عيد الأضحى في الخليل.. فرحة رغم المعاناة

عيد الأضحى في الخليل.. فرحة رغم المعاناة
رغم المنغصات الحياتية اليومية التي يعيشها المواطنون بسبب الاحتلال الإسرائيلي، والوضع الاقتصادي السيئ، والسياسي المتدهور، إلا أنهم يسعون بين ثنايا هذه المعاناة إلى فرض واقع جميل ليتمتع أطفالهم بالعيد، كما قال الشاعر محمود درويش: نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا...
حلا بنت الأربعة أعوام، تملؤها السعادة من كل جانب وهي في الأسواق، تزف بيدها ملابسها الجديدة إلى بيتها وقت تحدثت إلى 'وفا' ببراءتها وجمالها الخلاب متمتمة بكلمات لم نفهم العديد منها إلا أنها قالت 'بابا ما شرالي أواعي العيد بس جدي هو إلى شرالي لأنوا بابا ما معو يشتريلنا أواعي هو بس جابلنا بندورة ولحمة'.
فيما قال المواطن معتز الزرو لـ 'وفا' لمناسبة العيد، دولاب الحياة يجري بتسارع قبل العيد بيوم' وقفة عرفة ' حيث إن والدي يسابق الزمن في شراء حاجيات المنزل لإكمال النواقص من خضار وفاكهة وحلويات ومكسرات وملابس لي ولإخواني السبعة.
وأردف معتز قائلا بمرارة وحرقة، 'عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ' أننا ننتظر قدوم هذا اليوم طوال العام لترتسم الفرحة على وجوه الجميع منا، رغم منغصات الحياة التي يتسبب فيها الاحتلال لنا في كل يوم ورغم أنه لا يوجد في محافظتنا مدينة ملاهي على غرار ما يوجد في العالم أجمع.
ويسهب معتز في حديثه مطالبا الحكومة وبلدية الخليل، وضع خطط للشروع بإنشاء مدينة ملاهي في محافظة الخليل، كي ينعم الأطفال باللعب فيها خلال أيام العيد، مؤكدا أن هذا المشروع سيحظى بنجاح كبير في المحافظة لخلوها من الأماكن الترفيهية فلا بحر لدينا ولا ملاهي وحتى الأحراش يحاولون الآن إفراغها من محتواها وفي العديد من الأحيان يمنعنا الاحتلال من الوصول إليها.
الأم المربية أم طارق الزرو ذكرت لـ 'وفا'، إنها تقوم بانجاز ما تبقى عليها من أعمال النظافة، والترتيب، والتزين، في داخل المنزل وخارجه وخاصة غرفة الضيافة، للاحتفاء بالزائرين من الأقارب والأصدقاء والجيران، كما أنها تقوم بصنع كعك ومعمول العيد بمساعدة أقرباءها وجارتها في لمه جميلة يحظى بفرحتها الأطفال.
وفي أول أيام العيد وبعد الخروج من المسجد، يتبادل الحاج أبو علاء بيوض حسب قوله التهاني مع المصلين من أهل الحي والأقارب، ثم يتوجه إلى الجزار لذبح أضحيته والعودة بما تيسر منها إلى البيت، لتقوم أم علاء بقليه كي يتجمع عليه أفراد عائلتها ويتناولون إفطارهم سويا، على عكس بقية الأيام فهم قليلا ما يتجمعون وخاصة في موعد الإفطار.
ولا ينتهي طعام العيد في الخليل عند الإفطار فقط، بل هناك وجبة أخرى غالبا ما تكون في ساعات المساء فتتجمع العائلة من جديد في مشهد جميل أمام منزلها، ويضيف أبو علاء انه يتم إحضار الكوانين لشواء اللحم بعد تبهيرها كما وتجلب العصائر والارجيلة 'النرجيلة، الشيشة' التي لابد وأن تكون حاضرة حسب قوله لبسط الراحة العامة لدى أفراد العائلة وهم يتناوبون أطراف الحديث فرحين سعداء بهذا العيد المبارك.
الطفلة الصغيرة الشقراء ذات الأعوام الثلاثة، كانت تجلس بجانب جدها أبو علاء، فشد انتباهي ما تنشده من كلمات جميلة كنا نرددها حين كنا صغارا في أيام العيد قائلة وهي تلهو بفرحة عارمة 'اليوم العيد وبنعيد ...وبندبح بقرة السيد ...والسيد مالوا بقرة ...ندبح بنتوا هالشقرا'
وصفات صحية:
وتكثر في العيد الأصناف الغذائية المقدمة، وغالباً ما تكون معدة بإتقان شديد واهتمام فائق وغالبا ما يكون النجم المتألق في هذه الأصناف الطعام عالي السعرات الحرارية، والدهون وخصوصا اللحوم.
أخصائية التغذية إيمان الخطيب قالت لـ 'وفا' هناك طرق مهمة يجب إتباعها لاختيار الطعام الأكثر صحة خلال العيد، كي لا نحرم أنفسنا من التمتع بمذاق الأصناف الجذابة التي تعرضها العائلات، لذلك يجب عدم الإسراف في تناول اللحوم الحمراء خلال أيام العيد، بحيث نتناول على الوجبة الواحدة ولمرة واحدة في اليوم قطعة لحم مابين 60-80 غرام، وتكون لحم احمر صافي ودون دهون بيضاء، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع دهون الدم والسكري والضغط'.
كما يجب عدم الإفراط في تناول الحلويات والمكسرات أيام العيد، لأنها تسبب إرباك للجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى حدوث إسهال شديد ومغص معوي وخصوصا لدى مرضى السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم والشرايين.