لقاء تركي ـ إسرائيلي في جنيف: أردوغان وداود أوغلو يضفيان الطابع «الإنساني» على مساعدة إسرائيل

تتفاعل قضية مساعدة تركيا لإسرائيل في إخماد حرائق الغابات في جبل الكرمل في اتجاهات تؤشر إلى مرحلة جديدة في العلاقات بين الدولتين، في وقت قال فيه رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان انه «لن نترك اليد الممتدة الينا معلقة في الهواء، وسنقابل اية خطوة بخطوة مماثلة على ان تكون صادقة».
ففي مدينة سيواس جدد اردوغان امس انفتاحه على اسرائيل بالقول انه «كما مدت تركيا يد المساعدة الى باكستان وهايتي وتشيلي وتبليسي فهي تمتد اليوم وبنفس الحساسية الى حيفا، وهذا نابع من إنسانيتنا وضميرنا وثقافة المساعدة التركية». لكنه أردف محذرا من ان «يحمل أحد هذا الكلام الى مكان آخر»، مكررا انه «ما لم يتم تنظيف الدماء التي أريقت في البحر المتوسط، وما لم تمح اسرائيل اللطخة السوداء، فلا ينتظر احد منا ان نسكت عن الحق والعدالة».
وقد ذكر رئيس هيئة الطيران عثمان يلديريم ان التعليمات قد صدرت اليه في الساعة الثانية والربع من فجر الجمعة الماضي من أجل ان تقلع الطائرات التركية حالا لتتوجه الى اسرائيل لإخماد الحرائق!
وللمرة الثانية يعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن شكره لتركيا على إرسال طائرات خاصة بمكافحة الحرائق. إذ اعتبر نتنياهو أن الخطوة التي أقدم عليها اردوغان «تليق بإشادة كبيرة». وقال «أنا أعرف أن اردوغان شخصيا هو الذي اتخذ القرار. وإسرائيل ستجد الوسيلة المناسبة لكي تظهر تقديرها للجهود التركية».
واستتبع موقف نتنياهو برسالة إشادة خاصة من جانب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. وبعث رئيس اتحاد مكافحة التشهير أبراهام فوكسمان برسالة إلى اردوغان يعرب فيها عن سروره لإرسال طائرات تركية لإخماد الحرائق في إسرائيل. وقال، في الرسالة، إن «بعض الكوارث يمكن أن تكون وسيلة لتجمع الأصدقاء من جديد ولإحياء العلاقات مجددا». وأضاف ان «الطلب التركي في مساعدة إسرائيل من دون قيد أو شرط يمكن أن يخرج شيئا جيدا من بين رماد هذا الحريق الهائل». واعتبر أن «ردة فعل تركيا العاجلة والبناءة هي تذكير بالروابط العميقة والتاريخية بين إسرائيل وتركيا».
وفي طريقه إلى المنامة في البحرين حيث يشارك في اجتماعات مؤتمر الأمن الإقليمي، دخل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على خط المساعدة التركية إلى إسرائيل، بالقول إن تركيا اتخذت بكامل إرادتها قرار المساعدة، معتبرا أن القرار اتخذ اثر اجتماع عقده اردوغان فور علمه بنبأ اندلاع الحرائق.
وقال داود اوغلو إن المساعدة التركية لإسرائيل هي قبل أي شيء «دَيننا للناس في هذا المنطقة». وأضاف «عندما يتعلق الأمر بوضع إنساني تتراجع كل القضايا الأخرى». وتابع «إذا لم نعط قيمة لأمن الطفل الذي في غزة بمقدار الأمن الذي للطفل في تل أبيب فلن يكون سلام في المنطقة». وأوضح «يجب أن نقبل أن لكل الأطفال في المنطقة الحق بالأمن».
من جهتها، ذكرت صحيفة «راديكال» أن الخطوة التركية تجاه إسرائيل فتحت الباب أمام الدولة العبرية لتقدم اعتذارا لتركيا. لكن الصحيفة تقول إن إسرائيل تفكر بتقديم «اعتذار إنساني» وليس حقوقيا أو سياسيا. لكن مسؤولا تركيا رفيع المستوى ذكر للصحيفة إن «الاعتذار هو اعتذار. وهو يتضمن كل شيء وبطبيعة الحال هو عبارة عن «ندم» وعليه مترتبات قانونية ومنها التعويض».
وكرر الرئيــس التركي عبد الله غول، في مقابلة مع قناة «يورونيــوز» بثت أمس الأول، أن «القوات الإسرائيلية قتلت 9 مواطنين أتراك عندما هاجمت سفينة «مرمرة» في المياه الدولية للبحر المتوسط، وليس من السهل بالنسبة لتركيا أن تنسى هذا العمل وتواصل علاقاتها مع إسرائيل طبيعيا». وانتقد سياسة تل أبيب، مشددا على أنه لا يمكن إسرائيل أن تستفيد من إمكانيات حلف شمال الأطلسي، ولا يمكن أن تسمح تركيا بذلك، وقد كان موقفها واضحا خلال قمة الحلف في لشبونة.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة «فرانس برس» أن مدير عام وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو التقى في جنيف مسؤولاً إسرائيلياً لمناقشة سبل تجاوز الأزمة الدبلوماسية القائمة بين الدولتين. وقال «أستطيع أن أؤكد أن اجتماعاً عقد اليوم (أمس) في جنيف». ولم يكن قادراً على تحديد هوية المسؤول الإسرائيلي.

» أردوغان: الأسد صديق لكنه تأخر في الإصلاح... وأحداث سوريا شأن داخلي تركي
» وماذا لو قصفت إسرائيل مكان اجتماع نصر الله وداود أوغلـو والشـيخ حمـد؟
» إسرائيل: أردوغان يسعى لمغازلة العرب على حسابنا
» أوغلو يدين مخطط إسرائيل لتهويد ساحة البراق
» إسرائيل تمنع دخول تركي بدعوى صداقته لمؤلف 'وادي الذئاب'