الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية يحذر من عدوان جديد على قطاع غزة

حذر الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل ابو يوسف من عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة،وقال في حوار مع روسيا اليوم ووسائل اعلامية إن ما يجري حالياً في قطاع غزة من قِبل الاحتلال يشبه ما جرى في نوفمبر عام 2008، عندما قامت إسرائيل باستفزازات متتالية للفلسطينيين .

وأوضح أبو يوسف أن القيادة الفلسطينية بحثت في خيارات وبدائل في ظل تعثر المفاوضات وخاصة خيار الذهاب إلي مجلس الأمن الدولي علي أساسين عدم شرعنة الاستيطان الإسرائيلي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وحفظ وحماية حقوق جميع اللاجئين الفلسطينيين والتوجه ثانيا الى الجمعية العامة للامم المتحدة لانتزاع اعتراف منها بالدولة الفلسطينية والاستناد الى حملة واسعة لفرض العزلة والعقوبات على اسرائيل.

وقال ان الأجواء الدولية مهيئة اليوم لكافة الخيارات، وقد عملت اوساط فلسطينية على استنهاض حملة شعبية واسعة لدعم الشعب الفلسطيني، وقد نجحت في ذلك، حيث ان هناك ضغطا شعبيا رائعا وحملة مقاطعة وفرض عقوبات على حكومة الاحتلال.

وأشار إلى أن الاحتلال عموماً وحكومته اليمينية المتطرفة تحديداً، لا تؤمن ولا تسعى لأية تسويات سياسية، فهي تحاول أيضاً لجانب طبيعتها العدوانية والإجرامية التهرب من أي ضغوطات دولية تنهي الاحتلال وتسلم بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتي أقرتها كافة قرارات الشرعية.

واشار الى ان مقاومة المحتل الإسرائيلي الذي يلتهم الأرض ويستوطنها ويعمل على تهويد مدينة القدس، يدعونا دوماً للمزاوجة الخلاقة والواعية بين المفاوضات والمقاومة المشروعة ،ومن يعتقد ان هذا الاحتلال سيرحل بمفاوضات غير متكافئة مخطئ تماماً، ودوماً مطلوب إسناد المفاوضات بفعل كفاحي على الأرض.

واضاف ان اعتراف البرازيل والارجنتين ومن بعدهما الاكوادور وبوليفيا بدولة فلسطين يفتح الطريق أمام دول الاتحاد الأوروبي وجميع الدول المحبة للعدل والحرية والديمقراطية والسلام للسير في الطريق الصحيح، الذي يختصر على شعوب المنطقة المزيد من المعاناة، مثلما يفتح الطريق أمام تسوية شاملة ومتوازنة للصراع في المنطقة، توفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين وعاصمتها القدس، واكد بأن هذا الاعتراف يعبر عن ارادة حرة يرفض الخضوع للضغوط، التي تمارسها الإدارة والكونغرس الأميركي على العديد من الدول لمنعها من التعبير عن ارادتها والانتصار للقانون الدولي والشرعية الدولية في مواجهة السياسة العدوانية الاستعمارية الاستيطانية التي تمارسها دولة الإحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

وشدد امين عام جبهة التحرير على بذل مزيد من الجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس وثائق الإجماع الوطني إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني للعودة الى الحوار الوطني الشامل بين جميع الفصائل لاستكمال نقاش نقاط الخلاف كما كان في حوار القاهرة بعيدا عن الثنائية الذي تؤدى إلى محاصصة وتكرس الأمر الواقع.

ودعا الى إطلاق الحريات الديمقراطية وتهيئة الأجواء للحوار الوطني الشامل وعدم التعامل مع ردود الأفعال وإغلاق ملف الاعتقال السياسي ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة التي تسمم الأجواء وتشيع الإحباط وتباعد من موضوع المصالحة.

واضاف أن تصريحات قادة حركة حماس الأخيرة حول المصالحة وملف الاعتقالات السياسية عقدت أمور المصالحة، ولا تخدم مساعي إعادة الوحدة الداخلية.

وقال أن دماء شهداء العدوان الإسرائيلي الظالم على القطاع منذ عامين ستبقى شاهدة على حالة الانقسام المؤسفة التي يعيشها الوطن الجريح، وشدد على ضرورة الوحدة الوطنية في الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي وتوحيد كل الجهود باتجاه إعادة إعمار قطاع غزة .
ورأى ان الشعب الفلسطيني لم يتعب ، وشعبنا لن يتخلى عن حقوقه الوطنية وعن حريته بسبب المعاناة والعذابات والتضحيات، بل ان هذا يزيده ايماناً بأهدافها الوطنية، وخاصة اننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني تستوجب العمل على خلق كافة اشكال النضال بعد وصول المفاوضات الى الطريق المسدود وخاصة الوحدة الوطنية والمصالحة وإعادة الاعتبار للمقاومة بكافة اشكالها افي مواجهة الاحتلال، الى جانب العمل السياسي .

واضاف ابو يوسف ان استمرار عمليات التضامن مع الاسرى في الداخل والخارج دليل على موقع واهتمام قضيتهم لدى شعبنا وشعوب المنطقة ولما يمثلونه من نبض حي وحقيقي لنضال شعبنا ، ودعا جميع الهيئات والمؤسسات الحقوقية والانسانية والمجتمع الدولي من اجل وقف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى من تنكيل ممنهج وغير مسبوق والعمل من اجل الافراج عنهم.

واشاد امين عام جبهة التحرير بالقافلة الآسيوية لكسر الحصار عن غزة آسيا 1 ودور المبادرات الإنسانية التضامنية في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة،مؤكدا أن إسرائيل لن تفلت من قوانين الهيئات الدولية ومن نضال الأحرار من خلال ما نشهده من متضامنين في الضفة الغربية ومشاركتهم في المسيرات الاسبوعية في نعلين وبلعين والمعصرة والقدس وايضا من قوافل كسر الحصار عن غزة حيث تعكس مواقف أحرار العالم ومؤازرتهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية ومضيهم قدماً في دعم الشعب الفلسطيني وكسر الحصار عنه وتصليب موقفه الوطني والكفاحي .