الاحتلال يدمر مسجدا ومنازل وحظائر في خربة يرزا شرق طوباس

دمرت جرافات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، عشرة منازل ومسجد وغرفة تابعة له في قرية يرزا شرق طوباس بالضفة الغربية، ومحافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان طوباسي يقول 'هذا تطهير عرقي'.

وأفاد مراسلنا بأن قوات الاحتلال حاصرت منذ ساعات الصباح الباكر الخربة، التي يبلغ عدد سكانها 150 نسمة، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، ووضعت علامات على منازل وحظائر للماشية، ومن ثم دمرتها وشردت عشرات العائلات إلى العراء.

ولفت النظر إلى أن مسجد يرزا الذي هدمته جرافات الاحتلال قد بني قبل عام 1967، وتبلغ مساحته 120 متر مربع، وقد ألحقت به غرفة جديدة قبل عدة شهور هدمها الاحتلال أيضا هذا اليوم.

وقال رئيس المجلس القروي في خربة يرزا مخلص مساعيد 'سلمتنا سلطات الاحتلال قبل ثلاثة شهور إنذارات بهدم بعض المنازل ومسجد الخربة، وقد توجهنا حينها إلى محكمة إسرائيلية للحيلولة دون تنفيذ أوامر الهدم، وقبل فترة وجيزة توجهنا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا للهدف ذاته، ولكننا تفاجأنا هذا الصباح بقيام قوات الاحتلال بمحاصرة الخربة وهدمها منازل وحظائر للماشية والمسجد أيضا'.

من جانبه، وصف محافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان طوباسي العملية العسكرية الإسرائيلية في خربة يرزا بـ'عملية التطهير العرقي'.

وأضاف طوباسي لـ'وفا': ما حدث قضية كبيرة، قوات الاحتلال تنفذ سياسة ممنهجة من شمال إلى جنوب منطقة الأغوار، بهدف السيطرة عليها وتهويدها ومنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة'.

وأردف 'سياسة تفريغ الأغوار من الفلسطينيين هي مشروع سياسي إسرائيلي تبلور قبل عام 1967، إذ يعمد الاحتلال منذ تلك الفترة إلى تنفيذ سياسة الفصل الجغرافي بين مناطق الأغوار والضفة الغربية من جهة وبين أراضي الأردن من جهة أخرى'.

وأكد المحافظ طوباس على 'عدم السكوت وسنتوجه إلى المحاكم الدولية لوقف ممارسات الاحتلال تلك'.

يشار إلى أن منطقة الأغوار شهدت هذا العام 2010 عمليات هدم إسرائيلية واسعة لبيوت ومضارب البدو، حتى أن قرى وخرب كاملة هدمت بالكامل، كما حدث يوم أمس في قرية أبو العجاج التي قتلت فيها قوات الاحتلال 15 رأسا من الماشية، وهدمت 'بركسين' للسكن، واعتقلت شابين من أبناء القرية.
وأدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' عمليات الهدم الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقال احمد عساف المتحدث باسم الحركة، إن 'إقدام حكومة نتنياهو بهدم مسجد وعشرة منازل في منطقة طوباس بالأغوار ومنزل آخر في بلدة يطا يؤكد أن هذه الحكومة ماضية في سياسة تدمير الجهود الأميركية المبذولة من أجل إحياء جهود السلام'.

وأضاف عساف في بيان صحفي، أن 'الهدف الحقيقي للحكومة الإسرائيلية من خلال هذه الجرائم هي تصفية الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار والاستيلاء عليه، وذلك من خلال هدم المنازل ومصادرة الأراضي وعزل المنطقة بحجج أمنية كاذبة'.

وأكد عساف 'أننا في حركة فتح سنتصدى لهذه السياسة الممنهجة من خلال تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه وتوفير مقومات الحياة الكريمة، وسنستمر بكشف هذه المخططات العنصرية، ولن يكون سلام إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأراضي التي احتلت في العام 1967 وإقامة الدولة المستقلة كامة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين حسب القررات الدولية'.واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن قيام قوات الاحتلال بهدم المسجد والمنشآت في الأغوار 'جريمة تأتي في إطار حرب تستهدف المساجد كما تستهدف الوجود العربي والإسلامي في فلسطين، وهي تستند إلى دوافع عنصرية وتلمودية يغذيها الحاخامات المتطرفون'.

من جهته، دعا حزب الشعب الفلسطيني، في تصريح صحفي، إلى حشد الطاقات الوطنية الرسمية والشعبية، 'لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الكبير والملحوظ في تنفيذ سياسة هدم البيوت والمساجد الفلسطينية'.

وقال إن هذا التصعيد جزء من إستراتيجية التطهير العرقي الممارسة ضد الشعب الفلسطيني، بهدف اقتلاعه من جذوره وتفريغ الأرض على طريق تهويدها.
كما أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين هدم المسجد، وقال في بيان له: تصر سلطات الاحتلال على المضي في غيها من خلال هدم المساجد بحجج واهية، و حرمان المواطنين الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية بحرية'.

وأضاف 'أن الاعتداء على بيوت الله وأماكن العبادة في تزايد مستمر ووصل إلى مراحل خطيرة جداًّ لا يمكن السكوت عنها، وهذه التصرفات إجرامية وتستوجب معاقبة الجناة'.
ووصف القائم بأعمال قاضي القضاة الشيخ يوسف ادعيس هدم الاحتلال مسجد خربة، واصفا ما قامت به قوات الاحتلال 'بأنه مساس خطير بحرية العبادة التي كفلتها الشرائع السماوية، وانتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية وكافة الشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية المجمع عليها في العالم والتي تنص على عدم انتهاك حرمة الأماكن المقدسة'.

ودعا ا دعيسالمجتمع الدولي إلى 'الوقوف أمام مسؤولياته تجاه ما يجري بحق المقدسات الإسلامية خاصة المسجد الأقصى المبارك ومساجد فلسطين كافة وإنقاذها من التهويد'.