المخيمات الفلسطينية إلى دائرة الضوء مجدداً: هل يهتزّ الأمن اللبناني من بوّابتها؟

تتجه الأنظار أو توجّه حاليا الى المخيمات الفلسطينية في لبنان وكأنّه يتم الدفع بهذا الملف الى واجهة الاهتمامات اللبنانية في ظل الاستقرار والتوافق المسيطرين على الساحة الداخلية.

حادثتا حارة حريك وعين الحلوة اللتان شغلتا الأوساط مؤخرا أكّدتا ما كان سبق وسوّق عن أن الأمن اللبناني قد يهتز مجددا ولكن من البوابة الفلسطينية كما عزّزتا الهواجس من انفجار الوضع فلسطينيا في الداخل اللبناني.

فما صحة كل ما يشاع وهل من مؤشرات تدل على أن المخيمات الفلسطينية قد تتصدر العناوين مجددا؟

الخلافات داخل حركة فتح أالى تفاقم او حلحلة؟ وما الآليات المتبعة من قبل القيادات الفلسطينية للحد من تنامي المجموعات الارهابية داخل المخيمات؟

المقدح: عناصر من حركة "فتح" بالغوا بردة الفعل فتوسّعت اشتباكات عين الحلوة
العميد منير المقدح قائد الكفاح المسلّح الفلسطيني في لبنان أكّد أن اجتماعات القوى الفلسطينية مفتوحة لمنع حصول أي فتنة داخلية أو أي احتكاك مع أي فريق آخر، هو شدّد وفي حديث لـ"النشرة" على أن الاشتباكات التي حصلت في "عين الحلوة" مؤخرا تم تطويقها والسيطرة على ذيولها ساردا تفاصيل ما حصل: "أقدم يحيى أبو السعيد أحد عناصر مجموعة جند الشام المنحلة على اطلاق رشق من الرصاص على مقر حركة فتح داخل المخيم فرد عناصر حركة فتح على منطقة الطوارىء بشكل مبالغ فيه ما أدى الى فوضى عارمة... نحن اليوم نحقق بالموضوع وسيتم معاقبة من بالغ بردة الفعل".

من جهة ثانية، لفت المقدح الى أن أمن المخيمات كان ولا يزال ممسوكا وبالتوافق مطالبا الحكومة اللبنانية باعادة فتح ملف المخيمات والعودة للحوار مع قادة الفصائل لكي لا يصطاد احد في الماء العكر، مطمئنا أن الأمور تحت السيطرة في ظل التواصل الدائم والتنسيق بين مسؤولي الفصائل في كل المخيمات اللبنانية.

وبما خص الخلافات الداخلية في صفوف حركة "فتح" واللغط الحاصل بما خص تعيين قيادات جديدة في لبنان، أكّد المقدح أنّه وحتى الساعة لم يتم تعميم أي قرار بما خص الأطر التنظيمية لحركة فتح وأن ما بوشر العمل فيها هي قرارات شفهية فقط.

المقدح طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعادة النظر بالقرارات المتخذة لجهة تشكيل لجنة قيادية تتولى شؤون حركة فتح يترأسها سلطان أبو العينين وتضم خالد عارف، فتحي أبو العردات، آمنة جبريل وجمال قشقر داعيا ايّاه لمواصلة السياسة الفلسطينية التي كانت متبعة والتي ترضي اللبنانيين وقال: "نحن لسنا بحاجة اليوم الى غابة من السلاح في المخيمات أو لكتائب عسكرية خاصة في ظل اتفاقنا مع اللبنانيين على تنظيم السلاح الفلسطيني".

الرفاعي: هناك من يحاول جعل المخيمات خاصرة رخوة في الجسم اللبناني

من جهته لم ينف ممثل "الجهاد الاسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي أن هناك مخاوف كبيرة من سعي البعض لتحريك الوضع الأمني داخل المخيمات خاصة بعد اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين كبند في البيان الوزاري وقال: "هناك جهات متضررة من اعطاء الفلسطينيين حقوقهم وهي تعمل اليوم على تضخيم أي حدث يجري داخل المخيمات لتسليط الضوء على المشاكل الداخلية الفلسطينية" معتبرا أن هناك من يحاول جعل المخيمات خاصرة رخوة في الجسم اللبناني.

وشدّد الرفاعي على أن هناك جهوداً كبرى يبذلها مسؤولو الفصائل الفلسطينيين لعدم العبث بأمن المخيمات لأن هناك موقفا موحّدا لجهة أن أمن المخيمات خط أحمر لأن أمن واستقرار لبنان ينعكسان على الوضع داخل المخيمات والعكس صحيح.

