بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بين مطرقة الاحتلال وسندان الازمة المالية

يأمل رئيس بلدية بيت لحم الدكتور فيكتور بطارسة، المنهمك في متابعة تحضيرات احتفالات عيد الميلاد المجيد، ان يجتاز العقبة المالية التي تعاني منها بلدية بيت لحم على ابواب الاعياد المجيدة.



وصرح الدكتور بطارسة بأن عمال البلدية وموظفيها وكافة طواقمها يشاركون بالاستعداد لاستقبال الاعياد المجيدة، حيث شرعت بتزيين المدينة وتعليق الاضواء الملونة.



وستستمر عملية التزين حتى الخامس عشر من الشهر الجاري وهو اليوم الذي تضاء فيه شجرة الميلاد التقليدية بجوار كنيسة المهد في احتفال رسمي تحت رعاية الرئيس محمود عباس، مشددا على ان شوارع المدينة ستكون قد اضيئت بالكامل.



واوضح بطارسة الى انه ولغاية الان لم تتلق البلدية اي تبرعات او مساعدات من الحكومة الفلسطينية التي دابت على تخصيص 50 الف دولار للزينة منذ عدة اعوام في هذه المناسبة واصبحت تقليدية، متوقعا ان تبلغ البلدية رسميا بهذا المبلغ في غضون الايام القادمة.



ولم يخف بطارسة معاناة بلدية بيت لحم الاقتصادية، وقال: ان 'الوضع المالي للبلدية سيء للغاية، ونحن نامل ان تقوم الحكومة الفلسطينية بتسديد ما عليها من مستحقات والبالغة نحو مليون و200 الف شيكل بدل تنقل على الطرقات وضريبة للاملاك وجوانب اخرى، وقد وعدت بذلك'، وتابع: 'نحن نامل ان يتم تنفيذ هذا الوعد خلال ايام اي قبل عيد الميلاد المجيد الذي يحتفل به في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، حتى نتمكن من منح الوراتب للموظفين الذين لم يستلموها حتى الان، مع ملاحظة ان البلدية مدينة للبنوك بدل رواتب سابقة بنحو 800 الف شيكل'، مشددا ان الازمة المالية خانقة للغاية وقد تترك اثرا على سير هذه الاحتفالات التي ينتظرها الناس جميعها فبيت لحم تتحول كل الافئدة اليها في كل ارجاء العالم في مثل هذا الوقت من السنة.



وتطرق الدكتور بطارسة خلال حديثه الى الوضع السياحي اذ قال انه الجانب المشرق حتى الان في المعادلة نظرا لاعداد السياح المتزايدة الى بيت لحم حيث ان كافة الفنادق في المحافظة قد امتلأت حيث الحجوزات للغرف كاملة حتى على الاقل لشهر قادم وهذا سيترك اثره الايجابي على الحركة الفندقية والتجارية اي المحال والمطاعم وما شابه ونأمل ان تحل الازمات المالية الاخرى.



وفي الوقت ذاته فان المدينة ومحيطها لا زالت تختق من جدار الفصل العنصري والشريط الاستيطاني الذي يلفها ومجمل الممارسات الاسرائيلية المتمثلة بالحواجز العسكرية المقامة على مداخلها والاجتياحات الى المدينة وما جاورها من المدن والقرى والمخيمات، كل ذلك يفسد الفرحى بالاحتفال بهذه المناسبة



وقال بطارسة اننا مصممون على الاحتفال رغم جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالمدينة ومحيطها من كل الجوانب ليحاصرها ويحولها الى كانتون مغلق فرسالة بيت لحم في العيد واضحة وهي تحمل المحبة والسلام لمواطني بيت لحم ولكافة المواطنين في العالم، كما انها رسالة تاكيد على ان الشعب الفلسطيني مصمم



بيت لحم تتزين لاحتفالات عيد الميلاد

على مواصلة صموده حتى تحقيق كافة امنياته واهدافه وعلى الراس منها جلاء الاحتلال واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، مطالبا المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل لوقف كافة ممارساتها ومضايقتها لاهلنا وشعبنا.



