إيـران تسـتثني 4 دول غربيـة كبـرى مـن دعـوة لزيـارة منشـآتها النوويـة

تفاوتت ردود الفعل الدولية أمس، على دعوة ايران سفراء ومندوبي دول عديدة ليس بينها أميركا وبريطانيا ولا فرنسا أو ألمانيا، إلى زيارة منشأتين أساسيتين في برنامجها النووي عشية الجولة المقبلة للمفاوضات مع مجموعة الـ«5+1» في اسطنبول، بين تنديد واشنطن بما وصفته بـ«التهريج»، وصمت موسكو، وتشديد باريس على دور حصري مفترض للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التفتيش النووي. أما المجر، التي دعيت بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، فأعلنت أنها ستتشاور مع الاتحاد حول المشاركة، فيما أكدت الصين أنها ستواصل اتصالها مع طه`ران في هذا الصدد.
وقال مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية
علي أصغر سلطانية إن سفراء ورؤساء المجموعات الجغرافية والسياسية المعتمدة لدى الوكالة سيزورون منشآت إيران النووية. وأضاف سلطانية من فيينا، إن «هذه الشخصيات ستتفقد منشآت نتانز لتخصيب اليورانيوم ومفاعل آراك للماء الثقيل».
وأكد سلطانية ان هذا البرنامج يأتي في نطاق «السياسة النووية الشفافة للجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأضاف إن هذه الزيارة ستتم يومي 15 و16 كانون الثاني الحالي كما سيلتقي السفراء الأجانب المسؤولين الإيرانيين.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست قد اكد توجيه الدعوة الى «بعض اعضاء مجموعة (5+1) والاتحاد الاوروبي ومجموعة الـ77 وحركة عدم الانحياز لتفقد منشآت ومواقع إيران النووية في إطار الإجراءات التي تتخذها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتأكيد على شفافية وسلمية نشاطاتها النووية». ورفض المتحدث تحديد الدول المدعوة، لكن مصادر دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اشارت الى انه تمت دعوة روسيا والصين وحدهما من بين دول مجموعة (5+1)، كما تشمل الدعوة الدول العربية الممثلة لدى الوكالة الذرية. ويذكر أن السفراء المعتمدين لدى فيينا تفقدوا عام 2006 منشآت نووية في اصفهان.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي «سبق أن رأينا إيران تمارس مثل هذا التهريج». وأضاف في رسالة الكترونية «انها محاولة لصرف الانظار عن عدم احترامها لالتزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وتابع «أياً تكن الخدعة التي تعتزم إيران القيام بها، فإنها لا يمكن ان تحل محل ضرورة التعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفي رد على سؤال حول «إحساس» أميركا ازاء استثنائها من الدعوة الايرانية قال كراولي ساخراً: «لقد سحقنا». وفيما لم يحث مباشرة الدول المدعوة إلى عدم المشاركة، اعتبر كراولي أن ليس هناك أي سبب يدفعها إلى تلبية الدعوة.
وفيما التزمت موسكو الصمت إزاء الدعوة، اكدت الصين أنها مدعوة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين هونغ لي «إن الصين تلقت الدعوة من ايران وستواصل اتصالاتها مع طهران في هذا الخصوص».
من جهتها، صرحت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستين فاج «من جهتنا لم نتلق دعوة ونذكر بأن عمليات التفتيش في ايران من صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضافت «ندعو ايران الى تعزيز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرد على الأسئلة التي تطرحها الوكالة في تقاريرها لرفع شكوك المجتمع الدولي حول اغراض البرنامج النووي الإيراني».
أما وزارة الخارجية المجرية فأعلنت ان المجر، التي دعتها طهران الى زيارة مواقعها النووية لأنها تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الاوروبي، ستتشاور مع المفوضية الاوروبية حول هذه الدعوة. وأوضحت الوزارة ان «البعثة الايرانية الدائمة في الامم المتحدة وجهت رسالة الى الوفد المجري، بين دول عديدة، دعته فيها الى زيارة مواقع نووية ايرانية في كانون الثاني» الحالي مؤكدة ان بودابست «ستجري مشاورات مع بروكسل ودول اخرى من اعضاء الاتحاد الاوروبي بشأن هذه الدعوة».