واذ أكّد الرفاعي على أن هناك توافق فلسطيني في لبنان على ضرورة أن تبقى الصراعات بين الفصائل في فلسطين بعيدة عن المخيمات، اعتبر أن للبنان خصوصية معينة يجب احترامها وأضاف: "نسعى لتوسيع عمل اللجان المشتركة كما أن هناك رؤى لتعزيز دور القوى الأمنية داخل المخيمات لتعزيز الأمن".

وبما خص السلاح الفلسطيني قال الرفاعي: "السلاح خارج المخيمات برسم طاولة الحوار اللبنانية ونحن نأمل في المرحلة المقبلة أن يتم تفعيل هذا الموضوع لأننا واثقون أن هذه الطاولة ستخرج بآليات محددة لمحاورة الجانب الفلسطيني... أما بما خص السلاح داخل المخيمات فهناك توافق لبناني وفلسطيني على ان لهذا السلاح مهمة أساسية بالصراع مع العدو الصهيوني".

ما يحصل في عين الحلوة يشكل تحديا صعبا للفلسطينيين واللبنانيين

هشام دبسي المحلل الفلسطيني لفت الى أن العلاقة السياسية اللبنانية الفلسطينية الرسمية وضعت في ظل أطر واضحة يحترمها الفريقان، أولها اعتبار المخيمات أرضا لبنانية تمارس عليها السيادة اللبنانية ومن هنا كل ما يحصل داخل المخيمات شأن لبناني يحق للدولة أن تتحرك بما تراه مناسبا للمصلحة اللبنانية، وثانيها احترام الفلسطينيين اللاجئين وحقوقهم كاملة.

دبسي أشار الى أن القوى الفلسطينية تسعى جاهدة اليوم لضمان السم الأهلي اللبناني ودعم المرحلة التوافقية التي تمر بها البلاد وأضاف: "بالتعاون المشترك اللبناني الفلسطيني نحمي المخيمات كما أن السعي لاخراج العامل الفلسطيني من المعادلة السياسية اللبنانية يحمي الفلسطينيين واللبنانيين معا" معتبرا أنّه وفي ظل هذا التعاون الفلسطيني اللبناني المستمر علينا التفاؤل بما خص المرحلة المقبلة ولكن البقاء في الوقت عينه حذرين.

وفي موضوع السلاح الفلسطيني قال دبسي: "السلاح خارج المخيمات قضية لها بعد اقليمي وهي مرتبطة بالعلاقة اللبنانية السورية والايجابيات الجديدة في هذه العلاقة توفّر اليوم مناخا ايجابيا لترجمة ما توصلت اليه طاولة الحوار اللبنانية... أما بما خص السلاح داخل المخيمات فقد أعلن أكثر من مرة وخاصة من قبل فصائل منظمة التحرير أنها على أتم جهوزية للتعاون مع الدولة اللبنانية لتنفيذ ما تراه هي مناسبا في هذا الصدد وحتى لو قررت سحب هذا السلاح".

ورأى دبسي أن ما يحصل في عين الحلوة يشكل تحديا صعبا للفلسطينيين واللبنانيين واصفا الوضع هناك بـ"غير السهل أو البسيط" اذ تتداخل فيه كل التعقيدات اللبنانية والفلسطينية معتبرا أن كل المعالجات الفلسطينية للوضع داخل المخيم هي محاولات ناجحة حتى اللحظة وأضاف: "الجميع يدرك أهمية الحفاظ على الهدوء في عين الحلوة ولكن شرط أن تستمر النية في التعاون الفلسطيني المشترك".

ولفت دبسي الى أنّه وعندما انفجرت الأاوضاع بين حماس وفتح في غزة سعى مسؤولو الفصائل في لبنان وقدر المستطاع لمنع انتقال الخلاف الى داخل المخيمات فشكّلت لجان مشتركة لا تزال قائمة لتطويق الصراعات وقال: "هناك قرار واضح لضرورة منع انتقال الصراع الفلسطيني الداخلي الى المخيمات اللبنانية لأن الشعب الفلسطيني لا يريد تصدير المزيد من المشكلات الى الكيان اللبناني... كما أن الفلسطينيين يسعون وقدر المستطاع ليكونوا خارج الصورة الأمنية والتجاذبات اللبنانية".

» من المكبوت الفلسطيني ـ اللبناني كيف جرى توزيع المخيمات الفلسطينية؟
» النائب اللبناني سامر سعادة: لانقاذ المخيمات الفلسطينية في لبنان من هيمنة العصابات
» دائرة الشؤون الفلسطينية في الاردن
» قيادة الأمن الفلسطيني تهنىء بعيد الاستقلال أبو عرب: حريصون على الأمن في المخيمات
» لبنان وإسرائيل أمام مجلس الأمن مجدداً