'واشنطن بوست': 'هل تملك الولايات المتحدة استراتيجية تجاه اسرائيل؟'

أعد غلين كيسلر تقريراً نشرته صحيفة 'واشنطن بوست' الاميركية تحت عنوان 'خبراء يتساءلون ما اذا كانت الولايات المتحدة لديها استراتيجية حقيقية لاسرائيل'، أورد فيه اعلان ادارة الرئيس الاميركي أوباما أن الخلاف الذي استمر عشرة أيام مع اسرائيل أوشك على الانتهاء، وذلك بعدما أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن هذه المواجهة 'أتت بثمارها' وقد تؤدي الى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل. غير أنه مع هدوء اللغط الذي صاحب هذه المواجهة الدبلوماسية، يتساءل بعض المحللين عن حقيقة ما جنته الادارة الأميركية من ذلك، وما اذا كانت لدى المسؤولين الأميركيين استراتيجية لتحقيق أهدافها. وكانت كلينتون قد صرحت في موسكو، بعد اجتماعها ووسطاء الشرق الأوسط، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قدم أفكاراً 'مفيدة وبناءة' لاعادة عملية السلام الى مسارها. ولكن يبدو أن هذه العروض لا تحقق ما طلبته كلينتون في المحادثة الهاتفية التي أجرتها مع نتانياهو 12 مارس الجاري في أعقاب اعلان اسرائيل خطة بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية أثناء زيارة نائب الرئيس جو بايدن.

هذا وتتوقع مصادر مطلعة للصحيفة أن تركز أغلب مقترحات نتانياهو على تلميحات للجانب الفلسطيني ومحاولة مبهمة للتأكد من أن اقامة الوحدات الجديدة في القدس الشرقية لا تثير مزيداً من الجدل.

واوضح التقرير أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أرسل لكلينتون وثيقة رسمية تحدد العروض التي يقدمها، قبل أن يلتقي بها في واشنطن أثناء وجوده لالقاء كلمة أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية الاسرائيلية 'ايباك'. غير أن دبلوماسيين ألمحوا الى أن البيت الأبيض لا يزال يفتقر الى القنوات الخلفية التي ستساعد الرئيس أوباما ونتانياهو في مناقشة القضايا الشائكة بشكل مباشر، وان كانت المواجهة الأخيرة قد شهدت نوعاً من تلك القنوات الخلفية التي عمل من خلالها المحامي الاسرائيلي اسحاق مولكو مع دينيس روس، المسؤول بمجلس الأمن القومي.

ولفت التقرير الى أن الادارة الأميركية تعرضت العام الماضي لانتقادات من العالم العربي حينما وافقت على الوقف المؤقت لبناء المستوطنات، رغم أنها طالبت منذ البداية بالتجميد التام للمستوطنات. من جهتها، دافعت كلينتون عن الادارة في حوارها مع بي بي سي، قائلة ان الادارة لم تفقد مصداقيتها بسبب معالجتها للأمر وانه في الدبلوماسية 'يبدأ الجانبان وبينهما مسافات شاسعة، ثم يحاولان تضييق تلك الخلافات والاقتراب قدر المستطاع'.
غير أن المسؤولين الأميركيين تعلموا الدرس بحسب التقرير ولم يكشفوا ماهية المطالب الأميركية التي أبلغتها كلينتون لرئيس الوزراء الاسرائيلي حتى يمكن تقنين العقبات الدبلوماسية اذا لم يلتزم الاسرائيليون بالمطالب الأميركية.