الفيس بوك الليبي بين مؤيد ومعارض للانتفاضة الشعبية التونسية

لا يختلف اثنان بأن الانتفاضة الشعبية التونسية قد قلبت المقاييس في العالم العربي، وباتت حكاية محمد البوعزيزي والمظاهرات والشرطة والرصاص في تونس هي الموضوع الأكثر سخونة خلال الأسابيع الماضية.

وبعد انتهاء حكم زين العابدين بن علي الذي امتد ما يقارب الثلاثة وعشرين عاماً، ومحاولة بعض وسائل الاعلام الليبية المحلية لاختزال الانتفاضة الشعبية التونسية إلى حرب عصابات تم فيها قتل الأبرياء ونهب البيوت والمحلات التجارية، انقسم الليبييون إلى قسمين متعارضين على صفحات الفيس بوك: القسم الاول منهم يتبنى وجهة نظر وسائل الاعلام الرسمية الليبية وتذهب بعيداً حد الدعوة لقطع العلاقات الليبية التونسية، وقسم أخر مؤيد للانتفاضة الشعبية التونسية، ويمتدحها ويهلل لها ويدعو أن تزحف إلى كل بقعة في العالم العربي.

وقد لوحظ أن معظم الليبيين على صفحات الفيس بوك، قبل سقوط زين العابدين بن علي، كانوا سعداء بهذه الانتفاضة والمظاهرات ومواجهة الشعب لرجال الشرطة وعدم خشيتهم من الرصاص والموت. وبات علم تونس هو الذي يتصدر صفحات الحسابات الشخصية للعديد من مستخدمي الفيس بوك في ليبيا، كما تم فتح مجموعة على صفحات الفيس بوك تحت اسم "مناصرة الليبيين لأهالي سيدي بوزيد"، تم فيها تشجيع الشعب التونسي على الاستمرار في الاحتجاجات والقضاء على الظلم والقهر والجبروت، كما أنها قامت بتزويد المطلعين على الصفحة بأهم الأحداث الجارية على الساحة التونسية، ووضع روابط لبعض المجموعات التي تدفع الشعب التونسي للانتفاضة وانهاء حكم الرئيس بن علي.



انقسام ومعارضة

كان اليوم الذي غادر فيه بن علي تونس هو اليوم الذي اجتمع فيه الليبييون على مساندة الشعب التونسي، مباركين ومتضامنين، سواء بالكلمات في صفحات المجموعات التونسية أو الموسيقى الوطنية والأغاني والمشاركة في نشر صور ومقاطع فيديو حول الأحداث.

وقد تزامن فرار بن علي من تونس مع تقارير واخبار اقتحام واستيلاء العديد من المواطنين على وحدات سكنية في ليبيا وما نجم عنه من جدل واحتجاجات وانسحاب الجهات الامنية الليبية عن التدخل لمنع عمليات النهب والاستيلاء، مما ادى إلى تحول اهتمام عدد كبير من مستخدمي الفيس بوك الليبي عن الاحداث المتسارعة والجارية في تونس والاهتمام بالشأن الداخلي في البلاد ومحاولة الكشف عن ما يجرى.

كما لوحظ أن عدد من المستخدمين قد غير من وجهة نظره تجاه الانتفاضة التونسية بعد خطاب القائد معمر القذافي يوم السبت للشعب التونسي والتي ابدى فيها اسفه من احداث القتل والتخريب، وعزا البعض منهم سبب تغييرهم لرأيهم إلى أنهم لم يكونوا على علم أن هذه الثورة قد تسببت في قتل الكثير من الأبرياء والسطو على محلات تجارية وحرق بيوت وأسواق.

وكما لوانقسم العديد من الليبيين في أرض الواقع حول أحداث تونس بين مؤيد ومعارض للانتفاضة الشعبية التونسية، فقد انقسم الليبييون على الفيس بوك كذلك إلى قسمين متعارضين، وفتحت مجموعات أخرى مناصرة لخطاب القائد معمر القذافي للشعب التونسي، ومجموعاتٍ أخرى تدعو إلى قطع العلاقات نهائيا مع تونس، خاصة بعد ما وردت تقارير تفيد بتعرض بعض الليبيين في تونس للتحرشات وتحطيم الممتلكات والسيارات التي تحمل لوحات ليبية.



مجموعات معادية لتونس

لوحظ في الفترة الماضية انشاء بعض مجموعات الفيس بوك الليبية الداعية للفصل بين البلدين مثل مجموعة "نطالب باغلاق الحدود بين ليبيا وتونس"، مبينة أهدافها حول جملة واحدة في صفحة المعلومات الشخصية "لا للتوانسة في ليبيا"، حيث نشر بعض الاعضاء المعارضين للوجود التونسي في ليبيا مقاطع فيديو تسب الشعب التونسي، بالإضافة إلى مشاجرات بينهم وبين التونسيين الذينَ استفزهم ما يكتب على الصفحة. هذا بالإضافة لبعض الصفحات والمجموعات الأخرى التي تسير على ذات الهدف.

من جهة أخرى، فقد استمرَت مجموعة "مناصرة الليبيين لأهالي سيدي بوزيد" في مناصرتها للانتفاضة الشعبية، كما اطلقت مجموعات اخرى مناصرة لها مثل مجموعة اطلق عليها اسم "ليبيا تونس بلد واحد"، ضمت اعضاء من ليبيا وتونس يحاولون ربط البلدين ومساندة قضية الشعب التونسي من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية.