'جل البحر' يغرق في المياه

عشرات البيوت في مخيم 'جل البحر' شمال مدينة صور جنوب لبنان غرقت بمياه الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين وتضررت عشرات أخرى جراء هيجان أمواج البحر الذي صاحب المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة مؤخرا.

والرئيس محمود عباس أصدر قرارات عاجلة لمساعدة أبناء المخيم المنكوب، وأمر بتسليمهم مبالغ مالية للخروج من محنتهم، التي كانوا قد رحبوا بها وثمنوا المبادرة.

'وفا' تجولت يوم أمس في أزقة المخيم الغارقة بالمياه ودخلت منازل اللاجئين الذين عبروا عن شكرهم الكبير للرئيس عباس على هذه اللفتة الإنسانية التي خص بها أبناء المخيم، مطالبين المجتمع الدولي و'الأنروا' بتحمل مسؤولياتها والتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية للتخفيف من مآساتهم التي تضاعفت قسوة وصعوبة خلال اليومين الماضيين بسبب العاصفة والرياح التي تضرب لبنان والتي أدت إلى تهجير العائلات وهدم منازلها.

الحاجة مريم درويش وقفت أمام منزلها الذي اجتاحته مياه البحر والأمطار، ورفعت يديها إلى السماء داعية الله التخفيف من معاناتهم، موجهة الشكر للرئيس عباس والدعاء إلى الله 'بمنحه الصحة وطول العمر'.

الحاج أبو محمود عواد، في الثمانينيات من عمره، قال 'تفضلوا بالدخول إلى المنزل إذا كنتم تستطيعون'، نظرنا من بعيد حيث تعذر الدخول، المياه تغمر المنزل البائس، والأثاث تحول إلى ركام توزع في زواياه، بكى العجوز وقال 'من يحمينا ومن يرفع عنا الظلم والقهر'.

وخلال تجولنا في أزقة المخيم والمنازل التي جرفت أمواج البحر بعضا من جدرانها وأسقفها بسبب شدة الرياح، وتألمنا حين شاهدنا بعض الأطفال وهم يجمعون ما تبقى من كتبهم المدرسية.
الطفل خالد معروف رفع سرواله إلى أعلى وسبح في المياه التي اجتاحت منزل والده بحثا عن أغراضه الشخصية وكتبه ودفاتره.
وعاش الأهالي أحوالاً عصيبة على مدى اليومين الذين ضربت فيهما العاصفة لبنان، حيث دخلت المياه البيوت ودمرت واجهاتها وأتلفت الأثاث، وأدت الرياح القوية إلى تطاير أسقف المنازل المكونة أصلاً من ألواح 'الزينكو' حيث اضطر ساكنوها إلى إخلائها.

وشملت الأضرار ما يقارب السبعين منزلاً ما بين تضرر كلي وجزئي. ومنذ صباح اليوم الأول للكارثة هرعت الجهات المسؤولة اللبنانية والفلسطينية وعلى رأسها بلديتا صور والعباسية والقوى الأمنية وأمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر الاقليم أبو أحمد زيداني، ومدير منطقة صور في 'الأونروا' فوزي كساب واللجان الشعبية في منطقة صور، للتعامل مع الموقف بسرعة حيث شكلت فريق طوارئ وأجرت سلسلة من الاتصالات لتأمين المأوى للمتضررين.

وقال أبو العردات: حضرنا إلى هنا نمثل الرئيس أبو مازن الذي يتابع تفاصيل أوضاع شعبنا ومعاناتهم هنا... ومهمتنا الأولى هي ايواء هذه العائلات بالتعاون مع 'الأونروا' وبلديتي صور والعباسية... وسنعمل على تخفيف المعاناة وسنقدم مساعدة مباشرة من أجل تأمين ضروريات الحياة. ايضاً نقوم بعمل مسح للأضرار للقيام بما يلزم فيما بعد.

واعتبر زيداني أن ما يجري هو 'كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى... والقيادة الفلسطينية المحلية وبتوجيهات من الرئيس أبو مازن موجودة إلى جانب شعبنا مع وكالة 'الأونروا'، وهناك عمل جدي لمسح الأضرار، والعمل بكل سرعة لضمان سلامة حياة المواطنين في المخيم خاصة مع استمرار العاصفة'.

وشكر زيداني بلديتي صور والعباسية والقوى الأمنية التي ساعدت على رفع الأضرار.

بدوره، أكد مدير منطقة صور في 'الأونروا' فوزي كساب أن 'الأونروا' شكلت فرق طوارئ إغاثية وهندسية وطبية لمساعدة المتضررين.

وأشار إلى أن فريقا من المهندسين يمسحون الأضرار ويقيمونها، مضيفا أنه على المستوى المباشر تم الاتصال بالمدير العام لـ'الأونروا' الذي أعطى تعليماته بتأمين المواد الإغاثية الأولية للمتضررين من فراش وأغطية ومواد غذائية. مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى حل بعيد المدى.

يشار إلى أن أمواج البحر المرتفعة والأمطار أصابت أيضاً البيوت المواجهة للبحر في مخيم الرشيدية وأصابت ما يقارب ثلاثين بيتاً بأضرار متفاوتة.

» <تجمّع جل البحر> - صور تحت مقصلة خطر مياه البحر والأوتوستراد السريع
» وزراء المياه العرب يقرون إقامة مؤتمر دولي حول 'المياه في فلسطين'
» جلّ البحر: العاصفة مرت من هنا
» سلطة المياه: قطع المياه والكهرباء إمعان في الحصار
» سلطة المياه ومعهد 'كارلسوه' الألماني يوقعان اتفاقية الإدارة المستدامة لمصادر المياه التاريخ : 2/11/2010 الوقت : 11:04