واشنطن بوست: تجدد النفوذ السوري يثير قلق أميركا وإسرائيل

واشنطن: نشرت صحيفة 'واشنطن بوست' تحت عنوان 'تجدد النفوذ السوري يثير القلق في الولايات المتحدة وإسرائيل'، نقلت فيه عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن 'تدخل سوريا الجديد في لبنان ونقلها لأسلحة جديدة معقدة إلى حزب الله أثار انزعاج المسؤولين الأميركيين ودفع الجيش الإسرائيلي إلى بحث مهاجمة مخزن الأسلحة السوري الذي يمد حزب الله بالأسلحة'. وأوضح التقرير أن 'الأدلة على عودة سوريا إلى الساحة وتزايد نفوذها في المنطقة أثار إحباط المسؤولين الأميركيين، الذين كانوا يأملون تغيير السلوك السوري.

إلا أن إدارة أوباما فشلت حتى الآن في إقناع سوريا ـ عبر أسلوب التعامل ـ بالتخلي عن دعمها لحزب الله وإنهاء تحالفها مع إيران. حيث صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لصحيفة النهار اللبنانية تشرين الثاني الماضي قائلة: 'لم يحقق سلوك سوريا آمالنا وتوقعاتنا على مدار الأشهر الـ20 الماضية، كما لم تتفق والتزاماتها الدولية. ولكن ما يزال بإمكان سوريا اتخاذ طريق آخر كما نتمنى'.

وأشار التقرير إلى أن 'سياسة الحوار الأميركية مع سوريا فشلت في وقف تدفق الأسلحة عبر الحدود أو في إقناعها بالتخلي عن زعماء الحركات المسلحة الفلسطينية أو وقف تدخلها في لبنان، مما أدى إلى تقويض الجهود الأميركية لتعزيز الاستقلال اللبناني بعيدًا عن السيطرة الخارجية'. ولفت التقرير الى أن 'المظاهرات المعادية لسوريا في لبنان دفعتها إلى الانسحاب، بينما تدهورت العلاقات السورية مع أغلب الحلفاء الإقليميين. غير أن الدلائل اليوم تشير إلى عودة سوريا بشكل أقوى من ذي قبل، وذلك بعدما وقعت اتفاقات تجارية مع الهند وتركيا مؤخرًا، مما قوض العقوبات الأميركية ضد سوريا. في الوقت ذاته، تلعب سوريا دورًا مهمًّا في العراق، حيث لجأ إليها العديد من قادة العراق السياسيين طلبًا للمشورة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

كما لا يزال تحالفها مع إيران قويًّا، وكذلك دعمها لحزب الله اللبناني'. وزاد التقرير أن 'النفوذ السوري في لبنان يبدو الآن أكثر عمقًا، حتى أن بعض المفكرين اللبنانيين يرون أن سوريا تتحكم في لبنان عن بعد بأفضل مما كانت تتحكم فيه حينما كانت قواتها موجودة على الأراضي اللبنانية. إذ إن المناصب الأمنية المهمة في لبنان مثل مدير الاستخبارات العسكرية اللبنانية ورئيس الأمن العام اللبناني تخضع لسيطرة أشخاص وافقت سوريا على تعيينهم. كما لا تستطيع الحكومة اللبنانية اتخاذ أي قرار مصيري من دون استشارة سوريا أولاً'.