عميرة والحسيني: سياسات الاحتلال بالقدس تستهدف تفريغ البلدة القديمة من المواطنين

قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة التحرير الفلسطينية، حنا عميرة، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، في تصريح لـ'وفا'، إن ممارسات الاحتلال في القدس تستهدف تفريغ البلدة القديمة من المقدسيين، وأن الهدف الأكبر منها هو تفريغ المدينة بأكملها.

جاء ذلك ردا على تقرير صدر مؤخرا عن مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المقدسة، والذي أشار إلى أن هناك عشرات الأطفال والصبية الذين أبعدوا عن أماكن سكناهم الشهر الماضي عقب الأحداث التي شهدتها مدينة القدس احتجاجا على افتتاح كنيس الخراب الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك .

وقال عميرة، إن سياسة إسرائيل القديمة الحديثة وإبعاد عشرات المواطنين المقدسين عن أماكن سكناهم في مدينة القدس وتحديدا في البلدة القديمة هي سياسة فاشلة والهدف منها وضع حد للاحتجاج والتذمر الشعبي ضد انتهاكات إسرائيل للأماكن المقدسة.

وأضاف، إن هذا الأسلوب ينضم إلى سلسلة طويلة من السياسات التي فشلت في السابق من عمليات السيطرة على شعب حرمته إسرائيل من أبسط حقوقه بالتحرك والسكن.

وأشار عضو الجنة التنفيذية في سياق حديثه، إلى أن هذه السياسة تستهدف بالأساس محاصرة مدينة القدس، ومنع المواطنين من الدخول إلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأنه في هذا الإطار جرت عمليات الإبعاد إما عن المسجد الأقصى أو عن المدينة بأكملها.

من جهته، أكد المحافظ الحسيني أن عمليات الإبعاد التي قامت بها سلطات الاحتلال طالت موظفي الأوقاف وحراس الأقصى، الذين يقومون بواجبهم، في محاولة منها لعدم تمكينهم من القيام بواجبهم وهو حماية المقدسات في المدينة، وأنها طالت عدد آخر من مواطني القدس.

وأضاف الحسيني، إن هذه الممارسات لحقت بالشيخ عكرمة صبري، والشيخ رائد صلاح، وحاتم عبد القادر وهم رموز وطنية غنية عن التعريف، وإن هذا مسلسل الهدف منه تفريغ البلدة القديمة من التواجد وتحديدا في المسجد الاقصى المبارك والهدف الأكبر الذي تعمل عليه إسرائيل تفريغ المدينة بأكملها لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية وتشويه التاريخ والحضارة الإسلامية.

وتقدر الإحصاءات التي رصدها مركز القدس بأن أكثر من عشرين شخصا أبعدوا فقط من داخل أسوار البلدة القديمة غالبيتهم من الفتية، وذلك في الفاتح من الشهر الماضي، علما بأن المواطن منصور أبو غربية (45 عاما)، متزوج وأب لخمسة أطفال، أبعد في بداية الشهر الماضي تنفيذا لقرار 'محكمة الصلح الإسرائيلية' ومُنِعَ من دخول حي الصوانة مكان سكنه، شرق المدينة، لمدة عامين ومن دخول القدس لمدة خمسة شهور، كما تبع ذلك قرار صدر عن نفس المحكمة في السابع عشر من نفس الشهر تم على إثره إبعاد 15 شابا مقدسيا بعد الاعتقال ولمدة أسبوعين على خلفية المواجهات التي اندلعت داخل الأسوار.

وحسب مركز القدس، أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وتحديدا في الثالث والعشرين من ذات الشهر الشيخ د. رائد فتحي المحاضر من كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في أم الفحم، لمدة أسبوع مع مرافقين آخرين كانا بصحبته.

وهذه السياسة القديمة الجديدة كانت مورست ضد الشيخ رائد صلاح رئيس الكتلة الإسلامية داخل أراضي الـ48 وضد حراس المسجد الأقصى المبارك بين الحين ولآخر إلا أنها أصبحت اليوم سياسة متبعة واضحة ويتم التعامل معها بصورة عادية ودون قيود.

وهذا ما حصل مؤخرا مع عدد من الشبان في منطقة واد الجوز والذين اعتقلوا خلال المواجهات الأخيرة التي حصلت بين المستوطنين والمواطنين الذين تم الاستيلاء على منازلهم ومصادرتها.

وعرف من بينهم زوج ناصر الغاوي الذي أبعد لمدة أسبوع ينتهي يوم الثلاثاء المقبل حسبما أكدت زوجته ميسون لـ'وفا' وكذلك أبناء ميساء الكرد الذين ابعدوا منذ عدة شهور، وأن سبب الإبعاد يعود لأنهم يدافعون عن منازلهم المستولى عليها، حسب حديثها.