الصمت على العنجهية الإسرائيلية ضد الرياضة الفلسطينية..إلى متى؟

الصمت على العنجهية الإسرائيلية ضد الرياضة الفلسطينية..إلى متى؟
يبدو أن استمرار صعود وتطور رياضتنا الفلسطينية في مختلف الألعاب الفردية والجماعية نحو الميادين العربية والعالمية، سيتعرض مرة أخرى إلى انتكاسة أخرى من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يرضى ولا يقبل بهذا الصعود السريع.
العراقيل الإسرائيلية وكما هو ملاحظ تنال من كافة الألعاب الرياضية في فلسطين بشتى أنواعها، لكن لعبة كرة القدم ينالها الجزء الأكبر، وآخر العراقيل ضدها الضغط الدبلوماسي والخارجي لإسرائيل على دولتين من قارة أفريقيا وهما: أفريقيا الوسطى، وغامبيا، لإجبارهما على عدم المجيء لفلسطين لخوض لقاء ودي مع منتخبنا الأول لكرة القدم في 'يوم الفيفا'، حيث تحججت الأولى أنها بلد صغيرة ولا تريد المشاكل.
بينما أرجعت غامبيا عدم قدومها بسبب إجراء الانتخابات الرئاسية فيها، لكن تم استدراك الموقف بسرعة من قبل اتحاد الكرة الذي عمل على إجراء لقاء ودي جمع منتخبنا ومنتخب الجولان المحتل، وانتهى اللقاء الودي بفوز كبير لمنتخبنا.
لن تكون هذا العراقيل والممارسات الإسرائيلية ضد تطور رياضتنا بالتأكيد الأخيرة، فالاحتلال لا يسمح لدولة محتلة أن تخطو وتتقدم إلى الميادين العالمية، ومارس الاحتلال شتى أصناف التعذيب ضد الرياضيين من خلال منعهم القدوم من غزة الى الضفة الغربية، ومنع العديد من لاعبي قطاع غزة من مرافقة منتخباتنا المختلفة إلى الخارج لخوض اللقاءات الرسمية والودية.
وكان آخر هذه الممارسات الاحتلالية حرمان عبد الحميد أبو حبيب لاعب منتخبنا الأولمبي ونادي بلاطة من السفر مع منتخبنا لخوض غمار دورة الألعاب الأولمبية التي تقام حاليا في مدينة 'غوانزو' الصينية، وسبقه من قبل منع عودة حارس المنتخب ونادي شباب الخليل محمد شبير إلى فلسطين وتركه في الأردن لأكثر من شهرين بعد خوضه لقاءا وديا مع منتخبنا، كما منع ستة لاعبين من قطاع غزة السفر مع المنتخب الذي كان يستعد يومها لخوض لقاء ودي مع منتخب السودان في الخرطوم، إضافة إلى اعتقال عدد من الرياضيين، واستشهاد عدد كبير منهم.
لقد تفاءل الرياضيون وجماهير ومشجعي الرياضة كثيرا بقدوم اللواء جبريل الرجوب الذي تولى رئاسة اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية منذ أكثر منذ عامين، وأحدث تطورا وثورة كبيرة في الرياضة، خاصة في كرة القدم.
يسجل ويحسب للواء الرجوب دوره الكبير في استنهاض وإعادة الحياة من جديد لكرة القدم الفلسطينية على مختلف الاصعد المحلية والدولية، فمحليا عمل على إقامة وانتظام دوري كرة القدم منذ أيامه الأولى في تولي رئاسة الاتحاد الذي توقف لأسباب معروفة للجميع منذ انتفاضة الأقصى العام 2000، وما تبعه في العام الثاني من تصنيف للأندية في الدرجات الممتازة بفرعيها والأولى والثانية ودوري المناطق، وفي هذا العام أطلق اتحاد كرة القدم رغم حداثته دوري المحترفين الذي يقام للمرة الأولى.
لم يكتف الرجوب بهذا بل عمل على الصعيد الدولي على استقدام العديد من رؤساء اللجان الدولية والعالمية في كرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية، فزار فلسطين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف سيب بلاتر، تبعه زيارة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم النجم الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني، وزيارة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ، ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام، ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ أحمد الفهد الصباح، وغيرهم من الضيوف.
كما عمل الرجوب على قدوم منتخب الأردن الأول الذي شارك في افتتاح إستاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام قرب القدس العام 2008 ولعبها يومها الأردن مع منتخبنا في أول مباراة على الأرض الفلسطينية بعد أكثر من عشر سنوات من الغياب العربي عن اللعب على أرضنا، والأولمبي الأردني الذي شارك في افتتاح ملعب الحسين في مدينة الخليل، وتونس الأولمبي، والأردن النسوي، وزيارة ناديي 'دينامو موسكو الروسي' و'تيريك غروزني الشيشاني، وغيرها من الأندية لكسر الحصار عن الرياضة، وإقامة مباريات ودية لزيادة الاحتكاك والخبرة مع هذه الأندية والدول.
ومن المعروف أن الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية ترفضان مطلقا الربط بين الرياضة والسياسة، ولعل تهديد الاتحاد العراقي والاتحاد الإيراني لكرة القدم بالعقاب والحرمان من المشاركة في البطولات الإقليمية والدولية إذا تدخلت حكومتيهما باتحاد الكرة دليل قاطع على ذلك، كما سبق أن وجهت الاولمبية الدولية إنذارا للاولمبية الكويتية يطالبها بعدم تدخلها بتشكيل الهيئات الرياضية المختلفة.
ويبدو أن الزيارة الأخيرة لرئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ ورؤيته على أرض الواقع للممارسات الاحتلالية، ووعده بحل هذه المشكلة مع الأولمبية الإسرائيلية لم تتحقق قريبا على أرض الواقع، ولم تستطع الاولمبية الدولية والفيفا أن تكون قادرة على اتخاذ أي إجراءات أو فرض عقوبات على الاتحادات الإسرائيلية، لكن السؤال إلى متى يبقى العالم صامتا دون حراك تجاه هذا الممارسات اللا أخلاقية؟.
ـــ
م.ل