عباس: نحن على الحياد في لبنان والسلاح الفلسطيني سنعطيه للحكومة اللبنانية

إذا تعثرت المفاوضات هناك سبعة خيارات بحثناها مع العرب والأميركيين وأبلغنا الإسرائيليين بها
يمتاز الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس <أبو مازن> بتعدد الملفات الساخنة والشائكة والحساسة والمتعددة التي يُمكن أن يتم التطرق إليها، وتناولها في اللحظات الحرجة والمفصلية وسط الليل الدامس إلا من بصيص أمل··

فمنها ما يتعلق بحركة <فتح> و<منظمة التحرير الفلسطينية> والسلطة الوطنية الفلسطينية، والمصالحة الفلسطينية ? الفلسطينية، والعلاقات الفلسطينية ? العربية وفي مقدمها مع لبنان وسوريا، فضلاً عن العلاقة مع إيران، وصولاً الى الخيارات التي من الممكن أن تلجأ إليها القيادة الفلسطينية، في حال إستمرار التعنت الإسرائيلي بعدم وقف الإستيطان لإستئناف المفاوضات التي ستتناول ملفات دقيقة وشائكة، وخصوصاً ما يتعلق بالحدود والقدس واللاجئين والمياه والأمن···· حيث تتداخل العديد منها مع دول الجوار بشأن المياه واللاجئين، ومع دول عربية وإسلامية ومسيحية بشأن القدس، مما يجعل القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين والمسيحيين والأحرار في العالم··

ويتشعب الحوار مع الرئيس <أبو مازن> الذي يسعى جاهداً لخرق جدران كانت مرفوعة في وجه منافذ القضية الفلسطينية، وفتح الأبواب الموصدة، وإذابة <كرة الثلج> التي كبرت على مر سنوات الجفاء، فما أن تطأ قدماه بلداً حتى تكون في آخر بعد ساعات، ومنها من لم تطأها قدما مسؤول فلسطيني رفيع منذ سنوات··

يجهد الرئيس الفلسطيني في كل مكان من أجل إقناع الملوك والرؤساء والأمراء والمسؤولين بالموقف الفلسطيني، في ظل إصرار الرئيس على الإستمرار بالعملية السليمة، من خلال المفاوضات التي يزيد المحتل الإسرائيلي من وضع العراقيل في طريق إستئنافها، بل <إبتزاز> الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنع تنفيذ ما وعد به من الإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة··

<طائرة فلسطين> تحولت الى مكتب متنقل للرئيس تحلق في الأجواء، وتحط في غالبية مطارات العالم ? بإستثناء مطار فلسطين ? الذي دمره المحتل، فدخل الرئيس <أبو مازن> موسوعة <غينيس> للأرقام القياسية في عدد السفرات التي قام بها خلال العام الماضي 2009·· وكل الآمال معلقة أن تهبط في أرض دولة فلسطين المنشودة، إذا تمكن المجتمع الدولي من الضغط على المحتل الإسرائيلي، وإلا عبر اللجوء الى خيارات سبع أخرى··

ملفات القضية الفلسطينية متشابكة يتدخل فيها الأخ والصديق والشقيق والحليف، كل من منطلقه وإعتباراته، ناصحاً أو مقنعاً أو ضاغطاً أو مصلحاً أو مستغلاً، لأن القضية الفلسطينية هي الخيمة التي تظلل الجميع بأي من الشعارات المرفوعة، هذا دون إغفال دور المحتل الإسرائيلي··

يتنقل موعد الحوار المنتظر مع الرئيس في الموعد والمكان، الى أن كان محط الرحال في عاصمة مملكة البحرين <المنامة>، حيث كانت لقاءات متعددة بين تزاحم المواعيد المكثفة، بوصل الليل بالنهار، وتنوعت الأحاديث حول الكثير من الملفات الدقيقة، وتوّجت بالحوار، الذي يضع النقاط فوق الحروف، بمواقف مختصرة وسريعة رداً على الأسئلة العديدة، ولكن تضمنت إجابات شافية تقييماً لقضايا حدثت، وأخرى نعيشها أو إستكشافاً لآفاق المرحلة المستقبلية··

وفي ما يلي النص الحرفي لواقع الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس··

