حسام زكي: دولة عربية تعرقل تشكيل لجنة لحل الأزمة في لبنان

كشف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي عن عرقلة إحدى الدول العربية- لم يسمها- تشكيل لجنة عربية لحل الأزمة اللبنانية، أثناء مناقشة وزراء الخارجية العرب للوضع اللبناني في اجتماعهم الاستثنائي مساء أمس على هامش القمة العربية الاقتصادية بشرم الشيخ. وأضاف أن هذه اللجنة كان يفترض أن تكون على غرار اللجنة التى تم تشكيلها قبل سنوات وأفضت إلى اتفاق الدوحة.

ولفت زكي في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين، أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قال خلال مشاركته في الاجتماع التشاوري، إن على الجامعة العربية ألا تقف موقف المتفرج وتترك أطرافًا غير عربية تحاول التدخل في الموضوع اللبناني الذى يعتبر شديد الخصوصية، مشددًا على أن الجامعة لا بد أن يكون لها موقفها وقولها وتحركها في هذا الموضوع على غرار ما تم منذ عدة أعوام عندما اشتعل الموقف فى لبنان، حيث شكلت الجامعة لجنة وزارية ونتج عنها اتفاق الدوحة، لكن مع الأسف لم يكن هناك إجماع حول هذا المقترح نتيجة أن إحدى الدول قالت إنه لا داعي لتشكيل أي لجان عربية، وبالتالى الموضوع لم يذهب بعيدا.

وحول ما إذا كانت مصر تستشعر وجود محاولات لإبعاد الدور المصري والعربي عن الملف اللبناني، قال زكي: 'لا شك أن المواقف المصرية تؤرق بعض الأطراف، ولكن مصر لا يعنيها هذا كثيرا، لأن مصر تضع سياستها وتقول مواقفها بشكل واضح، ولا يمكن لأي طرف أن يعوق الدور المصري الذى لديه من المرونة والقدرة الدبلوماسية ما يمكنه من أن يحتوى أو يتجاوز أى محاولات للعرقلة، ولكن نضع نصب أعيننا دائما فى هذا الملف مصلحة الشعب اللبناني ومصلحة لبنان كدولة'.

وأمل زكي للبنانيين الخير، وقال: 'نعتقد أن أفضل الحلول هي التى تأتي من داخل لبنان بالاتفاق فيما بينهم، وليست الحلول الجاهزة من الخارج'.

وأوضح أن الخارج يمكن له فقط أن يساعد ببعض النصح والآراء التى يمكن أن يأخذ بها اللبنانيون، لكن الدور الأساسى معني به اللبنانيون لأنهم عاشوا معًا لسنوات طويلة، وعندما تحاربوا ودخلوا في معارك فيما بينهم هم الذين دفعوا الثمن وليس أى طرف خارجى، وأضاف 'مصر دائما تقول إنه لا بد للبنانيين أن يتحملوا مسئولية تهدئة الأوضاع فيما بينهم وألا يعتمدوا على الحلول القادمة من الخارج'.

وردا على سؤال حول الموقف المصرى من طرح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي فكرة تشكيل مجموعة اتصال دولية خاصة بلبنان لحل الأزمة الحالية، قال زكي: إنه 'على حد علمنا هناك فكرة تحدث بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، وأخرى خاصة بالرئيس الفرنسى حول تشكيل مجموعة دولية للاتصال حول لبنان، وكان هناك اتصالات معنا وقلنا قبل عدة أيام أن مصر لا تمانع في أن تشارك في أى جهد لكن تفضيلها هو أن يتولى اللبنانيين أنفسهم تسوية مشكلاتهم لأنه لا يمكن لهم الاعتماد على الخارج بشكل كامل في هذه المسألة'.

وشدد زكى 'على أن الوضع اللبناني شائك للغاية وشديد التعقيد، ونحن نعتقد فى مصر أن التدخلات الخارجية السلبية آذت لبنان وندعو دائما لرفع الأيدى عن لبنان'، مشيرا إلى أن المقترح بتشكيل لجنة اتصال دولية مازال مقترحا لم يفعل، وبالتالى على حد علمنا لا يوجد هناك أي تحرك رسمي بشأنه، لافتا إلى أنه كانت هناك إعلانات إعلامية، ولكن لا يوجد أي تحرك رسمي حتى الآن، وكل ما هنالك أن البعض يتشاور حول من ينضم إلى هذه المجموعة'.

وأعرب عن اعتقاده بأنه من المهم أن يعمل العرب بشكل متكاتف من أجل صيانة استقرار لبنان مع عدم التفريط فى العدالة المنشودة، وأن هناك مساحة مشتركة يمكن البناء عليها لتحقيق الهدفين في ذات الوقت.

وحول عقد القمة الثلاثية السورية-التركية-القطرية فى دمشق أمس دون حضور أى طرف لبناني، ورؤية مصر لمطالبة البعض بعودة العمل بالتفاهم السوري-السعودي لحل الأزمة اللبنانية، قال زكي: 'لم نتعرف على هذه الأفكار بشكل رسمي من الأطراف المعنية ولا نملك عناصر محددة يمكن أن تشكل أساسا للتسوية، واستمعنا لبعض الأفكار بعضها يمكن في رأينا أن يشكل أساسا جيدا لتسوية مناسبة، ولكن بعض الأفكار أيضا لم تكن مناسبة على الإطلاق'.

وأضاف أنه خلال المشاورات استمعنا لمداخلة من الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية، بشأن الجهد الذى بدأه الملك عبد الله فى هذا الموضوع، ونحن نقدر عاليا الجهد السعودب، لأنه ذهب بعيدًا فى محاولة احتواء الوضع ولكن بالطبع هذا المسعى وكما رأينا لم يصل إلى النتائج المرجوة، وكون أن هناك محاولات لإطالة أمد هذه التسوية أو إعطائها روحًا ربما لم تعد موجودة فيها، فهذا ربما يدخل في إطار حسابات سياسية محددة.

وردا على سؤال حول اللقاء الذى أجراه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط مع نظيره السعودي أمس، لفت زكى الى أن المباحثات تناولت الشأن اللبناني بشكل أساسي ودار نقاش مطول حول تقييم الوضع ورؤية المملكة ومصر للوضع في لبنان وكان هناك تشخيص مشترك لهذا الوضع والأسباب التى يمكن أن تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في لبنان، مؤكدا أن مصر والسعودية لديهما رؤية مشتركة في الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وهما دولتان تحرصان كل الحرص على مساعدة اللبنانيين للخروج من أى أزمة يواجهونها، وقال: 'نعتقد أن الجهد السعودي-المصري بالإضافة إلى الاتصالات مع اللبنانيين وبعض الأطراف الأخرى يمكن أن تؤدي الى احتواء الأوضاع'.