اسرائيل تلمح لمعرفتها بالطرود الملغومة قبل اكتشافها ومراجعة إجراءات الأمن بمطارات العالم

لمح وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس الاثنين إلى أن الدولة العبرية عرفت عن الطرود البريدية الملغومة التي كانت مرسلة إلى شيكاغو قبل اكتشافها يوم الجمعة الماضي.
ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن كاتس قوله قبل بدء تدريبات واسعة النطاق في مطار بن غوريون الدولي، 'منذ الخميس وممثلو إسرائيل يضمنون أمن الشحنات الموجهة إلى إسرائيل عبر المطارات في أنحاء العالم'.
ولمح الى أن إسرائيل تلقت تحذيراً عن نية لإرسال متفجرات إلى المعابد اليهودية بأمريكا يوم الخميس، قبل الكشف عن المحاولة يوم الجمعة.
وقال إن 'ممثلي إسرائيل منذ يوم الخميس موجودون في المطارات الحساسة حول العالم لضمان أمن الشحنات إلى إسرائيل'.
وأضاف أن على إسرائيل تجهيز نفسها لمنع أسوأ السيناريوهات، وقال 'نحن جاهزون للتعامل مع تهديد معروف من قبل العالم برمته. وكل الرحلات الجوية إلى إسرائيل مضطرة لتطبيق أفضل الإجراءات الأمنية'.
وتشهد كنس مدينة شيكاغو الأمريكية حالة من التأهب، بعد صدور تحذير عن المسؤولين الأمنيين بالتنبه الى أية طرود مشبوهة، بعد اكتشاف طردين على متن طائرتين متجهتين من اليمن إلى أمريكا، أفيد بأنهما متجهان إلى كنيسين يهوديين في المدينة.
وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو قالت السبت ان الخطة 'تحمل بصمات القاعدة'.
وبدأت عدة حكومات وشركات طيران في أنحاء العالم مراجعة إجراءاتها الأمنية، بعد العثور على طردين ملغمين في طائرتين بدبي وبريطانيا، كانتا في طريقهما من اليمن إلى الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي.
وقد أعلنت ألمانيا بالفعل إجراءات عملية جاء في مقدمتها تمديد الحظر المفروض على الطرود المرسلة جوا من اليمن.
كما أعلنت بريطانيا أيضا وقفا فوريا لحركة الشحن الجوي القادمة من اليمن أو عبره، بما في ذلك البضائع المنقولة على طائرات غير مباشرة من اليمن، كما علقت بالفعل الرحلات المباشرة القادمة من اليمن.
جاء ذلك فيما استسلم 14 عنصرا في تنظيم القاعدة إلى السلطات المحلية بمحافظة أبين، جنوب البلاد، وذلك طبقا لما أعلنته وزارة الدفاع اليمنية في موقعها على الإنترنت امس.
الى ذلك قال مسؤولون أمنيون بريطانيون إن اكتشاف طردين مفخخين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة تم بعد أن أبلغ عضو سابق في 'تنظيم القاعدة بجزيرة العرب'، ومقره اليمن، السلطات السعودية بذلك.
وكان جابر الفيفي قد سلم نفسه للسلطات السعودية قبل اسبوعين، حسب بيان صدر عن وزراة الداخلية السعودية آنذاك.
وكان المختصون في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية تلقوا اتصالاً من المطلوب للجهات الأمنية والمدرج اسمه في قائمة الـ85، جابر بن جبران بن علي الفيفي، الذي سبق أن استعيد من معتقل غوانتنامو وألحق ببرنامج الرعاية، قبل أن يلتحق بتنظيم القاعدة باليمن، حيث أفصح في اتصاله عن رغبته بتسليم نفسه.
وقالت مصادر مطلعة لـ 'القدس العربي' ان الفيفي تسلل إلى اليمن بعد أن تم اعتقاله في أفغانستان، وتم الإفراج عنه من معتقل غوانتنامو وعودته إلى السعودية، وبدأ يمارس حياته بشكل طبيعي بعد مناصحته وإعانته من قبل وزارة الداخلية السعودية التي أمنت السكن له ولزوجته، من حيث دفع كافة التكاليف مع تأمينه مالياً لمواجهة حياته، بالإضافة إلى فتح محل تجاري له لبيع العود والعطارة بمحافظة الطائف، لكنه تسلل الى اليمن وشارك في عمليات مسلحة خاضها التنظيم ضد القوات اليمنية إلى جانب اشتراكه بتنفيذ عدد من الهجمات التي نفذها التنظيم في أبين واستهدفت منشآت حكومية.
ويكنى جابر الفيفي بـ'أبو جعفر الأنصاري أبوإبراهيم'، وهو من مواليد الطائف، وعاش وسكن في الطائف مع والديه المسنين اللذين دخلا في العقد الثامن من عمرهما، وهو متزوج ولديه طفلة.
وكان الفيفي قد واصل تعليمه إلى مرحلة الكفاءة المتوسطة، وعمل ضمن هيئة الإغاثة الاسلامية في الطائف وغادر إلى قطر ثم توجه لأفغانستان إلى أن قبض عليه وأدخل معتقل غوانتنامو حتى أفرج عنه وتسلمته وزارة الداخلية السعودية مع عدد آخر من المعتقلين السعوديين باعتباره كان من ضمن الطاقم الذي كان في أفغانستان، وتم اعتقاله هناك وسجنه في غوانتنامو ما بين عامي 2002 ـ 2007