مداخلة لوفدنا في الندوة الدولية بتونس تحوز اهتمام المشاركين
قدم الوفد الفلسطيني المشارك في الندوة الدولية التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي التونسي تحت شعار (الشباب وتحديات اليوم), اليوم الأربعاء، ورقة عمل مطولة تناولت أوضاع شبابنا الفلسطيني في ضوء سياسة الاحتلال الإسرائيلي القمعية.
وقال فهمي الزعارير, عضو المجلس الثوري لحركة فتح أمام المشاركين في الندوة إن آلة الحرب الإسرائيلية ورصاصها الثقيل وقذائفها السوداء وبطشها الأعمى سحقت آلاف الشهداء الشباب خلال الانتفاضة الأخيرة وعلى مدار سنوات النضال الطويلة, وقد كانت نسبتهم في العشر سنوات الأخيرة أكثر من 72 في المائة من الشهداء، فيما لا تزال قيود الاحتلال تختطف حرية أكثر من تسعة آلاف أسير وأسيرة يعانون وحشية السجان , وسيرق الجلاد زهرة شبابهم مثلما يمتص حبق حياتهم.
وأضاف الزعارير: أنه مع كل هذا يشق الشباب خطواتهم ويتحدون كل إجراءات المحتل, ويعلنون أنهم مصابون بأمل لا شفاء منه, فيقبلون على الحياة ويتعلمون ويبدعون ويفنون ويبحثون ويصمدون, مشيرا إلى أن 29 في المائة من مواطني فلسطين يقعون في فئة الشباب بين (15 و29) سنة، لأننا بهرم سكان ذو قاعدة عريضة ورأس مدبب ما يعني أن فلسطين فتية بشبابها.
وأوضح الزعارير الذي قدم مداخلة تحت عنوان ( الشباب والثورة الرقمية) أن تطورا ملحوظا طرأ على مؤشرات النفاذ والاستخدام للأدوات التكنولوجية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين فئة الشباب, حيث أظهرت بيانات عام 2009 أن نسبة الشباب اللذين يستخدمون الحاسوب قد بلغت 87,9 بالمائة مقارنة مع 47,6 للعام 2004 على مستوى فلسطين, فيما أشارت بيانات استخدام الانترنت أن 64,7 بالمائة من الشباب يستخدمون الشبكة الدولية للمعلومات في فلسطين بواقع 49,2 بالمائة مقارنة مع 20,3 عام 2004.
وأشار أن الثورة غير التقليدية التي يشهدها العالم, في وقت تقلصت فيه المسافات وذابت عند حوافه الحدود واللغات, وسقطت معها أشكال الرقابة التقليدية, وبحكم الواقع الديمغرافي العربي فأن السواد الأعظم من المنخرطين في الثورة الرقمية غير التقليدية وجنودها وضحاياها وقادتها وإبداعاتها هم من فئة الشباب.
ونبه إلى أن تواصل الشباب بتكنولوجيا الاتصالات وثورة المعلومات ودعم التعليم وتطوير البحث العلمي والابتكار وحرية الفكر تحتم علينا التحكم بوسائل التقنية الحديثة عبر مشروعات عربية مشتركة تمكننا ليس من مراعاة الشباب فقط بل من شن حرب على الأمية التقليدية التي تسري في الجسد العربي تاركة خلفها الألم والتخلف والجهل وتأخير عجلة التنمية , ولعل أكثر مال يمكن استثماره من الثورة الرقمية التي يقف على رأسها الشباب , قدرتها الهائلة على فتح مجال الوصول للتعليم المستمر والاستفادة المثلى من الوقت ومنحهم فرصة تغيير اتجاهاتهم ومهاراتهم.
وشدد بأننا مطالبون بهدم الهوة والفجوة الرقمية بتوفير كل الفرص المتوازية والعادلة للشباب للخروج من الفقر والأمية ولتحقيق إمكاناتهم الكاملة وتفجير طاقاتهم وإبداعاتهم ودمجهم في الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة.
وكانت الندوة التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي التونسي لمناسبة الذكرى الثالثة والعشرون لتحول السابع من نوفمبر قد ناقشت في الجلسة العلمية الأولى الشباب وتغير المرجعيات والثانية الشباب والثورة الرقمية , والثالثة الشباب والمشاركة السياسية.
ويرأس الوفد الفلسطيني المشارك في الندوة اللواء جبريل الرجوب, عضو اللجنة المركزية لحركة فتح, وعضوية كل من السفير سلمان الهرفي سفير فلسطين بتونس، وفهمي الزعارير، وسمير صبيحات، وبسام زكارنة, أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح.
ــ