نتائج المؤتمر السادس ما الذي تحقق على صعيد حركة <فتح> بين عقد المؤتمر العام السادس للحركة واليوم؟ - من المعروف أنه مضى على عقد المؤتمر الخامس 20 عاماً، وكان لا بد من تجديد الدم في حركة <فتح>، وبذلنا جهوداً غير عادية من أجل عقد المؤتمر السادس، واستمرت هذه الجهود خمس سنوات·

لا أستطيع أن أقول إننا حققنا الكثير في هذه الفترة، لأن الحقيقة أنه ما زال مطلوباً من اللجنة المركزية الجديدة بذل جهود كثيرة فيما يتعلق بالتنظيم، لأن التنظيم هو الأساس، لذلك أُركز الآن مع اللجنة المركزية على أن تبذل جهوداً أخرى وإضافية في مسألة التنظيم، وهذا يحتاج الى عمل ومتابعة، وما عدا ذلك هناك أمور بدأت تتطور وتتحسن وتظهر نتائجها بشكل واضح، ولكن أهم شيء هو مسألة التنظيم والذي نحن حريصون على أن يتطور·

إستئناف الحوار مع <حماس> لماذا إستئناف الحوار مع حركة <حماس> الآن، وما الذي تغيّر بعد مرور أكثر من عام على تأخر التوقيع على الوثيقة المصرية من أجل المصالحة الفلسطينية؟

- الأشقاء في مصر وبناءً على طلب من خالد مشعل، طلبوا أن يتم لقاء فلسطيني ? فلسطيني· وكان عزام الأحمد - بالصدفة متوجهاً الى دمشق، فطلبت منه أن يلتقي مع أبو مرزوق وغيره، وبدأ الحوار·

من الواضح، أن <حماس> أبدت من المرونة، وفعلاً حصل ذلك، ولكن نتيجة لما جرى في سرت، أجّلنا اللقاء الذي سيعقد في (9 تشرين الثاني) (أمس)·

بإعتقادي أنه من المهم جداً أن تتم المصالحة على الرغم من أن <حماس> لا تزال تتلكأ، وتتردد في الوصول الى إتفاق من أجل توقيع الوثيقة المصرية·

مصلحة فلسطينية - فلسطينية لماذ وقّعت حركة <فتح> على وثيقة المصالحة المصرية على الرغم من الإعتراض الأميركي والتهديد الإسرائيلي؟ - نحن نرى أن هناك مصلحة فلسطينية تتطلب أن نوقّع هذه الوثيقة، وفعلاً كان هناك رفض أميركي، لكن نحن لا نستمع الى تعليمات أميركية، وهذا ما نُحاول أن ندحض به حجج <حماس> التي تقول أن <فتح> تخضع لـ <الفيتو> الأميركي· في الواقع نحن لا نخضع لا لـ <فيتو> أميركي أو <فيتو> إسرائيلي، لكن هم الذين يخضعون لـ <فيتو> إيراني، فهم لم يوقّعوا على الوثيقة، علماً بأنهم إطلعوا عليها قبلنا، وأبدوا ملاحظات، وتم الأخذ بها حتى قبل أن نراها نحن، ومع ذلك وقّعنا، وهم رفضوا التوقيع، فمن الذي يقف وراء منعهم من التوقيع؟·

المصريون ضمانة التنفيذ ما هي ضمانات تنفيذ الورقة المصرية؟ - المصريون هم الذين يتكفلون بتنفيذ الوثيقة المصرية، وهم قالوا نحن نضمن تنفيذها عندما يتم التوقيع عليها·

تضحيات من أجل المصالحة ألا تعتقدون أن التوافق الفلسطيني ? الفلسطيني وخصوصاً في ضوء توقيع وثيقة المصالحة ستكون ضحيته الحكومة الفلسطينية الحالية برئاسة الدكتور سلام فياض؟ - عندما تتم المصالحة لا بد من تكون هناك حكومة أخرى، وهذه الحكومة تكون حكومة مستقلين، ولا مانع أمام المصالحة الفلسطينية أن تكون هناك تضحيات·

يريدون السيطرة على المنظمة هل تعتقدون أن من يُعارض سياسة <منظمة التحرير الفلسطينية> ومسيرة <أوسلو> جاهز للإنخراط في إعادة بناء المنظمة؟ - بالتأكيد هم يريدون أن يسيطروا على المنظمة وليس الإنخراط فيها، وعندما يعترضون على <أوسلو> وعلى المسيرة السلمية، هم فعلاً لا يفكرون لا بالمسيرة السلمية ولا بـ <أوسلو>، إنما يريدون أن يصلوا للمنظمة والسيطرة عليها، وهذا لا يُمكن أن يُتاح لهم، ولا يُمكن أن نسمح لهم بذلك·

