ماذا تعني الهجمة الشرسة في الوقت الراهن على منظمة التحرير الفلسطينية

ماذا تعني الهجمة الشرسة في الوقت الراهن على منظمة التحرير الفلسطينية
عباس الجمعة
الشعب الفلسطيني الذي تمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية حيث دفع هذا الشعب الجبار الغالي والرخيص بسبب تمسكه بممثله الشرعي والوحيد التي صنعت تاريخه النضالي الحديث وبكل الوسائل النضالية استطاعت الحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني ودافعت عن القرار الوطني المستقل وقادت كفاحه من أجل التحرير واستطاعت أن تؤطر وتنظم نضال الشعب الفلسطيني وتحقق الوحدة الكيانية لهذا الشعب في مختلف أماكن تواجده من خلال مؤسساته المختلفة وواصل الشعب الفلسطيني نضاله من خلال تمسكه بالمنظمة ممثلا شرعيآ ووحيدا سواء في داخل الأرض المحتلة أو خارجها ولقد لعبت م ت ف دورآ في دحض مخططات الاحتلال من خلال الالتفاف الجماهيري حولها و تمسك الشعب الفلسطيني بها وبقراره المستقل متمردا على جميع المخططات التي أحيكت ضد المنظمة بخلق البدائل عنها للالتفاف على ممثله وقيادته الشرعية وقد دفع الشعب الفلسطيني ثمن ذلك ولكن ظل متمسكآ بها على مر سنوات النضال وعلى مدى العقود الماضية أستطاع شعبنا أن يسقط كل المحاولات الاحتلالية، السياسية والعسكرية الهادفة، لتصفية قضيته الوطنية ومشروعه في الحرية والاستقلال في مراحل تاريخية حاسمه بل تمكن هذا الشعب العظيم بقيادته التاريخية من اجهاض تلك المحاولات دون أن تنحرف بوصلته عن القدس أو يضل مساره عن الأهداف الوطنية
ومن هنا نرى بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي انجاز وطني كبير حققه الشعب الفلسطيني بتضحياته ودمائه لبلورة الهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف تبديد الشخصية الوطنية وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية .
وامام ذلك ومع تقديرنا للجميع نؤكد على الترابط العميق بين البعد الوطني الفلسطيني في الصراع مع الصهيونية وارتباط هذا البعد بالبعد القومي ونعتقد انه حصل خطأ كبير واستراتيجي عندما تم عزل القضية الفلسطينية عن عمقها القومي .
وعلى هذه الارضية للرد على برنامج لـ 'كشف المستور' في قناة الجزيرة، يتطلب من هيئات ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوقوف أمام هذه الوثائق والمعلومات، وبحثها، واصدار مواقف معللة ومرفقة بوثائق واثباتات باعتبار ان منظمة التحرير الفلسطينية ككيان واطار سياسي قانون معنوي يجمع ويوحد الشعب الفلسطيني في كل اصقاع الارض .
اما من اراد الرد بطريقة اخرى واستغلال الحالة، على برنامج قناة الجزيرة من خلال بياناته ومواقفه بان منظمة التحريرلم تعد تمثل الشعب الفلسطيني ، نقول إن الشعب الفلسطيني مع القيادة طالما تمسكت بثوابته، والشعب الفلسطيني ليس مع الجزيرة، لكنة تواق لمعرفة الحقيقة جراء الفراغ ألمعلوماتي الذي يعيشه، فالخروج من الأزمة يكمن بالشفافية واحترام الشعب الفلسطيني وليس بمحاولة خلق البدائل والتصريحات من النوع الثقيل التي لا مفعول لها سوى المزيد من ردات الفعل .
