الفلسطينيون في لبنان

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في 12 مخيماً رسمياً معترفاً به جغرافياً وديموغرافياً من قبل الدولة اللبنانية والأونروا، وأكثر من 35 تجمعاً غير شرعي غير معترف به جغرافياً من قبل الدولة اللبنانية أو الأونروا، مع غيابٍ لمرجعية سياسية موحدة، الأمر الذي زاد من نسبة الفقر لتصل إلى دون الحد الأدنى المعترف به عالمياً، وارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى أكثر من 60% مع تعداد اللاجئين الفلسطينيين حتى 30/6/2007 وحسب الأونروا 411.005 لاجئين مسجلين، يضاف إليهم وجود اكثر من 25 ألف لاجئ غير مسجل وحوالى 3000 لاجئ من فاقدي الأوراق الثبوتية يعيشون في مساحات جغرافية محددة منذ أكثر من 59 سنة، ولا يسمح لهم بالتمدد بالرغم من ارتفاع نسبة اللاجئين منذ عام 1948 حتى اليوم إلى أكثر من 310%
المخيمات الفلسطينية القائمة
مخيم ضبية: يقع مخيم ضبية على بعد 12 كم شرقي بيروت على تلة تشرف على طريق بيروت طرابلس الدولي. وقد تأسس المخيم عام 1956 وقطن فيه لاجئون جاؤوا من قرى الجليل في شمال فلسطين معظمهم من المسيحيين الكاثوليك. وهو المخيم الوحيد الباقي في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت. ويعاني مخيم ضبية من ارتفاع نسبة البطالة، والهجرة التي وصلت إلى حد إفراغ المخيم من ساكنيه، حيث إن عدد اللبنانيين الذين يسكنون المخيم أكبر من عدد الفلسطينيين، بل في بعض مستويات الأعمار (خاصة الشباب)، يندر الوجود الفلسطيني في المخيم.
تدير الأونروا الشؤون الخدماتية للمخيم، وهناك مركز صحي فيه لمعاينة المرضى. وتنشط فيه الجمعيات المسيحية اللبنانية، مثل كاريتاس وغيرها.
مخيم برج البراجنة: يقع مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية من بيروت بالقرب من مطار بيروت الدولي، وقد بناه عام 1949 بمساعدة الصليب الأحمر لاجئون فلسطينيون قدموا من قرى الجليل، وخاصة ترشيحا وكويكات، وقد تعرّض مخيم برج البراجنة إلى تدمير كبير خلال الحرب الأهلية وتهجير طال حوالى ربع سكانه الذين بلغ عددهم عام 2005 حسب إحصائية الأونروا 15484 نسمة.
يعتبر هذا المخيم الخزان البشري لفلسطينيي بيروت، ويعمل أبناؤه في قطاعات البناء وورش التصليح وفي الأعمال الإدارية والتربوية غيرها.
يعاني أهل المخيم عدداً من الأمراض مثل الربو والقرحة والقلب والسكري، وقد شهد المخيم في السنوات الماضية ظاهرة الإصابة بالسرطان التي أودت بحياة عدد من أبناء المخيم.
مخيم مار الياس: يقع إلى الجنوب الغربي من بيروت، ويعتبر أصغر المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهو يغطي ما مساحته 5400 متر مربع. تأسس من قبل رهبانية مار الياس لإسكان اللاجئين الفلسطينيين الأرثوذكس القادمين من الجليل الأعلى. ترتفع في المخيم نسبة الأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان.
يتميز مخيم مار الياس بأنه العاصمة السياسية والإعلامية للشعب الفلسطيني في لبنان، حيث تحرص كافة الفصائل والقوى الفلسطينية الفاعلة في لبنان على اقتناء مكان فيه كمركز إعلامي رئيسي. وهو الوحيد الموجود في قلب بيروت، لذلك فإن إيجارات البيوت في المخيم مرتفعة جداً.
