من ينقذ حياته المهددة بالخطر؟ والد طفل لاجيء في مخيم عين الحلوة يناشد الرئيس ورئيس وزرائه تبني علاجه

تخنق الدموع كلمات اللاجيء الفلسطيني خليل جمعة الذي ينحدر من قرية عمقه قضاء عكا وولد في مخيمات اللجوء في لبنان فيعجز عن الحديث وهو يشاهد الحالة الصحية لنجله الطفل محمود تتدهور اكثر فاكثر، بينما تحاصره الامكانيات المادية المعدومة لعائلته والراتب المتدني الذي لا يكاد يوفر لقمة عيش عائلته الكبيرة والديون التي تراكمت خلال رحلة علاج محمود فيقف عاجزا عن القيام باي شيء ينقذ حياة نجله البريء.

اشد اللحظات صعوبة

في مخيم عين الحلوة في لبنان ، لم يعد يملك جمعة سوى الصلاة والدعاء بعدما اغلقت في وجهه كل الابواب بما فيها ابواب وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين" المسؤولة عن اللاجئين في لبنان وحتى "منظمة التحرير الفلسطينية"، وبحزن والم يرافق كل نبرة وحرف وكلمة ،قال: "لا توجد كلمات تصف مصيبتي وحزني وحسرتي على طفلي محمود البالع من العمر (3 سنوات و5 شهور )الذي اصبحت حياته معرضة للخطر ، انني مستعد لان ابيع حياتي لاهب له حياة فمنذ سنوات وهو رهينة المرض ولم يعش يوما طفولته ، بينما لا نجد وسيلة لعلاجه فلمن نتوجه ؟ وما ذنب طفلي ليعيش لحظات قاسية والام اشد حتى من الموت ؟".

ماساة محمود

وعبر الهاتف ، روى جمعة من منزله في مخيم عين الحلوة لمراسل في جنين حكايته ، وقال : "ابني محمود ولد وهو يعاني من مشاكل صحية كبيرة وبحاجه الى عدد من العمليات الجراحية ، ورغم سوء امكانياتي المادية كوني اعيل عائلة كبيرة تعيش من راتبي الذي اتقاضاه من منظمة التحرير الفلسطينية ، وهذا الراتب لايكاد يكفي عائلته ابسط الطعام لعشرة ايام من الشهر ، لم اتردد لحظة في علاجه ، كنا نعاني الم الجوع والحرمان لنوفر لابني بعضا من علاجه ".

الفحوصات والصور التي اجريت للطفل محمود ، كشفت انه يعاني من مشاكل صحية في الامعاء والكلى ، فسارع والده لعرضه على الاطباء انقاذا لحياته ، ويقول :"اجريت له عدة عمليات دفعت منظمة التحرير الفلسطينية الجزء الاكبر من تكاليفها فيما كنت اغطي ماليا ثمن الادوية والصور الطبية المتعددة والمتنوعة حتى تراكمت علي الديون بمبالغ كبيرة ".

معاناة لا تنتهي

لم تنهي العمليات معاناة الطفل البريء محمود ، بل قرر الاطباء ان يقوم بغسيل للكلى ولاكثر من مرة في الأسبوع ، ويقول جمعة " بسبب اثار ذلك نصحني الأطباء أن تتم عملية الغسيل في البيت لانها تستغرق 12 ساعة ولانها مرهقة للطفل ومكلفة ، فسارعت لتنفيذ ذلك ، لم اتمكن من شراء جهاز الغسيل واستاجرته ، ولكن حالة ابني لم تتغير والاشد ماساوية ان تلك العملية ترتب عليها مبالغا طائلة جدا استدنتها من الاهل والاصدقاء والجيران حتى اصبحت عاجزا عن تامين أي نوع من العلاج لطفلي في ظل توقف المساعدة من المنظمة بينما امتنعت كليا "الاونروا" عن تقديم اي نوع من الخدمات الصحية له.

حياة ابني في خطر

بين هذا الواقع المرير ، وحاجة نجله لغسيل الكلى الذي يكون احيانا يوميا ويستغرق 12 ساعة عن طريق البطن ، لا زال جمعة يبحث عن حل ومساعدة ولكن دون جدوى ، ويقول " ما زلت انتظر رحمة الله ولن اياس رغم حياة طفلي مهددة بالخطر اذا لم تجرى له اكثر من عملية جراحية في المستقبل ، ولكن الاهم الان انتظام عملية غسيل للكلى له لاكثر من مرة في الاسبوع والتي تجتاح لدواء خاص ومحدد تبلغ قيمته 1200 دولار شهريا "، واضافت "طلبت مساعدة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينين "الاونروا" ، لانني لم اعد املك قرش واحد ولكنها سلمتني كتابا رسميا بعدم تمكنها من تقديم أي نوع من المساعدة ونصحتني بالتوجه إلى المؤسسات فيما أن الضمان الصحي للمنظمة مازال يماطل".

مناشدة وصرخة

الطفل في حالة سيئه جداً والوالد المفجوع في مصائبه لم يعد قادراً على التحرك وسلم أمره لله بعد أن سمع من المسؤولين الوعود والوعود ولا شيئ فعلي ، لذلك فان جمعة وهو عسكري برتبة رقيب في حركة "فتح " في مخيم عين الحلوة ، وجه عبر نداء وصرخة عاجل للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض لتلبية نداء وصرخة طفله ، وتبني علاجه واصدار تعليماتهم للجهات المعنية للمنظمة في لبنان لتغطية نفقات علاجه وتوفير الدواء له قبل فوات الاوان .