جزيرة العرب/حدة حزام

جزيرة العرب/حدة حزام
لأول مرة نعيش حربا على المباشر.. حربا خاضتها وسائل الإعلام جنبا إلى جنب مع الدبابات والقنابل وقدمت فيها حصتها من الشهداء.
وكانت قناة الجزيرة القطرية القناة الأكثر حضورا في الميدان.. حضورا ألقى بظلاله على القناة الأمريكية “سي. أن. أن“ وغيرها من القنوات وشدت إليها المشاهد العربي الذي كان يستقي معلوماته حول الحرب مما كانت تبثه هذه القناة لما أظهرته من “موضوعية” في الطرح، ورغم أن هذه الموضوعية لم تعجب أطراف الصراع؛ حيث تلقت القناة انتقادات لاذعة من الصحاف وعاقبه بتوقيف لمدة يومين كما تلقت انتقادات من الكويت وحتى من أمريكا نفسها واتهمها كل طرف بأنها تخدم مصلحة الطرف الآخر، وكان المشرفون عليها يرددون في كل مرة أنهم “يؤدون عملهم بمهنية”.
وإن كانت الجزيرة قد أبدت في عملها انحيازا ومجاراة لعواطف الشارع العربي الغاضبة والمناهضة للعدوان الأمريكي على العراق، رغم أن قطر كانت أكبر قاعدة لأمريكا واعتبرها البعض حاملة طائرات أمريكية، فإن هذه “الموضوعية” المزعومة والمقصودة من طرف المشرفين على القناة لها تفسيرات أخرى ويهدف “مهندسو” سياسة القناة من ورائها كسب ثقة المشاهد العربي من خلال إضفاء نوع من المصداقية على عمل القناة لتكون قناة العرب الأولى، وهي تحضير الرأي العام العربي لقرارات لا تتمتع بالشعبية ولا تستجيب لآمال وتطلعات الإنسان العربي، أو بكلمة أخرى لتحضر الرأي العام العربي لهضم السياسة التي ستنتهجها أمريكا، ليس في بلدان الخليج فحسب، بل في كافة أنحاء العالم العربي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الأم.. قضية فلسطين.
فقناة الجزيرة، التي كان لها السبق دائما ببث رسائل بن لادن، لم تكن لتصنع ذلك دون موافقة من الإدارة الأمريكية الصديقة للنضام القطري ولم يكن بمقدور قطر الخروج عن طاعة البيت الأبيض، بل إن كل من الجزيرة وبن لادن وجهان لعملة واحدة ومنتوج أمريكي جاء لخدمة المصلحة الأمريكية والدور الأمريكي للجزيرة مازالت لم تباشره بعد وهو دور تطويع الشارع العربي لتدوسه أمريكا كيفما شاءت مثلما تدوس أنظمته التي صنعتها لنفس الغرض...
السنوات المقبلة ستبرهن صحة هذا...
صحيفة الفجر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]