عميرة: العملية السلمية شارفت على النهاية

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب حنا عميرة، إن الوضع السياسي الراهن في فلسطين لا يدعو الى التفاؤل.

وأوضح أن التطورات الأخيرة تشير الى أن العملية السياسية التي بدأت في 1991 في مؤتمر مدريد شارفت على النهاية، وقد لا يكون من الممكن استئنافها، فحكومة نتنياهو وكذلك أيضا الحكومات الإسرائيلية التي سبقتها، اتبعت نفس السياسات.

جاء ذلك خلال حديث عميرة في ندوة أقيمت في لندن على هامش مشاركته في مؤتمر الحزب الشيوعي البريطاني.

وأضاف عميرة أننا أمام قوى فاشية تعتقد أنها المخلّص لمنطقة الشرق الأوسط، وتعتقد أن الخطر الرئيسي هو إيراني، وبالتالي فإن مهمة هذه الحكومة هي تخليص شعب إسرائيل من الخطر النووي الإيراني. هذا هو الهدف الرئيسي لهذه الحكومة، والتي خاضت الانتخابات على أساس هذا البرنامج.

وعبر عميرة عن اعتقاده بأن أية مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة في المنطقة ستؤدي الى حالة كاملة من الفوضى وعدم الاستقرار، وكذلك ستؤدي الى استبعاد إضافي لأي حل للقضية الفلسطينية لعشرات السنين.

وقال 'إن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست على استعداد للتقدم ولو خطوة واحدة باتجاه أية مفاوضات أو أي حل حتى بنفس الاتجاه الذي سارت عليه الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة أولمرت'. واعتبر أن ذلك مفيد أيضا لأنه يكشف الأوراق بشكل واضح ولا يؤدي الى مزيد من الغطاء لعملية مفاوضات يتواصل من خلالها التوسع الاستيطاني، الذي يقرر الحل على الأرض وليس المفاوضات، موضحا أنه إذا كانت هناك مفاوضات وإذا كان هناك استيطان في نفس الوقت، كما هو الحال حتى الآن، فإن الذي سيقرر النتائج هو الاستيطان وليس المفاوضات.

وأشار عميرة إلى أن الموقف الأميركي يقدم ضريبة شفهية للفلسطينيين بينما هو في الواقع منحاز انحيازاً كاملاً الى الموقف الإسرائيلي.

ونوه عميرة إلى أن العرب يراهنون على دور الولايات المتحدة في هذا المجال. وقال 'حتى المبادرة العربية التي أعلنت، فإنهم ينتظرون من الولايات المتحدة أن تقوم هي بالترويج لها وتنفيذها، وكأن الدبلوماسية العربية تحولت الى دبلوماسية أميركية. طبعاً إذا كان الأمر كذلك، فإن إسرائيل ليست بحاجة الى التفاوض مع العرب والتفاوض مع الفلسطينيين، هي تتفاوض بشكل مباشر مع 'رأس النبع'، أي مع الولايات المتحدة، هذا هو ما يجري الآن.. ما يجري الآن هو مفاوضات أميركية – إسرائيلية حول كل شيء'.

وأشار إلى أن الموضوع الذي توقفت عنده المفاوضات هو موضوع الاستيطان، لكن فيما بعد، يبدو أن الاتصالات الأميركية – الإسرائيلية قد شملت ليس فقط موضوع الاستيطان وإنما جميع موضوعات الحل النهائي، لافتا إلى أن هناك اتصالات في هذا المجال، وهناك توجه نحو فرض حل جديد على شكل حل انتقالي جديد: دولة ذات حدود مؤقتة، حيث تجري الاتصالات حوله بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، ودون علاقة أو اتصال مع أصحاب القضية.

وشدد عميرة أن إسرائيل تراهن على أن الرئيس الأميركي الذي خرج من الانتخابات النصفية للكونغرس اضعف مما سبق ولن يكون قادراً على ممارسة أية ضغوط على إسرائيل.

وقال 'الضغوط الأميركية، تأتي دوما على حساب الطرف الأضعف وهو الطرف الفلسطيني، وإن أي حلول وسط ستكون بالنهاية على حساب الشعب الفلسطيني'، مضيفا أن نهج المفاوضات الحالي قد وصل الى نهايته، وإن الوساطة الأميركية الانفرادية للحل السياسي أيضا قد وصلت الى نهايتها، وإن الموضوع يجب أن يُعاد برمته مجدداً الى الساحة الدولية، وانه يجب أن يكون هناك طريق آخر، طريق يستند بالأساس الى تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية، والى تعزيز المقاومة الوطنية الفلسطينية، وأيضا يتجه نحو مخاطبة الرأي العام الدولي بشكل مباشر وكسر ما يسمى بالانفراد أو الاحتكار الأميركي للعملية التفاوضية.

وأكد عميرة ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الداخلية، وأهمية ذلك في الطريق إلى تعزيز الصمود الفلسطيني وخوض مقاومة فلسطينية شعبية واسعة ضد الاحتلال، معتبرا أن وحدة النظام السياسي الفلسطيني هي الأساس.

ـ