إسرائيل تستغل حملة التضليل وتعلن الانتهاء من حفر تفق باتجاه الأقصى

إسرائيل تستغل حملة التضليل وتعلن الانتهاء من حفر تفق باتجاه الأقصى
في الوقت الذي يحاول إعلام 'الجزيرة' والاحتلال الإسرائيلي- على حد سواء- لفت انتباه الرأي العام المحلي والعربي والدولي عن ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في مدينة القدس المحتلة؛ تقوم هذه السلطات، من خلال السباق مع الزمن وكسب الوقت، تجسيد الأمر الواقع وفرضه على الأرض الفلسطينية في القدس.
ولم يكن توقيت الإعلان عن هذه الحملة الإعلامية الضخمة محض صدفة بل تؤكد الشواهد أنها وفق أجندة إسرائيلية وعربية متواطئة ودولية فشلت في تحقيق تقدم عن طريق الضغط على الفلسطينيين.
كما أنها تأتي لتواجه الحملة الكبيرة التي شرعت بها الدبلوماسية الفلسطينية عبر المجتمع الدولي ومؤسساته لانتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م.
ووسط هذه الفوضى التي أحدثتها الجزيرة، جاء الإعلان ليلة أمس على لسان ما يسمى بنائب مدير سلطة الآثار الإسرائيلية، عن الانتهاء من حفر نفق يربط بلدة سلوان-التي تقع جنوب المسجد الأقصى بكل سهولة ودون الخشية من أي ردود فعل محلية أو غيرها.
عسكريون يشرفون على وضع مولدات كهرباء ضخمة في النفق الجديد!
اليوم.. تابعت كل من لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان ومركز معلومات وادي حلوة وعدد من الشخصيات الاعتبارية في المنطقة ميدانيا ومنذ ساعات الصباح الأولى ما يجري بموقع القصور الأموية التي تقع بملاصقة الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وأكدت أن عددا كبيرا من العسكريين التابعين لجيش الاحتلال يشرفون بأنفسهم على وضع مولدات كهرباء ضخمة في النفق من جهة القصور الأموية تمهيدا، على ما يبدو، لافتتاحه رسميا والشروع باستخدامه.
وحسب فخري أبو دياب عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان فإن فكرة الأنفاق في المنطقة هي فكرة عسكرية وأن القائمين عليها ما زالوا يعملون لتحقيق أهداف يعتبرونها عسكرية.
وقال لـ 'وفا' بأن الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف منذ عام 1967م، وانه في كل يوم نشاهد انتهاك أعظم مما مر علينا... ونحن أمام ظاهرة خطيرة جدا خاصة أن الكيان الإسرائيلي يبرر دائما أي عملية انتهاك، وهو مستمر بالحيلة تارة وبالصمت والسرية تارة أخرى لتنفيذ مخططاته الخطيرة في المنطقة.
ولفت إلى أن الاحتلال أنهى العمل بعدة أنفاق، وأن سلطات الاحتلال تتعامل بأساليب خبيثة جدا مع مقدساتنا.
وأوضحت لجنة الدفاع عن سلوان في بيان لها اليوم 'أن الخطورة ليست بطريقة العمل والأسلوب والسرية وحسب؛ بل بالإشراف العسكري على هذه الأعمال، ما يؤكد أن الاحتلال يخطط على المستوى العسكري، وهو ما يوضحه أسلوب حفر هذه الاتفاق التي تستهدف المقدسات والسكان والعقارات والوجود الفلسطيني وصولا إلى تهويد المنطقة بالكامل بعد اقتلاع سكانها'.
وأضافت: 'إن حرب الأنفاق في سلوان يشرف عليها ضباط الاحتلال العسكريين وأدت إلى نتائج وخيمة على المجتمع الفلسطيني وعلى المقدسات، ومنها أنها خلخلت البناء الموجود في منطقة حيوية وهامة وعرّضتها لتصدعات وهذا بحد ذاته مؤشر خطير'.
ولفتت اللجنة إلى أقوال سابقة لمسؤولي الاحتلال والتي أكدت سعيهم لإزالة هذه الأبنية الفلسطينية وإنشاء أبنية جديدة توافق البناء اليهودي، فضلا عن وجود عملية لطرد السكان الذين بدأوا يستشعرون الخطر المحدق بهم في مختلف أحياء بلدة سلوان وخاصة في حي البستان ووادي حلوة والمغاربة.
وقالت اللجنة: إن المسالة لم تعد تقتصر على طمس مقدسات المنطقة وإلغاء بلدة سلوان وأحيائها وخاصة وادي حلوة وتحويلها إلى 'مدينة داوود' بل بطرد السكان الذين يشكلون إعاقة حقيقية، وجلب اليهود مكانهم، كما أن هذه الأنفاق تهيئ لموضوع ما يسمى بالهيكل المزعوم.
وأضافت: لا بد -وفق التصور الإسرائيلي لتحقيق فكرة الهيكل- من الوصول إلى قلب المسجد الأقصى عن طريق الأبواب والانتهاكات اليومية والاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى، وكان لا بد أن يلجأوا إلى باطن الأرض ليفاجئوا الجميع بالظهور داخل المسجد.
حركة فتح، وعلى لسان العديد من كوادرها وقياداتها في القدس حذّروا من محاولة لفت انتباه الرأي العام المحلي والعربي والدولي لما تقوم به سلطات الاحتلال وأذرعها المتعددة من ممارسات لتجسيد وفرض أمر واقع على الأرض وعلى المقدسات ودفع المسؤولين الفلسطينيين في موقف الدفاع أمام حملة كيدية تستهدف القضية ومقدساتها أولا وأخيرا.