د. واصل ابو يوسف نبحث عن بدائل بعد فشل المسيرة السياسية للتسوية

اكد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف بان المسيرة السياسية لعملية التسوية قد فشلت بعد الفشل الاميركي في الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة لوقف الاستيطان.

وقال ابو يوسف في تصريح صحفي ان الادارة الاميركية تقوم بالالتفاف حول هذا الفشل من اجل تبيان ان هناك مسيرة سياسية مستمرة من خلال حراكها الذي يبدو انها تحاول ادارة ازمة وليس حل الازمة.

واضاف ان المسيرة السياسية قد فشلت بعد ان قطعت حكومة نتنياهو كل امكانية في الحديث عن نجاح هذه المسيرة خاصة وقف الاستيطان ووقف تهويد القدس وايضا من خلال ما تقوم به من اشتراطات ولاءات ومحاولة شطب حقوق الشعب الفلسطيني.

واشار ابو يوسف الى ان الموقف الفلسطيني واضح بانه لا يمكن العودة الى اي مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة الا بوقف كامل للاستيطان بما فيه في مدينة القدس ودون مرجعية للمفاوضات.
واضاف: لقد بات واضحا بان كل الجهود والرشاوى التي قدمتها الادارة الاميركية لحكومة نتنياهو قد فشلت وبالمقابل فان الابتزاز الذي قام به نتنياهو للادارة الاميركية قد نجح في عملية قطع الطريق على نجاح اي حديث عن هذه العملية السياسية.

واوضح بان الادارة الاميركية تحاول الالتفاف على فشلها من خلال اشعار العالم بانها مستمرة في تحريك العملية السياسية، واضاف: ان ما تقوم به الادارة الاميركية قد فشل فشلا ذريعا في ان تكون راعية للمسيرة السياسية خاصة في ظل انحيازها ووقوفها الى جانب حكومة نتنياهو المتطرفة، لذلك فهي تحاول الاستفادة من الوقت وتتحدث عن ضرورة ان يكون هناك موفد فلسطيني وايضا موفد اسرائيلي للذهاب الى واشنطن للالتقاء بوزيرة الخارجية والمبعوث ميتشل.

وتابع الامين العام لجبهة التحرير ان الادارة الاميركية غير جادة في الحديث عن امكانية التوصل الى اتفاق اطار حتى الصيف القادم من خلال مفاوضات غير مباشرة، وهي تحاول الاستفادة من الوقت وايضا حكومة نتنياهو ستستفيد من هذا الوقت في عملية الاستيطان ومضاعفته وتهويد القدس بشكل مستمر.

واشار الى ان اللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ناقشت امس الخيارات والبدائل المطروحة بعد المستجدات الاخيرة "ولربما ان الاساس في عملية البدائل هو الذهاب الى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة اي المجتمع الدولي" واضاف: ان اجتماع لجنة المتابعة في الجامعة العربية ستتم دعوته للاجتماع يوم الخميس وبالتالي لا بد ان يكون هناك موقف فلسطيني عربي واسلامي ومع دول عدم الانحياز.

وانتقد امين عام جبهة التحرير بشدة نهج الولايات المتحدة الذي يعطي "إسرائيل" فسحة زمنية لتوسيع المستوطنات وتعميق سيطرتها على الأرض، مشيرة إلى أن أمريكا تراجعت مرة أخرى أمام الغطرسة الإسرائيلية.

واعتبر ان هناك حاجة الى بديل فعلي، الامر الذي يجعل المقاومة السياسية جزءا من المقاومة بكافة اشكالها في هذه المرحلة، داعيا الى تتويج ذلك باستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة الموقف في مواجهة الاحتلال الجاثم على الارض.

وأوضح ابو يوسف ان إسرائيل تريد مواصلة الاستيطان وساعدها الأمريكيون بمنحها الوقت للتوسع..لتأخذ المزيد من الأرض..المزيد من الموارد ولتجعل حياتنا أكثر عسرا".

وشدد على اهمية التحول العالمي في الموقف من القضية الفلسطينية يستدعي مواقف جريئة من منظمة التحرير وكافة القوى الفلسطينية وانهاء المراهنة على المفاوضات ، معتبرا ان نعي الولايات المتحدة للمفاوضات هو نعي لاتفاقيات اوسلو ايضا.

وأكد على وجوب أن يكون إنهاء الاحتلال على وجه السرعة ركيزة أي مفاوضات، مضيفا أن إسرائيل تعمل من أجل ترك الفلسطينيين "كدويلة مؤلفة من مراكز سكانية،تحيط بها كلها المستوطنات ، واشار ان الاحتلال والاستيطان يسيطران على 60% من الضفة الغربية، منها حوالى 46 % للمستوطنات والمخططات الهيكلية التوسعية للمستوطنات في الضفة والقدس.

ورأى ابو يوسف أن ترسيخ السلام العادل والشامل في المنطقة يتوجب على حكومة الاحتلال أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التي هجر منها وحقه في تقرير مصيره بإقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وفقاً لما أقرته الشرعية الدولية بقراراتها 242 و 338 و 194 ،والاعتراف بالمسؤولية المباشرة عن تهجير وتشريد الشعب الفلسطيني من ديارهم عام 48 والمأساة التي لحقت به والإقرار بعودة اللاجئين إلى ديارهم طبقاً لما نص عليه القرار 194 .

وقال امين عام جبهة التحرير ان النتائج التي افضت اليها المفاوضات وتداعياتها على الارض والانسان الفلسطيني، والثمار المره لتجاهل قوانين وثقافة وقيم مرحلة التحرر الوطني التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تحتم علينا ان نعيد النظر في اساليب ادارة الخلافات والتناقضات والعمل من اجل انهاء الانقسام السياسي والجغرافي من خلال حوار وطني شامل ولقاء القوى الوطنية والإسلامية ، والتوافق على استراتيجية وطنية كفاحية ، تبنى على اساس ديمقراطي تضمن الشراكه الوطنيه عبر الانتخابات الشاملة للمنظمة والسلطة والبلديات والبنى الاجتماعية كافة وتضع في اعتبارها النتائج والدروس للتجربة النضالية للشعب الفلسطيني والتغيرات الجارية في المنطقة والعالم بما يعزز الصمود الوطني ويضع حداً للتفرد الامريكي الاسرائيلي واهدافه في وأد ثقافة المقاومه والهيمنة وفرض التبعية والعبودية على شعوب المنطقة .

ودعا الى رؤية عربية اقليمية تستخلص مصالح شعوب ودول المنطقة، يمكن أن تضع الولايات المتحدة أمام مسؤولياتها عن التوقف بالدعم الاعمى للاحتلال وسياساته العدوانية والتوسعية وعن الكيل بمكيالين والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني التي يكفلها القانون الدولي وقرارت الشرعيه الدوليه ذات الصله.