لا نتدخّل بالشؤون اللبنانية في ظل حالة التشنج والتجاذب بين القيادات اللبنانية، هناك إصرار من البعض على إدخال العامل الفلسطيني في الأتون الداخلي، وتوجيه إتهامات الى أطراف فلسطينية ومنها حركة <فتح> بالإنحياز الى أحد الأفرقاء، أين أنتم في ذلك؟

- نحن لسنا مع أي طرف ضد أي طرف، قلنا منذ البداية نحن ضيوف في لبنان، المشاكل الداخلية اللبنانية يتكفل بها شعب لبنان وأهله، فنحن يجب أن نبقى بعيدين وعلى الحياد، وأي إتهام لنا بأننا نتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، هو إتهام باطل·

ونؤكد مجدداً للإخوة اللبنانيين أن أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، هي جزء من الأمن اللبناني، ونحن لن نتدخل بالشأن اللبناني، ولن يكون الفلسطيني ضيفاً ثقيلاً على لبنان، فقد دفعنا في السابق ضريبة غالية، بعد أن جربنا منذ السبعينيات التدخل بالشأن اللبناني، ولن تتكرر هذه المأساة مرة أخرى·

المخيمات هي أرض لبنانية، تخضع للسيادة اللبنانية، والفلسطينيون في لبنان يعيشون ظروفاً مأساوية حقيقية إذا ما تمت مقارنتها مع الفلسطينيين الذين يعيشون في بلدان أخرى·

وبالمناسبة، نكرر أننا أبلغنا الحكومة اللبنانية أننا نعطيكم السلاح في الوقت الذي تشاؤون، السلاح الذي نحن مسؤولون عنه لأن هناك سلاح هو خارج إطار مسؤوليتنا ويتبع الى تنظيمات تحمل هذا السلاح لأسبابها الخاصة، نحن لا علاقة لنا بها·

أنا ضد السلاح الفلسطيني في لبنان جملة وتفصيلاً، وأرى أنه لا قيمة للسلاح الفلسطيني على الأراضي اللبنانية، ومن يقول أنه يحتفظ بهذا السلاح من أجل الوصول الى حق العودة، هدفه المتاجرة والتجارة بالقضية الفلسطينية·

الحفاظ على حق اللاجئين بماذا تطمئن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في إطار المفاوضات، وخصوصاً بالنسبة لحق العودة؟

- مسألة اللاجئين هي قضية من أهم قضايا المراحل النهائية التي نبحثها مع الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي نقول لأهلنا وشعبنا في لبنان واللاجئين أيضاً في الشتات، إننا سنبذل كل ما نستطيع من جهد للحفاظ على حقوقهم·

<فزاعة> التوطين هناك معاناة فلسطينية حقيقية من عدم إقرار الحقوق الإجتماعية والمدنية في لبنان، على الرغم من إقرار المجلس النيابي قانون حق العمل، برأيكم هل ما زال اللبنانيون يخشون من التوطين؟

- مسألة التوطين هي حجة أظهرها البعض، هي <فزاعة> يثيرها البعض للهروب من اعطاء الفلسطينيين حقوق العيش بأمان وكرامة· ولكن الحكومة اللبنانية تنبهت الى هذا، والدليل على ذلك أنها بدأت تُعطي بعض الحقوق المدنية، وقيل لنا من الحكومة اللبنانية إن هذه مقدمة لإعطاء باقي الحقوق·

نحن أولاً نشكر الحكومة اللبنانية على ما قدّمته، وننتظر أن يُقدم المزيد، لأنه فعلاً وجود الفلسطينيين مستقرين في لبنان، هذا لا يعني إطلاقاً التوطين، إنما يعني أنهم سيبقون الى أن تتم عودتهم الى بلادهم·

مستوى التمثيل لماذا لم يتم رفع مستوى التمثيل الفسطيني في لبنان من ممثلية الى سفارة؟ - هذه قضية تعود الى الحكومة اللبنانية، وربما الى اعتبارات الحكومة اللبنانية، ونحن بالتالي نصبر وننتظر كيف يُمكن أن تتعامل الحكومة اللبنانية مع هذه المسألة، مراعين في ذلك الظروف اللبنانية الداخلية·

