دردشة مع مجاهدى القاعدة .لن نقاتل المسيحيين والشيعة و الجيش.

ادمون ساسين -

يجمع العارفون بملف التنظيمات الأصولية والجهادية أن لا وجود للقاعدة في لبنان وأن المشاهد الدموية المتنقلة بين العراق ومصر التي طاردت مئات الارواح المسيحية لن تستقر في لبنان الا اذا أراد بعض الاطراف توجيه رسائل محددة.
من بين المجموعات المتشددة المحسوبة على القاعدة في لبنان يبرز اسم عصبة الأنصار التي تكاد تشكل الاطار الرسمي المؤهل لاتقان أي وظيفة للقاعدة في لبنان واستقبال مجاهديها يوم يقررون استخدام الأراضي اللبناني قاعدة لعملياتهم ضد الأعداء المفترضين .
في تلك الأزقة الضيقة في مخيم عين الحلوة لا تنتظر كثيرا لملاقاة احد قادة عصبة الأنصار. يغيرون أرقام هواتفهم باستمرار من اجل الوقاية الأمنية والاستهداف . تتواصل معهم أحيانا عبر وسيط مقرب أو مؤيد وهم الذين يفضلون الابتعاد قدر المستطاع عن عدسات الكاميرا ولعبة الاعلام . يصل أحد قادة العصبة ، يتصرف تماما كسلوك قادة القاعدة الميدانيين . يبادر الى السلام عليك بحماسة واضحة يستفسر عن الأسماء ويرحب بها بالحماسة نفسها .

بسرعة يروي لك أبو طارق كيف كان يجاهد في العراق ويحضر العبوات لقتال الأميركيين ، وبفخر وعزة يخبرك أن سبعة عشرة من عناصر عصبة الأنصار قضوا في العراق بعد مغادرتهم عين الحلوة وهم يقاتلون الأميركيين من بينهم أبناء المشايخ في العصبة وأن البعض من مجاهدي العصبة مسجون هناك. نعم نحن نرسل الرجال من مخيم عين الحلوة الى العراق، وأن الكثير من الأفرقاء السياسيين الفلسطينيين واللبنانيين قدموا العزاء بالمجاهدين.
من العراق الى واقع لبنان ينتقل أبو طارق ليؤكد أن العصبة ملتزمة أمن المخيم وأن القاعدة الذين يجاهدون في صفوفها في العراق غير موجودة في لبنان. يتوسع أبو طارق بحماسة بالشرح ويقول صراحة: أن عصبة الأنصار طلبت من القاعدة عدم الدخول الى لبنان.

تسأل أبو طارق عن مشروعهم في لبنان وعن امكان قتالهم الشيعة والمسيحيين والجيش اللبناني . يجيب بسرعة أن عصبة الانصار تملك مشروع قتال الأميركيين واليهود وهي لن تشتت مجهودها وترفض قتال الشيعة والمسيحيين والجيش اللبناني في لبنان. فالمسيحي برأيه هو شقيقه بالدين وحزب الله الشيعي هو مقاومة يقاتل بترسانة عسكرية وتنظيم كبيرين اسرائيل ، أما الجيش فهو يحمي لبنان والمقاومة. لهذه الاسباب يضيف أبو طارق لا تقاتل العصبة هؤلاء في لبنان . فبقتالهم تشتيت للمجهود وتغيير لهدف المشروع.

يهدد أبو طارق أن من يريد العبث بأمن المخيم من الأطراف السياسيين اللبنانيين واستخدامه سيغرق مع المخيم وهي رسالة نقلتها العصبة الى المعنيين اللبنانيين.
حاملا مسدسه الذي تعتقد أنه سيستخدمه اثناء حديثه الحماسي والمثير يعود الى موال القاعدة في لبنان فيقول مختصرا : لو كانت هناك قاعدة في لبنان لما انتهى السابع من ايار حتى الآن.
أبو طارق الذي يعلن أن عصبة الأنصار تحب الحياة أيضا يبدد في حديثه المتقدم كل طموحات وأوهام البعض في لبنان عن تدخل للقاعدة وتحرك لها ضد حزب الله في لحظات محددة.