الدكتور واصل ابو يوسف : نحن مصمومون على خوض المعركة الدبلوماسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل ابو يوسف أن طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الأمم المتحدة يأتي في سياق تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، وهو مطلب مشروع لشعبنا على طريق تحرير الارض واقرار حقوق الشعب الفلسطيني وخاصه حق العودة للاجئين من ابناء شعبنا الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها على اثر النكبة الاليمة والمأساة التي حلت بهم .
ولفت امين عام جبهة التحرير في حوار صحفي بأن نقل ملف القضية الفليسطينية لهيئة الامم المتحدة يأتي في ظل الصراع مع الاحتلال باعتباره صراع شاق وطويل ولم يزل قائماً بشروطه الموضوعية والذاتية، الأمر الذي يستدعي انتهاج سياسة يدعمها العمل السياسي والدبلوماسي ومن اجل التأكيد على التمسك بالثوابت الفلسطينية وقرارات الاجماع الوطني والدعوة لعقد المؤتمر الدولي تحت إشراف الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
واشار ابو يوسف ان كلمة الرئيس محمود عباس في الامم المتحدة الهبت مشاعر الحضور ، ونحن مصمومون بأعادة ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ، ولا يمكن العودة الى مسار المفاوضات الثنائية بالمرجعية الأمريكية التي أكدت التجربة فشلها على مدار 20 عاماً وانحياز الادارة الامريكية الى جانب حكومات الاحتلال .
وقال أن قرار الكونغرس الامريكي بوقف مساعدات للسلطة الفلسطينية بقيمة 200 مليون دولار لن يثني الشعب الفلسطيني وقيادته عن استمرارهم في معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة ونضالهم من اجل الحرية والاستقلال والعودة .
واعتبر ان هذا الموقف الامريكي يؤكد بما لا يدعي الشك وقوف الادارة الامريكية المنحاز لحطومة الاحتلال ، وبأتي خلافا لادعاءاتها عن الديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
واشار ان الجانب الفلسطيني قرر عدم العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل وفق ما طالبت به الرباعية الدولية ، بشروط إسرائيلية وأمريكية معتبراً إن الكرة ليست بالملعب الفلسطيني،وهذا يتطلب من الرباعية تحيد موقفها بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية والاعتقال والعدوان في معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة ، واعتبر بأن الرد الحقيقي لحكومة الاحتلال الوقف الكامل والشامل للاستيطان وتحديد مرجعية واضحة للمفاوضات ترتكز على قرارات الشرعية الدولية، ووضع حد لاستهتار حكومة الاحتلال والاستيطان والحصار بالقانون الدولي والإنساني وحقوق الشعب الفلسطيني.
واشار هناك امتعاض رسمي وشعبي من سياسة بلير وعلى هذه الارضية يجب مقاطعته لانه لم ينقل المواقف الفلسطينية للاطراف الدولية بشكل دقيق مع انحيازه الواضح لاسرائيل ووجهة نظرها.
وقال ان انتفاضة الأقصى اتت ردا على المخططات الصهيونية وتدنيس المسجد الاقصى ، ودعما لصمود القيادة الفلسطينية في وجه الاملاءات والشروط الامريكية الاسرائيلية على الرئيس الشهيد ياسر عرفات في كامب ديفيد 2 ، وشكلت لنا بتضحياتها الجسام وبشهدائها وشهيداتها الابرار وعلى راسهم رمز فلسطين الرئيس ياسر عرفات وابو علي مصطفى وابو العباس والشيخ احمد ياسين نموذجا نحو طريق الحرية و تحرير الأرض ، واليوم شعبنا يستكمل عبر مقاومته الشعبية طريقاً أساسياً في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه في القدس المحتلة او مسيراته الشعبية في بلعين ونعلين والمعصرة او في ثبات الفلسطينيين امام محاولات التهويد والتشريد وتضييق الخناق والحصار كما كان النضال السياسي والدبلوماسي على جبهة اخرى يشكل خطوة نضالية لكسب الرأي العالمي بهدف محاصرة دولة الاحتلال.
ونواه انه ممكن ان تندلاع هبة شعبية كبيرة في ظل ما يجري في القدس من تغيير معالم المدينة الاسلامية والمسيحية وتهويد وتهجير وتطهير عرقي اخطر واسوأ من نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، ومع ذلك فشعبنا صامد وثابت على ارضه ، ولكن اي انتفاضة ثالثة ستكون مدروسة حتى لا يكون هناك تأثيرات سلبية على مجرى الانتفاضة وتكون شعبية وبمشاركة كل الشعب الفلسطيني في معركة الحرية والاستقلال .
وشدد ابو يوسف على اهمية ترتيب الوضع الداخلي وتطبيق اتفاق المصالحة وتنفيذ الاليات وإشاعة مناخ الشراكة السياسية والديمقراطية في كل مناحي حياة المجتمع الفلسطيني وتشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة للاشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تم التوافق عليها ، والتوافق على استراتيجية وطنية ، وتغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة ، وأن يبقى التناقض الرئيس مع الاحتلال , لآن الوحدة الوطنية هي الشرط الأساسي لانتصار شعبنا الفلسطيني لتحقيق أهدافه الوطنية.
ورأى انه في ظل ربيع التحولات الديمقراطية في الوطن العربي والتي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على صوابية وعلمية الفكرة والنظرية نرى انها ستشكل هادياً لنضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية.
ودعا امين عام جبهة التحرير القوى والهيئات الشعبية العربية والبرلمانات العربية والدولية وكافة منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المعنية الى دعم قضية الأسرى ونضالات الحركة الأسيرة في معركتها البطولية وإضرابهم عن الطعام من أجل وقف سياسة العزل وانتهاكات وجرائم سلطات الاحتلال والتي ترتكب بحق الأسرى وذويهم وفي طليعتهم القادة مروان البرغوثي واحمد سعدات ومحمد التاج والاسرى الذين مضى على اعتقالهم اكثر من 33 عاما بينهم اكرم منصور ونائل وفخري البرغوثي وعيرهم من الاسرى والاسيرات ،والتي تؤكد الحاجة لوضع سلطات الاحتلال موضع المساءلة حتى نيلهم الحرية للأسرى من سجون الاحتلال.
وختم ابو يوسف بالقول ان القرار الفلسطيني سيمضي قدما في التمسك بالشرعية الدولية وضرورة تنفيذ قراراتها ذات الصلة لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.