الخدمات الطبية والتعليمية اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يشكون من تقليص وكالة <الأونروا> لخدماتها، ومحدودية التقديمات الصحية لـ <منظمة التحرير الفلسطينية> في وقت كانت هناك مكرمة من سيادتكم بشأن <صندوق مساعدة الطالب وأخرى للحج، فضلاً عن <صندوق التكافل الإجتماعي> وزيادة رواتب الموظفين، هل يُمكن زيادة التقديمات الصحية من قبل المنظمة ومساعدة الطلاب في أقساطهم لباقي السنوات؟ - مما لا شك فيه إننا سنأخذ موضوع الخدمات الطبية بعين الإعتبار، ونهتم به إهتماماً بالغاً، لأن صحة الناس تهمنا جداً·

أما مسألة الطلاب الذين بدأوا الدراسة الجامعية قبل سنة أو سنتين، فسنهتم بهم ونأخذ ذلك بعين الإعتبار في الصندوق الذي أنشأناه لهذا الغرض·

العلاقات الفلسطينية - السورية كيف تقيّمون العلاقة الفلسطينية ? السورية، ومتى نتوقع زيارة سيادتكم الى دمشق؟

- أنا أحترم الرئيس الأسد، وبيننا إحترام وعلاقات، والعلاقة السورية ? الفلسطينية كانت جيدة، وكانت هناك اتصالات مستمرة، لكن حصل بعض الفتور في هذه العلاقة عندما ألغت الحكومة السورية زيارة لنا منذ حوالى عام، وبالتالي نحن ليس لدينا أي مانع من زيارة دمشق عندما توجه لنا دعوة لزيارتها·

تردد أن دوراً فلسطينياً قد بذل لتقريب وجهات النظر السورية ? الأميركية، ما هي حقيقة ذلك؟

- نحن قمنا بكثير من الجهود بين الأميركيين والسوريين، وحققنا كثيرا من الخطوات في هذا الإتجاه، وهذا الكلام في السابق، ونحن مستعدون لإستمرار هذه الجهود·

إيران لا تتعامل مع الشرعية الفلسطينية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي ضد <إسرائيل>، ما هي عوائق اللقاء مع قادتها والخلاف مع <منظمة التحرير الفلسطينية>؟ - الحكومة الإيرانية لا تتعامل معنا، ولا مع الشرعية الفلسطينية، ولذلك لا نريد كلاماً من الحكومة الإيرانية، بل نريد منها مواقف· عندما تتعامل مع الشرعية الفلسطينية نعرف تماماً عند ذلك أنها تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه وتقف ضد الإحتلال الإسرائيلي·

وإيران تقوم بدور سلبي تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه الحوار الفلسطيني ? الفلسطيني، وتضع <فيتو> على <حماس> لعدم توقيع وثيقة المصالحة وهو ما حال دون التوقيع عليها·

وبصراحة إيران تتدخل ليس فقط في فلسطين، بل في لبنان واليمن والخليج العربي والمنطقة ككل، وتحرك من تستطيع من الأطراف التي ترتبط بها في هذه المنطقة، وتستفيد من أدواتها من أجل مصالحها الخاصة وفي صراعها مع العالم·

لم نستأنف المفاوضات كُثر كانوا يراهنون على فشل المفاوضات الفلسطينية ? الإسرائيلية، ولكن أصرّيتم على التوجه للمفاوضات، فلماذا هذا الإصرار؟ - لأنه لا طريق أمامنا غير المفاوضات، إنما نحن وضعنا منذ البداية أساساً لهذه المفاوضات، وهو وقف الإستيطان، وبدون وقف الإستيطان لن نذهب الى المفاوضات، وبالتالي هناك كثيرون كانوا يتحدثون عن عدم الذهاب الى واشنطن، ويعتبرون أن ذلك مفاوضات، نحن لم نستأنف المفاوضات الى الآن، ولن نستأنفها إلا عندما تتوقف <إسرائيل> عن نشاطاتها الإستيطانية·

لا نستجيب للضغوطات ما هي حقيقة ما ذكر عن ضغوطات تعرضت لها القيادة الفلسطينية من أجل التوجه للمفاوضات المباشرة، وهل زالت هذه الضغوطات حتى رفضتم إستئناف الحوار قبل وقف الإستيطان؟

- الضغوطات كثيرة من أجل أن نذهب الى المفاوضات المباشرة، ولكن نحن لا نستجيب لهذه الضغوطات·