مخيم شاتيلا: يقع مخيم شاتيلا في جنوب بيروت. أسسته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العام 1949، وقطن فيه مئات اللاجئين القادمين من شمال فلسطين عام 1948. وقد شهد هذا المخيم أبشع مجزرة ارتبطت باسمه –مجزرة صبرا وشاتيلا- في أيلول 1982.
تعتبر الأوضاع الصحية في مخيم شاتيلا الأسوأ بين المخيمات الفلسطينية في لبنان نظراً لصغر مساحته، وضيق أزقته التي أدت إلى عدم دخول الشمس إلى معظم بيوت المخيم..
مخيم عين الحلوة: يقع مخيم عين الحلوة على بعد 3 كم جنوب شرق مدينة صيدا (45 كم إلى الجنوب من بيروت)، وقد تأسس على أرض كان يقام عليها معسكر للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، حيث بناه الصليب الأحمر بين عامي 1948- 1949، وبدأت الأونروا فعلياً عملياتها الإغاثية في هذا المخيم عام 1952 حيث استبدلت الخيم تدريجياً بالبيوت. ويعتبر مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من ناحية الكثافة السكانية.
انضم إلى المخيم مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا للنزوح من مخيم النبطية (1974) ومخيمات طرابلس (1983) وبيروت (حرب المخيمات 1985-1987)، ومعظم العائلات المهجرة إلى مخيم عين الحلوة من مخيمات أخرى تعيش في أوضاع معيشية سيئة للغاية في بيوت ما زال بعضها ذا أسقف زنكية.
يشهد المخيم حالة تسرب عالية للتلاميذ من المدارس بسبب حالات الفقر الشديد.
مخيم المية ومية: تأسس مخيم المية ومية عام 1954 وهو مخيم صغير، يقع على أطراف قرية المية ومية على تلة تبعد 4 كم إلى الشرق من مدينة صيدا في جنوب لبنان. وذلك على مساحة 54040 متراً مربعاً، ولا يزيد عدد سكانه عن خمسة آلاف نسمة.
الوضع الاقتصادي والمعيشي في مخيم المية ومية يعتبر سيئاً للغاية. ويعمل معظم سكانه في مناطق بعيدة في ورش التصليح والإعمار وغيرهما.
مخيم نهر البارد: يقع مخيم نهر البارد على بعد 16 كم شمال مدينة طرابلس (تبعد عن بيروت حوالى 82 كم)، وقد تأسس المخيم عبر مساعدات قدمتها هيئات الصليب الأحمر إلى اللاجئين عام 1949، وقد بدأت الأونروا خدماتها هناك في عام 1950. تعرض المخيم إلى حربين كبيرتين، الأولى عام 1983 في أثناء المعارك الداخلية في حركة فتح، والثانية تسببت له بتدمير شبه كلي نتيجة الحرب بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام في أيار 2007 وتهجر أهله إلى مخيم البداوي بالإضافة إلى بعض المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
كان المخيم قبل الحرب الأخيرة المركز الاقتصادي الأول في شمال لبنان، وكان الأغنى اقتصادياً بين المخيمات، وكان فيه تجار جملة ووكلاء ماركات عالمية على مستوى كل لبنان وليس الشمال فقط.
مخيم البداوي: يقع مخيم البداوي على بعد 5 كم إلى الشمال من مدينة طرابلس، وقد تأسس من قبل الأنروا عام 1955. ويعاني المخيم حالياً من اكتظاظ سكاني شديد بعد نزوح عدد كبير من سكان مخيم نهر البارد إليه على أثر الحرب بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام وتدمير المخيم.
كما يعاني مخيم البداوي من مشكلات متعددة وأبرزها: الفقر والبطالة، والضغط الشديد على شبكات الكهرباء وتضرر العملية التربوية التي تأخرت حوالى شهرين بسبب عدم كفاية المدارس لطلاب مخيم البداوي والطلاب النازحين من مخيم نهر البارد حيث يعتمد حالياً على مدارس تركيبية.
