وماذا لو قصفت إسرائيل مكان اجتماع نصر الله وداود أوغلـو والشـيخ حمـد؟

ياشار ياقيش سفير تركي سابق في القاهرة وأول وزير خارجية لسلطة حزب العدالة والتنمية في نهاية عام 2002. عثمان قوروتورك من السفراء الأتراك العريقين، وهو الآن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري العلماني المتشدد في حلته المتجددة بزعامة كمال كيليتشدار اوغلو.
الإثنان شاركا في برنامج «كواليس أنقرة» على محطة «سي ان ان تورك» الذي يقدمه الصحافيان فكرت بيلا ومراد يتكين. وتناول البرنامج عددا من موضوعات السياسة الخارجية التركية، والدروس التي يمكن اخذ العبر منها ولا سيما المسألتين اللبنانية والقبرصية.
قوروتورك انتقد بعض مبادرات وزير الخارجية احمد داود اوغلو. وقال إن خطوة داود اوغلو في اللقاء مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله كانت في غير محلها، مضيفا إن مبدأ الخارجية التركية قبل أي شيء هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
واعتبر انه على الرغم من أن ذلك لا يعني أن على تركيا البقاء بالكامل متفرجة لكن التدخل بعمق في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية ليس عملا صائباً. واعتبر أن داود اوغلو ارتكب مجازفة كبيرة بالاجتماع مع نصر الله ورئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ملجأ سري. وتساءل «لو أن إسرائيل، ولو عن طريق الخطأ قصفت ذلك الملجأ من دون أن تدري أن فيه وزير خارجية تركيا، فما الذي كان يمكن ان يحصل؟».
ويقول قوروتورك طبعا إن إسرائيل لن تقصف ذلك المكان في حال علمت بوجود وزير خارجية أي دولة، لكن الأمر يتعلق في ما إذا كانت لا تعلم وقامت بمثل هذا القصف.
وعن القضية القبرصية تحدث ياقيش فقال إن ربط أوروبا عضوية تركيا بالقضية القبرصية أمر خاطئ. وأضاف «لو كانت أوروبا تريد عضوية تركيا لكانت فعلت ذلك حتى من دون حل للمشكلة القبرصية». وقال في طرح معاكس انه «إذا كانت أوروبا لا تريد ضم تركيا فإنها لن تفعل ذلك حتى لو حلت المشكلة القبرصية، لذلك فإن ربط العضوية الأوروبية بالقضية القبرصية أمر خاطئ».
وقال ياقيش إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يعارضان اليوم تركيا، ولكن غدا لا ندري أين سيصبحون. ورأى أن 25 في المئة من الأوروبيين يعارضون قطعا انضمام تركيا و25% يؤيدون بالكامل انضمامها، وعلى تركيا أن تعمل على نسبة الخمسين في المئة المتبقية.
واقترح قوروتورك أن تكثف تركيا جهودها للاعتراف الدولي بقبرص التركية، وعندها سيغير القبارصة اليونانيون واليونان نظرتهم إلى القضية القبرصية، أما ياقيش فدعا أنقرة إلى حسم خياراتها: هل تريد قبرص موحدة أم مقسمة، وفي ضوء الخيار يتم تحديد السياسات والخطوات.
وفي مداخلة للرئيس السابق سليمان ديميريل قال إن القضية القبرصية خرجت من أن تكون ورقة بيد أوروبا، وان على أنقرة أن تذلل العقبات الأخرى التي تضعها أوروبا أمام العضوية التركية.