«ويكيليكس» تهدّد بإحراج واشنطن: وثائق مسرّبة قد تربك العلاقات مع إسرائيل

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي، أن السفارات الاميركية في جميع انحاء العالم تحذر حلفاء الولايات المتحدة وعلى رأسهم اسرائيل، من استعداد موقع «ويكيليكس» الالكتروني لإطلاق وثائق حساسة من الممكن ان تؤثر سلبا على العلاقات عبر كشف تقارير حساسة وكشف مصادر أميركية، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست». وتستعد الخارجية الاميركية لخطوة «ويكيليكس» التي تؤكد أن ما ستكشف عنه سيضاهي سبعة أضعاف الوثائق العراقية التي كشفت عنها الشهر الماضي، من خلال مراجعة آلاف الوثائق والبرقيات الدبلوماسية في محاولة «لتقييم الاثر المحتمل لاطلاقها».
وقال كراولي ان واشنطن لا تعرف «بالضبط ما ينوي الموقع القيام به»، لكن عواقب ذلك على المصالح الاميركية قد تكون شديدة. فالوثائق المنوي فضحها قد تكشف، بحسب كراولي، على سبيل المثال أن كبار المسؤولين الحكوميين في البلدان الأخرى هم مصادر معلومات محرجة عما يجري من أعمال داخلية في تلك الحكومات، ما يجعل من الصعب على وزارة الخارجية الاميركية الحصول على معلومات مماثلة في المستقبل. واضاف أن المراسلات الدبلوماسية «تروي ملخصات الاجتماعات وسجلات المحادثات السرية مع مسؤولين في الحكومات الاخرى وناشطين من اعضاء المجتمع المدني لديها، وكشفها قد يهدد مصالح اميركا الوطنية ومصالح البلدان الاخرى».
كما يؤكد كراولي أن «حياة الأشخاص الذين يزودوننا بالرؤية والمعلومات القيّمة ستعرّض للخطر. هم يساعدوننا على فهم ما يجري حول العالم، ما يغذي سياساتنا وأعمالنا».
وأكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة الإسرائيلية بنية «ويكيليكس»، الكشف في القريب العاجل عن وثائق جديدة من شأنها المساس بالعلاقات الثنائية. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هذه الوثائق التي تعود إلى الأعوام الخمسة الماضية، قد تشمل تقارير إعلامية، محادثات مع سياسيين، مسؤولين حكوميين وصحافيين، وتقارير وتحاليل لدبلوماسيين أميركيين عن البلاد المضيفة، إضافة إلى برقيات أرسلت من السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى واشنطن عن قضايا سرية، مما قد يخلق حالة من الإرباك في العلاقات بين واشنطن وتل ابيب. واضاف المسؤول ان «الاميركيين ينظرون الى الامر بجدية ولا يعرفون متى سيتم نشرها على شبكة الانترنت لكنهم لم يريدوا ان يقرأها الاسرائيليون في الصحف بلا تنبيه مسبق».
وتتضمن الوثائق بحسب الرسالة الأميركية للاسرائيليين ما سيكشف مراسلات داخلية بين دبلوماسيين أميركيين، لا تعكس الموقف الرسمي للإدارة الأميركية. ويُرجح ان تشمل الملفات حكومات شرق أوسطية عديدة منها الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية بالاضافة الى تقييمات للقاءات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين على مدى السنوات الخمس الماضية، ما قد يثير ضجة عالمية.
كما حذرت صحيفة «كومرسانت» الروسية ان تسريب البرقيات الدبلوماسية الاميركية يمكن ان يضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.
وفي بغداد، أعرب السفير الأميركي جيمس جيفري عن قلقه حيال عزم موقع «ويكيليكس» نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبراً ذلك أمراً سيئاً للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد.
وذكر مسؤولون في كل من تركيا وإيطاليا وبريطانيا والنروج وفنلندا أن حكوماتهم تبلّغت أيضاً بأمر الوثائق من واشنطن.

» وثائق سرية تنشر من«ويكيليكس» إسرائيل: لا تسلّحوا حلفاءنا العـرب
» "ويكيليكس": استمرار الجيش المصري اعتبار إسرائيل عدوا يزعج واشنطن
» واشنطن تهدّد الخرطوم: الانسحاب من أبيي أو إلغاء الحوافز
» وثائق «ويكيليكس» اللبنانيّة
» أردوغان يرد على وثائق «ويكيليكس»: واشــنطن تـعـمـل لإثــارة الفـتــن