مخيم ويفل (الجليل): يقع مخيم ويفل (الجليل) على بعد 90 كم إلى الشرق من بيروت في منطقة البقاع بالقرب من مدينة بعلبك. كان المخيم في الأصل ثكنة عسكرية فرنسية محاطة بسور يغطي مساحة 42300 متر مربع، وقد استقبلت هذه الثكنة اللاجئين منذ عام 1948 ثم بدأت الأونروا عام 1952 مسؤوليتها عن تأمين الخدمات للاجئين في المخيم.
يعاني هذا المخيم من ظروف معيشية تبقى صعبة للغاية، أدّت إلى هجرة معظم سكانه إلى الدول الإسكندنافية، حتى بات يطلق تندّراً اسم «مخيم الدنمارك»، وتفتقر معظم البيوت في المخيم إلى التهوئة والضوء وهناك نسبة واضحة من التسرب من المدارس في هذا المخيم، ومعظم أهالي المخيم يعملون في مجالات الزراعة والبناء نظراً لبعد المخيم عن المدن الأساسية.
مخيم البص: يبعد مخيم البص عن مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان (1.5 كم)، وكان المخيم قد بُني أولاً لاستقبال اللاجئين من أرمينيا. وفي عام 1948 وصل إليه اللاجئون الفلسطينيون القادمون من عكا.
مخيم برج الشمالي: يقع مخيم برج الشمالي على بعد 3 كم شرق مدينة صور جنوب لبنان، وقد تأسس المخيم بعد العام 1948 لاستقبال النازحين من منطقتي الحولة وطبريا شمال فلسطين. بدأت الأنروا تشرف على المخيم منذ العام 1955.
تعرض المخيم إلى عمليات تدمير خلال سنوات الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبنان، حين شهد مجزرة ملجأ الحولة (أكثر من مئة شهيد).
من المعروف أن نسبة مصابي التلاسيميا في المخيم هي الأعلى في لبنان، حيث تصل نسبة مصابي المخيم إلى 9% من المصابين في لبنان.
مخيم الرشيدية: يقع مخيم الرشيدية على بعد 5 كم من الشاطئ الجنوبي لمدينة صور في جنوب لبنان. وأنشئ بمبادرة من الحكومة الفرنسية في عام 1936 لاستقبال اللاجئين الأرمن أساساً، ثم بدأ يستقبل اللاجئين الفلسطينيين القادمين من شمال فلسطين بعد عام 1948، وجرى توسيع مخيم الرشيدية من قبل الأونروا في العام 1964 لاستقبال أكبر عدد ممكن من اللاجئين الفلسطينيين من مناطق لبنانية أخرى وخاصة من ضواحي مدينة بعلبك.
تعرض المخيم إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمنازل خلال سنوات 1982 إلى 1987 وقد تدمر حوالى 600 منزل وهجر عدد كبير من سكانه، ويتعرض مخيم الرشيدية لإجراءات مشددة من قبل الحكومة اللبنانية.
المخيمات المدمرة
مخيم النبطية: يقع مخيم النبطية على تلة مرتفعة على بعد 3 كم غربي مدينة النبطية في الجنوب اللبناني. وكانت غالبية سكانه من منطقة الحولة في فلسطين. وقد تأسس المخيم عام 1956 على مساحة 13455 متراً مربعاً.
تم تدميره بالكامل عام 1974 من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية.
مخيم تل الزعتر: يقع مخيم تل الزعتر على بعد 6 كم شرقي بيروت بالقرب من منطقة الدكوانة، وأنشئ عام 1949 على مساحة تقدر بـ 56646 متراً مربعاً.
استطاعت ميليشيا الكتائب اللبنانية وحلفاؤها، أن تحتل المخيم بعد حصار 52 يوماً انتهى بمجزرة في 12 آب 1976. سقط في المخيم ما يقدر بثلاثة آلاف شهيد.
مخيم جسر الباشا: يقع مخيم جسر الباشا في شرقي بيروت بالقرب من مخيم تل الزعتر، وتأسس عام 1952 على مساحة تبلغ 22000 متر مربع، وسكانه من الكاثوليك الفلسطينيين الذين تهجروا من مدن حيفا، يافا، عكا. وقد تم تدمير المخيم على أيدي ميليشيات الكتائب اللبنانية وحلفائها.