجح حماس بطي صفحة السلطة الوطنية؟وقف الإعتقالات وإطلاق الخلايافتح الجمعيات العصاباتية للبدئ بجمع المالالعودة للشارع بثقل جماهيري قديم (تزيد من زخمه الإغتيالات(.العودة للجوامع وقلع مسامير الهباشتثوير عناصر الأمن واستقطابهم وإحداث ثغرات أمنية في المؤسسة.للعلم: يمكن السيطرة على مدينة مئة ألف ساكن من خلال احتلال مركز شرطة صغير فيها! ويمكن الإستيلاء على قرية من خلال تمرد قائد دورية منوط به حراستها. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