الجميل: سوريا تسعى للسيطرة على مقدّرات لبنان بمساعدة "حزب الله"

كشف رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل أن "الحكومة المقبلة سوف يسيطر عليها المحور السوري ـ الايراني"، مشيراً في حديث إلى صحيفة "روزاليوسف" إلى أن "سوريا تسعى لذلك من أجل السيطرة دائماً على مقدّرات لبنان بمساعدة "حزب الله" الذي يمثل تهديداً للسيادة اللبنانية باستخدام وسائل لا أخلاقية لتحقيق أغراضه".

وعن الموقف المصري حيال الأزمة اللبنانية، قال: "شعرت بأن هناك تفهماً كبيراً لما يحدث في لبنان خلال زيارتي للرئيس مبارك ولقائي به وبوزير الخارجية أحمد أبوالغيط وشيخ الأزهر، وأنهم مدركون تماماً خطورة الوضع في لبنان وفي نفس الوقت يشعرون بصعوبة التحرك حيال الأزمة نظرا لكثرة التداخلات في لبنان، لأن هناك فريقاً في لبنان وهو "حزب الله" يستعمل العنف وهذه أساليب لا يمكن أن تستعملها مصر ولذلك هناك اختلال في ميزان القوى بسبب الضغط الذي يستخدم في الساحة اللبنانية التي تتناقض مع القيم والمنطق الديمقراطي الذي يعتبره فريق "14 آذار" أسلوباً في التعاطي مع ما يحدث في لبنان، وهذه مشكلة أساسية نظراً لاختلال المعادلة فهناك فريق يعتمد على القوة والعنف والسلاح وفريق آخر يعتمد علي المنطق". وأضاف: "أكد لي الرئيس مبارك خلال اللقاء أنه يجب على اللبنانيين أن يديروا قضيتهم بأنفسهم من دون تدخل من أحد وعندئذ مصر ممكن أن تساعد".

وعن المسعى السوري- السعودي لحلّ الأزمة اللبنانية، قال: "منذ البداية لم أكن أنتظر نتيجة ايجابية لأن شعوري بأن هناك قوى غير مستعدة في الوقت الحاضر للتنازل عن الموقف تجاه لبنان بينما السعودية التي تحب لبنان وتضحي كثيراً من أجل إنهاء الأزمة، ولكنها ليست على استعداد لاستخدام الوسائل اللاأخلاقية التي يستعملها الآخرون، فليس هناك توازن بين الفريقين وكذلك مصر أيضاً ليست علي استعداد لاستعمال تلك الوسائل غير المشروعة في الساحة اللبنانية، بينما هناك قوى "حزب الله" على استعداد لاستخدام تلك الوسائل لتحقيق مآربها".

وعن الكلام عن توقيع الرئيس سعد الحريري على ورقة تتضمن التنازل عن عدد من النقاط ومنها إبطال قرارات المحكمة الدولية وسحب السلاح الفلسطيني وتثبيت اتفاق الطائف وغيرها، أجاب الجميل: "في الحقيقة لم نطلع على تلك الورقة، وسعد الحريري حليفنا ولم يطلعنا على هذا الأمر وأشك في صدقيتها وأن تكون صحيحة ولكن من الممكن أن يكون هناك عدد من الأفكار ولكن لم يوقع عليها".

وعما إذا كان "حزب الله" نجح في أهدافه بإفشال قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال الجميل: "لا شك في ذلك، ولا يخفى هذا الأمر لأنه لا يعترف بتلك المحكمة، وقال مراراً إنه سيتصدى بكل الوسائل لتحقيق ذلك بما في ذلك الوسائل العسكريّة".

وعمّا إذا كان ما حدث في لبنان الآن يعدّ انقلاباً، أجاب الجميل: "بالطبع ما يحدث في لبنان هو انقلاب زاحف على المؤسسات وسبق أن حذرت من حدوث ذلك". ورأى أن "الموقف السوري الحالي أو الماضي أو ربما المستقبلي هو السيطرة على كل مقدرات لبنان منذ القدم، وسوريا حتى الآن لا تريد أن تعترف بالسيادة اللبنانية وتعتبر أنه يجب أن يبقى لبنان تحت سيطرتها".

ورداً على سؤال، أجاب الجميل: "عمر كرامي ليس عضواً في مجلس النواب وليس عنده كتلة برلمانية وليس عنده القدرة علي الامساك بمقدرات البلد، إنما كرامي في الوقت الحالي معتمد من قبل قوى "حزب الله" التي لها مصالحها وخططها من أجل التأثير على مجريات الأمور من خلاله، ولكن أنا أحترمه وهو شخص وطني وصادق ويبقى له أن تكون له حرية التحرك وتحقيق سياسته وليس سياسة الآخرين التي ستفرض عليه ولكن ليس بيده ولكن بإمكانيات الغير".

وعما إذا كان يتوقع أن لبنان مقبل على حكومة تسيطر عليها قوى "8 آذار"، قال: "لا شك في ذلك، ولأننا عندما نتكلم عن "8 آذار" نتكلم على المحور السوري ـ الإيراني".