نحن نقول، إذا توقفت <إسرائيل> عن الإستيطان نذهب، وإذا لم تتوقف لن نذهب، وهذا ما حصل بالضبط، والدليل على ذلك إننا ذهبنا الى واشنطن وشرم الشيخ والقدس، وحوارنا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) لم يكن مفاوضات، وإنما كان من أجل استئناف المفاوضات على أساس وقف الإستيطان·

لمزيد من الضغط على <إسرائيل> هل تعتقدون أن ضغوط الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي على المسؤولين الإسرائيليين سيجبرهم على وقف الإستيطان ودفعهم لإستئناف المفاوضات؟

- حتى الآن لم نرَ ضغوطاً حقيقية من قبل أميركا والمجتمع الدولي على <إسرائيل>، وبالتالي نحن نُطالب أميركا والمجتمع الدولي بمزيد من الضغوط على <إسرائيل> حتى يتم إستئناف المفاوضات·

القمة العربية الإستثنائية هل يُمكن القول أن القمة العربية الإستثنائية التي عقدت في سرت أعطت السلطة الفلسطينية مخرجاً لإستمرار التفاوض؟

- نحن لم نذهب لنطلب من القمة العربية إستئنافاً للتفاوض، وإنما طرحنا لهم موقفنا، على ضوء ذلك لجنة المتابعة العربية هي التي قبلت أن تمدد الفترة ما بين الإجتماعين، لنرى ماذا ستكون نتيجة المساعي الأميركية مع الإسرائيليين·

القمة حددت مسبقاً ··· ولكن يتردد أن القمة العربية عقدت من أجل إعطاء الأميركيين فرصة ووقتاً للضغط على الإسرائيليين؟

- لم يكن هذا سبب لعقد القمة إطلاقاً، بل أن القمة الإستثنائية كان متفقاً على عقدها قبل الحديث عن المفاوضات، هذا كان إتفاقاً بين القادة العرب، أنه بدلاً من أن تكون القمة مرة واحدة في السنة أن تكون مرتين في السنة·

جديّة الرئيس أوباما هل يُمكن الإطمئنان والتفاؤل بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما جدّي بالعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والإعتراف بها، خلال العام الذي حدده، أم أن تلك هي مناورة؟

- هذا ما أكده لنا الرئيس أوباما، وعلينا أن ننتظر حتى نرى إذا كان فعلاً هناك جدّية بالوصول الى هذا الأمر·

إبتزاز إسرائيلي كيف تنظرون الى التصعيد الإسرائيلي ضد الرئيس الأميركي أوباما؟

- هذا نوع من الإبتزاز من قبل القيادة الإسرائلية للرئيس أوباما، حتى يمنعوه من إتخاذ أية خطوات موضوعية فيما يتعلق بعملية السلام، لأن الرئيس أوباما يعرف الحقيقة تماماً، ويعرف أن الإستحقاقات على <إسرائيل> وعليها أن تقوم بواجباتها، و<إسرائيل> لم تقم بأية واجبات، وبالتالي الهجوم الإسرائيلي المعاكس هو للضغط على الرئيس أوباما حتى لا يقوم بمثل هذه الأعمال·

أوباما ودوره في عملية السلام بعد نتائج انتخابات الكونغرس الأميركي التي جرت قبل أيام، هل بإستطاعة الرئيس أوباما الإستمرار بالضغط على الإسرائيليين، وما هو المتوقّع؟

- لا قيمة لمسألة الانتخابات ونتائجها فيما يتعلق بالمفاوضات سواءً نجح <الحزب الديمقراطي> أو <الحزب الجمهوري>، ويبقى الرئيس أوباما هو رئيس الولايات المتحدة، وهو القادر - بصرف النظر عن وجود أغلبية له في الكونغرس أم عدم وجود هذه الأغلبية - سيبقى هو القادر، ويعود له شخصيا أن يُمارس دوره في عملية السلام·

سبعة خيارات هل أن المفاوضات هي قدر الشعب الفلسطيني وخياره الوحيد، أم أن هناك خيارات أخرى ستلجأ إليها القيادة الفلسطينية في حال تعثر المفاوضات؟

- هناك خيارات كثيرة قدمناها ودرسناها وبحثناها مع الأشقاء العرب، ومع الأميركيين وبلغنا الإسرائيليين بها، وهذه هي سبعة خيارات، منها الذهاب الى مجلس الأمن، والى الجمعية العامة للأمم المتحدة وغير ذلك من الخيارات··· وهم يعرفونها تماماً وليست سراً على أحد·

الإنسحاب من أراضي 1967 صدرت عدة مواقف إسرائيلية تؤكد أن الإنسحاب من أراضي العام 1967 غير مقبول، فكيف تنظرون إلى ذلك؟

- معنى ذلك أن <إسرائيل> لا تريد سلاماً، عندما تتحدث <إسرائيل> بهذه اللغة، فهي لا تريد السلام·

وقف الإستيطان من أجل المفاوضات لماذا التوجه بالدعوة الى وقف الإستيطان وليس الإنسحاب من الأراضي؟

- وقف الإستيطان من أجل المفاوضات، لكن الإنسحاب الإسرائيلي من أراضي العام 1967 هو الأساس، وهو نهاية المطاف، ولا نقبل بغير ذلك·

يهودية الدولة لماذا الإصرار الإسرائيلي الآن على يهودية الدولة، والذي يُعتبر تنازلاً عن الحقوق الفلسطينية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات؟

- الحكومة الإسرائيلية تريد من مسألة يهودية الدولة، حتى تتخلص من الأقليات غير اليهودية الموجودة في <إسرائيل> وتقفل الباب أمام أي عودة لأي فلسطيني الى <إسرائيل>·

حل السلطة ما هو موقفكم من دعوة البعض الى حل السلطة واعلان الضفة الغربية وقطاع غزة منطقة محتلة؟

- هذا سابق لأوانه، والحديث به الآن غير قائم·

عدم الترشيح للإنتخابات ردد البعض أن سيادتكم هدد بالإستقالة إذا فشلت محاولات وقف أو تجميد المستوطنات، وقد نفيتم ذلك، هل تعتقدون أن اللجوء الى مثل هذا الأمر يقود الى حل على حد زعم المرددين، أم هو محاولة للضغط، وهل أنتم في وارد مثل هذا التفكير؟

- حتى الآن نحن لسنا في وارد هذا، لكن هنالك خلط بين الإستقالة وعدم الترشيح للإنتخابات، فمسألة عدم الترشيح بالنسبة لي وارد تماماً·

… وإذا تم التوافق بعد توقيع حركتي <فتح> و<حماس> على الوثيقة المصرية للمصالحة، وتقررت انتخابات رئاسية وتشريعية، ألا يُفكر سيادتكم بالترشيح؟

- كلا، إطلاقاً؟ لم يخطر ببال فياض يُقال إن رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور سلام فياض هو من الأسماء المرشحة، هل ذلك حقيقة؟

- لا أعتقد أن هذا يخطر ببال الدكتور سلام فياض إطلاقاً·

التحقيق بإغتيال عرفات مفتوح عشية الذكرى السنوية السادسة لإستشهاد الرئيس ياسر عرفات، ما هي كلمتكم بالمناسبة، وأين أصبحت التحقيقات بوفاته؟

- نحن نفتقد الآن الى الرئيس ياسر عرفات، ونفتقده دائماً لأننا نعرف تاريخه وجهوده، ونعرف كم خسرنا بغيابه عن العالم·

أما التحقيق فما زالت الملفات مفتوحة، لم تغلق لأنه حتى الآن لم نعرف الأسباب الحقيقية لوفاته·

لبنان والوجود الفلسطيني ما هي الكلمة التي توجهها الى اللبنانيين بشكلٍ عام، والى الفلسطينيين في لبنان بشكل خاص؟

- نقول للشعب اللبناني نحن ضيوف عندكم ولن نتدخل في شؤونكم، ونتمنى على الله سبحانه وتعالى أن تزول هذه الغُمة التي يعيش فيها الشعب اللبناني، وأن تعود الوحدة الى صفوف هذا الشعب·

ونقول للفلسطينيين أنتم ضيوف في لبنان، عليكم أن تبقوا ضيوفاً وتحترموا الضيافة اللبنانية، وتعملوا مع الشعب اللبناني على هذا الأساس·

» ابو العردات: الموقف الفلسطيني هو الحياد الايجابي من الازمة اللبنانية
» عباس: الفلسطينيون على الحياد في لبنان
» جعبة مباحثات عباس إلى لبنان كشفت عن تفاصيل لامست الدولة والسلاح
» السفير الفلسطيني يزور الشامي: رفع التمثيل متروك للحكومة اللبنانية
» وفد <فتح> يجول على القيادات الرسمية في صيدا أبو العردات: الموقف الفلسطيني على الحياد الإيجابي في لبنان