القول الفصل فى وثائق الجزيرة/أمين بركة

القول الفصل فى وثائق الجزيرة/أمين بركة
الخيانة أمر اعتيادي ولا لبث فيه وهو منسجم مع طبيعة النفس البشرية ولا خلاف في ذلك، والسذاجة شيء جميل وخاصة عندما تكون مفوض من نفسك وبمرتزقة تجمل لك ما تفعله؛ فهذا رائع وخاصة إذا كان من هداية القضاء والقدر “عند بعض الأشخاص“.
المراهقة شيء جميل ورائع وخاصة إذا كانت متأخرة والروعة الأكثر إذا كنت في الستينات والسبعينات من العمر”إلى مش مصدق يروح يسأل مثلًا الدكتور درداح الشاعر وهو يقول له شوا يعنى المراهقة المتأخرة“. تصدقون إن المراهقة المتأخرة شيء مثير للاهتمام.

عندما كنت أتصفح دائمًا كتاب جولات في الفكر لـ عبد الله كنون كنت أغوص في أحلامي النضالية التي كانت جميعها أحلام يقظة ليس إلا “فانا لم أبلغ من العمر عتيًا كي أتحدث عن تلك النضلات الوهمية فهناك الكثير ممن يتحدثون عنها إلى بدو يستفسر ممكن يسأل “جمال نزال، أو حتى صائب عريقات؛ وهو يحدثكم.

اتخذت كتاب جولات في الفكر مرجع لي فحاز على إعجابي، حاولت أن أتوسع في قرأه كتب أخرى تجمع بين ثناياها ساذجات للأغبياء لأجمع أروع الساذجات والحماقات الكبرى وأضعها في دفتري الخاص وأنظمها؛ ولكن ما حاز على هلامي إلا كتاب “المستطرف في كل فن مستظرف” حتى إني أعرضت عن فكرة أن أقوم بتصوير الكتاب عندما عجزت على الحصول على نسخه طبقيه له فبحثت على محرك البحث جوجل لأحصل على بعض طرائف هذا الكتاب بعد أن انتهت الأيام العشر التي منحتني إياها مكتبه الجامعة لأعيد الكتاب خوفًا من دفع عشر دنانير رسوم تأخير وهو ما يساوى في الحقيقة الثمن الأصلي للكتاب.

لعمرهم هم “أبيت أن أردد القسم الذي كان يردده عنترة لعبلة وهو يقول لها في بداية أشعاره ” لعمري” فالقسم عندي لا يكون إلا بالله“، لو أدرك مؤلف الكتاب إنني سوف أقارن ممن يتحدث عنهم بدكتاتوريات عصرنا لكان قد وضع على هامش صفحات الكتاب”سيتبع الكتاب بجزء مكمل من تأليف …….” فما يحدث عندنا من مصائب هو أضعاف مضاعفة لما وثقه الأبشيهي في كتابه.
ولأن الله عز وجل قدر لي أن أعزف عن فكرة جمع غرائب وطرائف قادتنا لكي لا تكون مادة سهلة يستلهم منها طلبه العلم أطروفات جحا وأشعب والجاحظ في عصره”صراحة خفت أن يصاب جحا ورفاقه بإحباط في إنفاذ طرائفهم!!!، الأهم من ذلك كله أن المقدمة التي إنا بصددها جاءت بي لأطرح سؤال حار عقلي في استنطاق نفسه لعله يجد لديه أجوبه تجعلني أتنفس هواء الصعداء عند الإجابة عنها!!!

فكان الجواب واضح وضوح القمر في رابعة النهار …. هل يجوز لتافه غبي كهذا “…..” أن يتذاكى على شعبه؟، هل يحل لتافهة ينعق مثل الكلاب ويقربن بتضحيات الصغار والكبار، ويتلا قط على أهات الثكلى بألفاظ شربت له، أن يكون علينا شيطان رجيم وعلى عدونا حنون رحيم؟؟؟.

لن أعقب من مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد على تسريبات الجزيرة وخاصة بعد مقدمتي الشعواء، ولكن القول الفصل عندي هو ( لن نتعدى إلى حب الفضول ونتحول أمام العالم إلى تسليات تناكفيه لان المقاومة حق مشروع والتحرر ملك لمن أراده وناضل من أجله وتنسيق المهرولون لا يعنى أبدًا انهزام الشعوب).

والله من وراء القصد