وكان الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قد قال في تصريحات صحافية بان اسرائيل قد سلبت عيد الميلاد المجيد لاغراض سياسية حيث واصلت الاستمرار في التعامل مع القدس الشرقية المحتلة بأنها مقاطعة اسرائيلية خلافا للقانون الدولي.



وجاء ذلك تعقيبا على قرار اسرائيلي لاستضافة حفل استقبال في القدس الشرقية في 6 كانون الاول (ديسمبر) يسبق عيد الميلاد المجيد ودعوتها لدبلوماسيين ورؤساء كنائس وغيرهم من أفراد المجتمع.



وقال عريقات: 'هذا هو عرض آخر من سلسلة عروض تقوم بها اسرائيل لتشتيت وإلهاء العالم عن سياسات الطرد التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني'، مضيفا انه 'في الوقت الذي يرغب فيه المسيحيون بالاحتفال بهذا اليوم المقدس، تقوم وزارة السياحة الإسرائيلية بسلب عيد الميلاد المجيد لاغراض سياسية للترويج لأجندتها الاحتلالية. هذا العام أيضا،اذ واصلت إسرائيل قطع الصلة التاريخية بين القدس وبيت لحم من خلال بناء الجدار وتوسيع المستوطنات المحيطة بمدينة بيت لحم، بما في ذلك مستوطنتي هار حوما وغيلو'.



وكانت المدينة قد شهدت العديد من الفعاليات الشعبية المختلفة بهذه المناسبة من بينها سوق الميلاد الذي اقيم في ساحة المهد باشراف وتنفيذ العديد من المؤسسات من بينها بلدية بيت لحم حيث جرى عرض العديد من المنتوجات التي لها علاقة بهذه المناسبة المجيدة كالتحف الشرقية والتماثيل والزينة واشجار الميلاد، اضافة الى الماكولات والحلويات والمشروبات بهذه المناسبة بمشاركة دول من اوروبا.



وتخلل الفعاليات تقديم فقرات فنية وموسيقية واخرى ترفيهية للاطفال قدمها الفنان خالد المصو، وفقرات اخرى قدمتها جوقات مدرسة ' طاليطا قومي' وفرقة 'نحاسيات من أجل السلام'، إضافة إلى ورشات عمل فنية للأطفال.



كما شهدت المدينة يوم امس مسيرة شارك فيها نحو الف من اطفال فلسطين قدموا من كافة المدن في الضفة الغربية من بينها مدينة القدس حيث جابت المسيرة التي نظمتها المؤسسة المسيحية المسكونية شوارع المدينة وصولا الى ساحة المهد حيث اطلق على المسيرة 'بيت لحم قلب الميلاد'، ومن المتوقع ان تشهد المدينة مزيدا من النشاطات والفعاليات الاخرى في الايام والاسابيع القادمة، وصولا الى موكب البطريرك فؤاد طوال بطريرك اللاتين في الاراضي المقدسة الذي سينطلق صباح الرابع والعشرين من الشهر الجاري من القدس باتجاه مدينة بيت لحم حيث ستبلغ الاحتفالات ذروتها عندما يتراس قداس منتصف الليل فجر الخامس والعشرين من ذات الشهر وهو يوم عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي.



هذا وقد اعدت غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم العديد من البرامج بهذه المناسبة حيث اوضح انطون هودلي من مركز ترويج التجارة في الغرفة ان الغرفة وبهدف دفع القوة الشرائية في المحافظة قد نظمت حملة لجلب مواطني مناطق الخط الاخضر الى المحافظة من خلال تخصيص 40حافلة بدعم من الوكالة الامريكية للتنمية لنقل المواطنين من الداخل حيث تبدا هذه الحملة صباح العاشر من الشهر الجاري وحتى العاشر من الشهر القادم، كما ستنظم الغرفة معرض شجرة الميلاد في قاعة مركز السلام ايام 17 و18 و19 الشهر الجاري حيث سيعرض خلالها نموذجا لثلاثين شجرة ميلاد يتم خلالها التعرف على تقاليد 30 جهة دولية ودينية في كيفية تزيين شجرة الميلاد وستكون شجرة بيت لحم وتقليد تزيينها الشجرة الاهم والمركزية في هذا العرض الذي سيقام على هامشه ايضا بازار خيري صغير.