ان منظمة التحرير الفلسطينية الاطارالوطني الجامع لكافة مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله واحزابه تتعرض لمؤامرة جدية بهدف تقويض المشروع الوطني الفلسطيني وهذا موضوع عميق وخطير وينبغي تناوله بأعلى درجات المسؤولية الشعب الفلسطيني اليوم والقضية الفلسطينية في منعطف مصيري وامام تحديات تاريخية كبرى لذلك يجب ان تتداعى كل القوى الفلسطينية للقاء فوري وحوار من اجل نقييم ما جرى وما هي الاستنتاجات التي نستخلصها من هذا في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان واستيطان وتهويد للقدس وحصار.
لذلك اود ان اقول وبكل صراحة نحن في جبهة التحرير الفلسطينية نؤكد بان حق العودة لا زال يجسد جوهر الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لأنه نتج عنه تهجير ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني واحتلال أربعة أخماس أرض الوطن فلسطين، حيث أدت النكبة، والتي أصبحت مستمرة، إلى ضرب مقومات المجتمع العربي الفلسطيني وفرضت حالة من التمزق والتشتت والضياع، فيما أقامت الحركة الصهيونية كيانها السياسي في فلسطين التاريخية.
وامام هذا الواقع تبلورت الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وانطلقت الثورة الفلسطينية، والتي كرست الهوية الوطنية وصاغت التطلعات السياسية للشعب العربي الفلسطيني، وعملت على تأطير أبناء الشعب الفلسطيني في حركة تحرر قادت صراعاً مريراً ضد الحركة الصهيونية والإمبريالية العالمية التي دعمتها من أجل إقامة كيانها السياسي في قلب الوطن العربي تحقيقاً لأهدافها الاستعمارية .
إن حق العودة مقدس ثابت وخط أحمر لن نسمح لأي كان بالعبث به أو المساومة عليه أو التفريط فيه، حتى لو كان الحل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس، فحق العودة إلى الديار الأصلية ثابت سواء كان الحل بإقامة دولة على جزء من فلسطين ، وهذا يؤكد عن قناعة عميقه لدى الشعب الفلسطيني ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وهذا مكسب يجب ان نحافظ عليه كإطار وكيان وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .
وغني عن القول نؤكد ان شعبنا مشتت، وموجود في الضفة والقدس والقطاع واماكن اللجوء والشتات والمنافي ، وهناك مخطط يستهدف تجزئة وتقسيم الشعب الفلسطيني، ومن هذا المنطلق يجب الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وهويته وهذا لا يتم إلا من خلال الحفاظ على منظمة التحرير، وهناك خطر شديد على منظمة التحرير، الولايات المتحدة تريد إنهاء وتفكيك المنظمة، وان اي بدائل عن المنظمة تهدف إلى تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، باعتبار ان المنظمة هي عنوان وحدة هذا الشعب كشعب موحد في الداخل والخارج.
ومن هنا نرى ان وثائق الجزيرة في كشف المستور حاولت ان تلعب دور في تعميق الانقسام الفلسطيني وخاصة في ظل ثمرة للجهود الدبلوماسية والسياسية للقيادة الفلسطينية ونتيجة للموقف الوطني الرافض للعودة للمفاوضات في ظل الاستيطان .
بعد هذا السرد لا بد من استثمار الاعتراف المتنامي بالدولة الفلسطينية من قبل دول امريكا اللاتينية ورفع التمثيل الدبلوماسي وحشد الطاقات باتجاه معركة سياسية ودبلوماسية وكفاحية لانتزاع الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس والعمل على تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الاراضي الفلسطينية باعتبارها أراضي تحت الاحتلال
مع ضمان حق العودة .
ختاما نؤكد ان انهاء الانقسام الداخلي والتوقيع على الورقة المصرية واستكمال الحوار الوطني ورسم استراتيجية وطنية واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن منظمة التحرير اطار يجمع الجميع والتمسك بالثوابت الوطنية والتي هي اكبر من اي فرد او تنظيم ، وإعادة النظر في المجرى التفاوضي ، ثمة ضرورة لتوحيد كل الطاقات لمواجهة الخطر الرئيسي المتجسد بالمشروع الأمريكي الصهيوني .